الباب الثاني – دراستي في المرحلة الابتدائية

دخولي الأول ابتدائي

وفي بداية السنة الدراسية التالية دخلت صف التمهيدي في مدرسة النزهة الابتدائية وكان ناظرها عند التحاقي بها عارف البديري وبعده مباشرة جاء رفيق التميمي.

وكنا نتعلم القراءة من كتاب “راس روس” (الجديد الأول)، تأليف المربي الكبير خليل السكاكيني. والمعروف أن معظم طلاب فلسطين تعلموا القراءة من هذا الكتاب حتى آخر سنوات الانتداب.

مدرستا شقيقي وشقيقتي

كما وأرسل أهلي أخي الكبير أنور ليتعلم في مدرسة “الفرندز” في رام الله وكان مديرها المربي الفلسطيني الكبير خليل طوطح. أما أختي الكبرى اعتدال فقد أدخلتها والدتي إلى مدرسة راهبات “ماريوسف” والتي كانت هي تدرس فيها في صباها.

الفصول الدراسية وأسماء المدرسين

كانت السنة الدراسية في يافا تبدأ في النصف الثاني من شهر أيلول ويمتد الفصل الأول إلى نهاية كانون أول ويمتد الفصل الثاني إلى شهر نيسان بينما يمتد الفصل الثالث في السنة الدراسية إلى أواسط تموز من كل عام وكان هناك 3 عطل مدرسية واحدة في نهاية كل فصل دراسي.

وبالنسبة لمدرسة النزهة الابتدائية أذكر أنها كانت تنتهي بالصف السادس وتبدأ بصف التمهيدي ولكن في عام 1934 جعلوا الصف التمهيدي يسمى الصف الأول الابتدائي وأصبح الصف السادس فيها يسمى الصف السابع الابتدائي وكنا نبدأ بدراسة اللغة الانجليزية اعتباراً من الصف الرابع الابتدائي والذي كان اسمه قبلا الثالث ابتدائي. واسم معلمنا بطرس مدور. وقد علمني في تلك المدرسة حتى الصف الرابع عدد من المدرسين الأفاضل منهم سعيد الدرهلي للحساب، ورشاد الدباغ وجميل القدومي مع سعيد الدجاني لغة عربية كما علمنا الدكتور محمد الحاج مير في الصف الرابع تاريخ العرب. وكان الدكتور الحاج مير يبث الروح الوطنية فينا وأذكر أنه علمني موضوع التاريخ المتوسط والحديث في الصف الثالث الثانوي في المدرسة الرشيدية بالقدس والتي درست فيها في عامي 41 و 42. كما علمني القران الكريم الشيخ موسى جبر والشيخ عبد البديع الشرقاوي.

وفي الصفوف الابتدائية العليا والصفوف الثانوية كان أديب الخوري يعلمنا اللغة العربية بأسلوب شيق وكان مدرس الرياضيات هو رضا الايراني والذي يرجع إليه الفضل في تفوقي في الرياضيات على مدى سنوات دراستي. كما كان مدرس التاريخ والجغرافيا عبد الهادي الجرار والذي كان أيضا يبث الروح الوطنية فينا هو وسعيد الدجاني ويوسف الحموري وهو من الخليل وقد افتتح محلاً في يافا للتدريب على الرماية. وقد درسني اللغة الإنجليزية فيما بعد كل من جميل السعيد وخالد الافرنجي وشوكت الدجاني وابراهيم مطر على الترتيب.

أول درس في الوطنية تعلمته

كان أول درس في الوطنية تعلمته هو الذي لقنني إياه مدير المدرسة رفيق التميمي والذي كان عضوا بارزا في الحزب العربي الفلسطيني فقد ذهبت إليه يوما أستأذنه في أن أتغيب عن المدرسة بعد ظهر ذلك اليوم ولما سألني عن السبب قلت له أن والدتي ستأخذني إلى طبيب الأسنان الدكتور ليفي للمعالجة (وكانت عيادة ذلك الطبيب اليهودي تقع في شارع بسترس في يافا وقد بقي اليهود يعملون بحرية في يافا حتى اضراب عام 36). وعندما سمع التميمي مني ذلك انتفض في مقعده وقال لي: قل لوالدك ولوالدتك أن لا يتعاملوا مع هذا الطبيب اليهودي وليأخذوك للمعالجة عند الطبيب العربي الدكتور داود الحسيني

الباب الثالث – أحداث الثلاثينيات