الباب الحادي عشر – مشاركتي في الأنشطة العامة

انتسابي للنادي الرياضي الإسلامي

وقد امتد نشاطي إلى النواحي العامة وكنت مهيئا من قبل للمشاركة فيها وبدأت أذهب إلى النادي الرياضي الاسلامي باستمرار وكنت أسافر مع فرقة النادي لكرة القدم إلى حيفا وعكا وغزة وغيرها من المدن لنلعب مع فرقها وقد تعرفت من خلال الناد على عدد من الشباب وزرت المدن المختلفة من خلاله وهكذا أصبحت عضوا نشيطا في النادي الرياضي الإسلامي فضلا عن أني كنت أميل إلى انشاء نادي آخر ثقافي.

اصدار مجلة أنصار الثقافة

فأنشأنا النادي الثقافي العربي والذي كان يضم مجموعة شباب وأصبحت أنا سكرتيره وكنا نصدر منه مجلة اسمهما أنصار الثقافة وتشرف عليها الهيئة الادارية المؤلفة من خيري أبوالجبين وجميل الحسني وابراهيم سكجها وأحمد عرفات أبو عمارة وحسين نجم. هؤلاء هم الذين أنشأوا المجلة وكنا نصرف عليها من جيوبنا ونوزعها على كل النوادي في فلسطين. وفي تلك المجلة كنا ننشر مقالات لكبار كتاب فلسطين لأنه لم يكن في فلسطين مجلة أدبية تسد الفراغ، لذلك كنا نجد المدرسين الذين درسونا في الماضي وغيرهم يرجوننا أن ننشر مقالاتهم في مجلتنا مثل نقولا زيادة ومحمد العدناني والذي نشر قصيدة في المجلة منها هذه الأبيات:

أنف شريف القبج    أنف كثير العوج

وما على القاضي اذا دغدغه من حرج

* (ملاحظة: شريف القبج كان مدرسا في طولكرم)

والشاعران مصطفى درويش الدباغ وأحمد يوسف كانا يطلبان أن ننشر لهما قصائدهما في مجلتنا التي أصبحت واسعة الانتشار

صورة لاعبي فريق كرة القدم للنادي الرياضي الإسلامي بيافا

صورة لاعبي فريق كرة القدم للنادي الرياضي الإسلامي بيافا
صورة لاعبي فريق كرة القدم للنادي الرياضي الإسلامي بيافا

حامل الدرع فوزي الشنطي وأمامه جالساً حارس المرمى : عبد الغني الهباب وعن يمينه ابراهيم الشرقاوي- اسماعيل النجار- فخري قرانوح وعن يساره احمد سمارة- كمال قمبرجي- عبد الرحمن الهباب (سكرتير النادي) بالشورت والساكو. الجلوس من اليمين: زكي الدرهلي- صلاح الحاج مير- حمودة القابوق- مصطفى الدعدع

تأسيس أندية صغيرة في يافا

وفي هذه الفترة نشأت نوادي صغيرة في يافا بالإضافة إلى الناديين الكبيرين المعروفين وهما النادي الرياضي الإسلامي والذي تأسس سنة الـ 27 والنادي الأرثوذكسي والذي تأسس قبله عام 24. وكان ذلك في أعقاب أو أواخر الحرب العالمية الثانية وهي نادي الشبيبة الإسلامية واهتم بالنواحي الاجتماعية والنادي الثقافي العربي ونادي الرابطة الإسلامية والنادي الأنطوني ونادي الإخاء وعدة نوادي أخرى. وبعد نشوء تلك الأندية برزت فكرة ايجاد لجنة لتوحيد تلك الأندية فدخلت أنا كممثل للنادي الثقافي العربي وانتخبت بدعم من النادي الرياضي الإسلامي فبرزت وصرت سكرتير المجموعة كما أصبحت سكرتير اللجنة الرياضية في النادي الرياضي الإسلامي وصار لنا نشاط إلى أن تأسس الاتحاد الرياضي الفلسطيني والذي تأسس عام 1944 لحاجة عربية لأن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي تأسس عام 1923 استولى عليه اليهود وتنفذوا فيه وصار ليس بامكان العرب أن يشاركوا في أي عمل دولي أو مباريات دولية لأن اليهود صاروا مسيطرين على ذلك الاتحاد. (انظر الملحق)

محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية

منذ بداية الانتداب كانت مدينة يافا محط أنظار المطربين العرب والفرق التمثيلية العربية التي تزور فلسطين، وذلك لمركز يافا الاقتصادي والاجتماعي المميز. وأذكر أن فرقة يوسف وهبي وفرقة علي الكسار قدمتا عدة حفلات تمثيلية في يافا في الثلاثينيات والأربعينات. كما غنت في محطة الشرق الأدنى في يافا المطربة صباح، وقبلها غنت في يافا فتحية أحمد وأم كلثوم وغيرهما. والمعروف أنه في أعقاب الحرب العالمية الثانية وسنواتها الأخيرة شهدت فلسطين نشاطا ملحوظا في ميادين عدة منها الأنشطة الاجتماعية والثقافية. ففي تلك السنوات نشطت الأندية والمنتديات الثقافية في يافا وظهر ذلك في دعوة العديد من أدباء العرب لإلقاء محاضرات وإقامة ندوات في المدينة. وكان معظم هؤلاء يفدون إلى يافا إصلا بدعوة من محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية لإلقاء محاضرات أو أحاديث أدبية تذاع من تلك المحطة التابعة لوزارة الإعلام البريطانية. وأذكر أنه حضر في سنوات الحرب وما بعدها إلى يافا كل من الشاعر عمر أبو ريشة والذي امتع الجمهور اليافي بالاستماع إلى مختلف قصائده الشعرية وكذلك الشاعران العراقيان الصافي النجفي ومحمد مهدي الجواهري والذي فتن بمدينة يافا ووصفها في قصيدته “يافا الجميلة” ومنها هذه الأبيات:

بـِ “يافا” يـومَ حَـطًّ الرِّكـابُ     تَمَطَّرَ عارضٌ ودَجا سَحابُ

و”يافا” والغيومُ تطـوفُ فيهـا       كحالِمةٍ يجلِّلُهـا اكتئــابُ

وقفتُ مُوزِّعَ النَّظـرات فيهـا       لِطرفي في معانيها انسيـابُ

وموج البحرِ يغسـلُ أخْمَصَيْها    وبالأنـواءِ تغتسـل القبـابُ

و”بيّاراتُهـا” ضَربَـتْ نِطاقـا       يُخَطِّطُهـا كمـا أمّ الكتـاب

فقلتُ وقد أُخِذْتُ بِسِحـرِ “يافا”     وأَتــْرابٍ ليافا تُستَطـاب

“فلسطين” ونِعمَ الأمُّ، هــذي       بناتـُكِ كلّهـُنَّ كَعـــاب

كما أقام النادي الرياضي الإسلامي بيافا في تلك الفترة مهرجانا أدبيا كبيرا أشرف عليه حسن أبو الوفا الدجاني وهو أديب يافي معروف واشترك في ذلك المهرجان عدد من شعراء وأدباء فلسطين وشرق الأردن المعروفين. كما كانت الأندية اليافية تتبارى في إقامة المهرجانات السياسية والاجتماعية في المناسبات المختلفة وتدعو إليها قنصل أو أكثر من قناصل الدول العربية في فلسطين وهم قناصل مصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية. وأذكر أن عددا من أدباء العرب الكبار وكان منهم العقاد والمازني وطه حسين زاروا يافا في تلك الفترة بدعوة من محطة الشرق الأدنى.

وكنت بحكم مركزي في النادي الرياضي الإسلامي والنادي الثقافي العربي أشارك مشاركة فعالة في تنظيم بعض المهرجانات والندوات المشار إليها والتي كنا ندعو إليها أيضا بعض مدرسينا في الكلية الرشيدية بالقدس بحكم معرفتنا بهم ومنهم الدكتور أحمد سعيدان الذي ألقى محاضرة علمية ممتعة في النادي اللإسلامي عام 43 كما أن أحمد الشقيري الزعيم الفلسطيني المعروف القى في تلك السنة محاضرة سياسية في النادي الأرثوذكسي بيافا.

تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني

ويذكر أن الاتحاد الرياضي الفلسطيني تأسس في خريف عام 1944 بدعوة من النادي الرياضي الإسلامي بيافا وضم الاتحاد جميع أندية فلسطين الرياضية وأصبح مقر النادي الرياضي الإسلامي بيافا مقرا للاتحاد المذكور ولجنته المركزية والتي كان سكرتيرها العام عبد الرحمن الهباب وأمين الصندوق العام سبيرو قديس من يافا.

وكان الاتحاد يشرف على جميع الألعاب الرياضية للهواة في فلسطين من خلال لجانه العامة حيث كان لكل لعبة رياضية لجنة عامة لادارة شؤونها وكان مقر اللجنة العامة لكرة القدم في مدينة القدس وكان أمين سرها ابراهيم سليم نسيبة بينما كان فهد عبد الفتاح أمين سر للجنة العامة لكرة السلة والطائرة ومقرها مدينة حيفا. وكان رورك فراج من النادي الأرثوذكسي بالقدس أمين سر اللجنة العامة للتنس وتنس الطاولة والتي كان مقرها في مدينة القدس أيضا. وتألفت في كل منطقة من مناطق فلسطين الست لجنة منطقة لادارة الأنشطة الرياضية في تلك المنطقة. وكانت لجان المناطق تتبع اللجنة المركزية للاتحاد وبترشيح من النادي الرياضي الإسلامي أصبحت سكرتيرا للجنة منطقة يافا للاتحاد الرياضي الفلسطيني واستمررت أشغل هذا المنصب حتى نهاية الانتداب (انظر الملحق)

صورة بطاقة هوية للمؤلف – أمين سر لجنة منطقة يافا للاتحاد الرياضي الفلسطيني 1944 – 19483 3-1

تأسيس منظمة النجادة الفلسطينية

وفي عام 1944 أيضا أسس النادي الرياضي الإسلامي بيافا منظمة النجادة الفلسطينية شبه العسكرية وكنت من

خمسة من فتيان النجادة بلباسهم الرسمي

أوائل أفراد النجادة والمسؤول الاعلامي في تلك المنظمة. وكنت عريف حفل افتتاحها الرسمي والذي أقيم في ملعب البصة بيافا في ربيع عام 1945. ولكني اضطررت بعد ذلك لترك ذلك المنصب للتفرغ لعملي سكرتيرا للجنة منطقة يافا للاتحاد الرياضي الفلسطيني

أحمد الشقيري يخطب في حفل افتتاح "منظمة النجادة الفلسطينية"
أحمد الشقيري يخطب في حفل افتتاح “منظمة النجادة الفلسطينية” في يافا ويرى إلى جانبه “عريف الحفل” خيري أبو الجبين       يافا – 1945

والمؤسف أن تلك المنظمة حلّت قبل قرار تقسيم فلسطين بعد أن كانت قد اندمجت مع “منظمة الفتوة” المنافسة لها في “منظمة الشباب العربي” والتي لم تعش إلا شهورا قليلة!!.. (انظر الملحق)

بدء عملي في الصحافة

ونظرا لأني أصبحت سكرتير اللجنة الرياضية في النادي الرياضي الإسلامي بيافا وسكرتيرا لمنطقة يافا للاتحاد الرياضي الفلسطيني ثم مسؤولا إعلاميا في منظمة النجادة فقد أصبحت أقضي معظم ساعات فراغي في مقر النادي خصوصا بعد أن توقفت مجلة أنصار الثقافة عن الصدور لأسباب مالية وكل تلك المناصب أهلتني لأن أصبح محرر الزاوية الرياضية في جريدة الدفاع اليافية وكانت أكثر الصحف الفلسطينية انتشارا. وهكذا بدأت أعمل هاويا في الصحافة التي شغفت بها من قبل كما أنني استمررت في عملي الرسمي مدرسا في مدرسة “حسن عرفة” حتى عام 46

الباب الثاني عشر – انتقالي من التدريس لمراقبة الصحف

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *