الباب الثاني – الهجرة إلى الكويت

فكرة الهجرة إلى الكويت

محمد نجم الذي كان محجوزاً مع والدي في معسكر القنطرة كما ذكرت سابقا، أخذ عنواني في القاهرة من والدي وأرسل لي رسالة طلب مني فيها أن أذهب إلى “بيت الكويت” في القاهرة وأقول لمديره عبد العزيز حسين أن محمد نجم يريد المجيء إلى الكويت للتدريس. وعند استلامي تلك الرسالة توجهت إلى بيت الكويت في حي الزمالك فرحب بي عبد العزيز حسين وأبلغته مضمون رسالة محمد نجم وكان يعرفه من قبل، ولما سألني عن أحواله أخبرته بأنه محجوز في معسكر القنطرة مع اللاجئين الفلسطينيين.

بعد ذلك قال لي عبد العزيز حسين: “ولكن .. كيف يمكنني أن أخرج محمد نجم من المعسكر ليسافر إلى الكويت؟”

وقلت له: أعطني خطابا يفيد أنه عين مدرسا في الكويت وأنا أعمل اللازم.

فأعطاني ما طلبت وبدأت أراجع السفارة البريطانية والتجنيد والجوازات إلى أن حصلت له على إذن الخروج والفيزا وبذلك سمحت له سلطات مصر بالخروج من المعسكر والسفر وودعته إلى باب الطائرة. كما عملت هذه الترتيبات أيضاً لأحمد أبو عمارة وفوزي الكيالي (والاثنان سافرا بعد محمد نجم للعمل في الكويت).

وقبيل سفره قال لي محمد نجم “لماذا لا تأتي إلى الكويت يا خيري؟” فقلـت له أرسل لي فيزا وأنا أفكر بالأمر. وهكذا كان .. إذ تلقيت بعد سفره برقية من معارف الكويت تقول “عيناك أنت وأختك اعتدال وزوجتك”.

السفر إلى الكويت

بعد استلام برقية معارف الكويت توجهت إلى بيت الكويت بحي الزمالك في القاهرة وكان ذلك في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني – نوفمبر عام 1948، ومن هناك حصلت على تذاكر السفر لي ولشقيقتي وشقيقي الأصغر والذي كان طالباً في الابتدائي

تأشيرة الدخول إلى الكويت

كمـا حصلت من السفارة البريطانية في القاهرة على تأشيرات الدخول إلى الكويت visa وبالمناسبة أقـول أن المعتمد البريطانـي فـي الكويت هو الذي كان يصدر الفيزا أو شهادة عدم الممانعة لدخول الكويت No Objection Certificate.

وأذكر أنني بعد وصولي إلى الكويت بدأت أطلب فيزات لعدد من أصدقائي وأقربائي وكنت أحصل عليها بسهولة حيث أقدم الطلبات لمدير المعارف وبموجبها تطلب دائرة المعارف من المعتمد البريطاني اصدار الفيزا لكل من طلبت لهم فيزات فيوافق المعتمد البريطاني. وبذلك بدأ الكثيرون من أفراد عائلتي وأصدقائي وغيرهم يحضرون إلى الكويت منذ عام 1948. إلا أن العمل لم يكن متوفراً آنذاك إلا للمدرسين ولفئات محدودة. إذ كان المجتمع الكويتي بسيطا لهذا كان الكثيرون ممن حضروا إلى الكويت في عامي 48 و 49 وأوائل الخمسينات يعودون إلى بلادهم دون أن يتمكنوا من إيجاد عمل لهم في الكويت.

انشاء دائرة الجوازات

وبالنسبة إلى تأشيرات الدخول أذكر أن دائرة الجوازات أسست في الكويت تحت رئاسة الشيخ عبد الله مبارك رئيس الأمن العام وكان ذلك في أواخر عام 48 بعد حضور صديقي هاني القدومي إلى الكويت وتعيينه مسؤولاً في تلك الدائرة. ومنذ ذلك الحين أصبح الأمن العام الكويتي من خلال قسم أو دائرة الجوازات فيه يصدر تأشيرات الدخول إلى الكويت والتي كان يوقعها شخصيا الشيخ عبد الله مبارك أو نائبه الشيخ عبد الله الأحمد، واستمر الوضع كذلك إلى أن سمحت الكويت بدخول حاملي الجوازات الأردنية بدون تأشيرة دخولvisa فتوافد الآلاف من الأردنيين والفلسطينيين أبناء الضفة الغربية إلى الكويت وخصوصا من منطقة المثلث والتي أصبحت الأوضاع المعيشية لسكانها سيئة للغاية بعد أن ضمت أراضيهم إلى إسرائيل إثر توقيع اتفاقية الهدنة.

واستمر ذلك سنوات قليلة بعدها عادت الحكومة الكويتية إلى فرض التأشيرات فأصبح الدخول إلى الكويت صعباً. وفي تلك الفترة كان الكثيرون يحاولون الدخول إلى الكويت بالتسلل أو بالتهريب. وقد وصف الأديب الفلسطيني غسان كنفاني تلك المحاولات في كتابه “رجال تحت الشمس” وفي بعض كتبه الأخرى وأشار إلى أن العديد من الشبان الفلسطينيين وغيرهم هلكوا أو اختنقوا أثناء محاولتهم دخول الكويت تهريبا في التانكرات (السيارات الكبيرة المغطاة).

وثيقة السفر الكويتية وغيرها

وبالنسبة لادارة الجوازات في الأمن العام، أذكر أنه كان من موظفيها القدامى جدا من الكويتيين عام 49 كل من يوسف السيد هاشم الرفاعي وسليمان المشعان. كما كان يعمل فيها وفي دائرة الأمن العام آنذاك مع هاني القدومي عدد من الفلسطينيين منحهم الشيخ عبد الله مبارك جميعاً جوازات كويتية فيما بعد واعتبروا كويتيين هم وكل الذين كانوا يحملون جوازات كويتية ومنهم زياد زعيتر ومحمد الهنيدي وزكريا الكردي، كما كانت تلك الادارة تصدر بالإضافة إلى الجوازات الكويتية وثيقة سفر كويتية لكل من لا يحمل جواز سفر أو كان جواز سفره قد انتهى.

وأذكر أنني كنت من أولئك الذين حصلوا على تلك الوثيقة والتي كان معترفا بها دوليا واستعملتها في سفري إلى عدة دول أوروبية عام 1956. علماً بأنني اضطررت لحمل تلك الوثيقة لأنه بعد انتهاء صلاحية جواز سفري الفلسطيني والذي دخلت فيه إلى الكويت عام 1948 أصبحت لا أملك أية وثيقة سفر أو جواز سفر وكان الجواز الفلسطيني (الانجليزي) الصادر من حكومة الانتداب صالحاً حتى عام 1953 على أبعد تقدير لمن صدرت جوازاتهم قبل نهاية الانتداب عام 48 أو لمن تم تجديد جوازاتهم قبل شهر مايو عام 48 لأن صلاحية جواز السفر تكون عادة لمدة خمس سنوات. هذا وكنا نفتح ورقة الجواز السميكة وبذلك نحصل على صفحات اضافية لنستفيد من الجواز إلى أقصى حد وأبعد فترة ممكنة. وأشير هنا إلى أن كل الفلسطينيين الذين كانوا في الضفة الغربية والضفة الشرقية في عام 1949 عند اعلان الوحدة بين الضفتين قد منحوا جوازات سفر أردنية. كما أن الفلسطينيين الذين لجأوا إلى الأقطار العربية المجاورة كسوريا ولبنان منحوا وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين أما نحن وأمثالنا الذين هاجروا إلى مصر بعد النكبة فلم نكن نعتبر لاجئين ولكن الحكومة المصرية كانت تصدر لأمثالنا بصعوبة بالغة وثائق سفر مصرية إلا أنني لم أكن أحمل مثل تلك الوثيقة فقد دخلت الكويت بجوازي الفلسطيني كما ذكرت يوم 28/11/48

جواز سفر حكومة عموم فلسطين

هـذا وكانت حكومة عموم فلسطين والتي أعلنت عن قيامها رسميا في غزة في شهر أكتوبر – تشرين أول – عام 1948 برئاسة أحمد حلمي باشا، كانت قد أنشأت مكتبا لها في القاهرة (ولم يكن هناك مكتب آخر لها في أي بقعة من العالم). وكانت الحكومة المصرية في البداية تعترف بذلك المكتب والذي كان يقوم بتسهيل أعمال الفلسطينيين اللاجئين إلى مصر وكان المكتب المذكور برئاسة رفيق اللبابيدي سكرتير حكومة عموم فلسطين وكان “تحسين الخيري” مديرا للجوازات في المكتب المذكور والذي كان يصدر “جواز سفر حكومة عموم فلسطين”. وكان رسم اصداره جنيها مصريا واحدا وكان الجواز معترفا به في مصر كما اعترفت فيه بعض الدول العربية لمدة محدودة ومنها الكويت ولكن الكويت عدلت عن الاعتراف بالجواز المذكور فيما بعد

مغادرة القاهرة

ونعود إلى موضوع السفر فأقول إنني بعد استلام برقية التعيين من معارف الكويت بدأت استعد للسفر أنا وشقيقتي وشقيقي الأصغر أما خطيبتي فلم تسافر معي إذ رأى والدها آنذاك أن أذهب أنا أولاً إلى الكويت “المجهولة” لأتدبر الأمر وبعدها يمكن لخطيبتي أن تلحقني. وهكذا ودعت خطيبتي ووالدي وبعض أفراد العائلة.

وكان الوداع صعبا خصوصاً وأني مسافر إلى بلاد مجهولة وأذكر أنه أثناء الوداع صرخت عمتي قائلة: “يقطعكم يا يهود .. هججتوا أولادنا”..!!

وكان يسكن حولنا في شارع السكاكيني بالقاهرة بالفعل عائلات مصرية يهودية وذلك قبل أن تغادر مصر نهائيا إلى إسرائيل في أوائل الخمسينات.

وفي صباح اليوم التالي سافرنا إلى بيروت بطائرة طيران الشرق الأوسط اللبنانية حيث لم يكن هناك خط طيران مباشر إلى الكويت من القاهرة.

المرور على بيروت

وفي بيروت انتظرنا بضعة أيام قبل أن تأتي الطائرة التي ستنقلنا إلى بغداد لأن خطوط الطيران بين البلدين آنذاك لم تكن منتظمة وقد عملوا لنا اجراءات السفر مرتين بسبب تأجيل الرحلة وسافرنا في المرة الثالثة يوم 27/11/1948

وأذكر أننا في بيروت كنا نسكن في منزل خالي زهدي ابو الجبين وهناك التقينا كاتبة لبنانية مشهورة اسمها جوليا طعمة. وعندما عرفت أننا متوجهون إلى الكويت شجعتنا على السفر بقولها “سافروا فإنكم من أوائل المسافرين إلى هذا البلد الناشئ وسيكون لكم مستقبل فيها!” كما أن خالي قال لي قبل السفر: “كويس، يا خالي أنكم ذاهبون إلى الكويت .. ديروا بالكم على حالكم لأن بلادنا رجوعها صعب فاليهود بريطانيا تساعدهم بالأسلحة وبكل شيء .. وأردف قائلا: “يا خالي اعتبر أنك ستبني حياتك الجديدة هناك”..!

رفاق السفر

وفي طريقنا إلى مطار بيروت التقينا مع هاني القدومي وهو من أصدقائي في يافا وكان أيضا مسافرا للعمل في الكويت وأخبرني أنه أرسل من نابلس برقية لأمير الكويت الشيخ أحمد الجابر يطلب فيها عملا. ووصلت البرقية للأمير وكان في مجلسه مفتش معارف الكويت عبد اللطيف الحبال وهو لبناني كان يعمل في فلسطين قبل النكبة وكان يعرف

هاني القدومي من خلال تردده على دائرة الجوازات في يافا. وكان هاني يعمل في تلك الدائرة.. ونصح الحبال سمو الأمير باستخدام هاني “لأنه شاب جيد ويفهم بالجوازات” وهكذا أرسلت الحكومة الكويتية برقية لهاني بالموافقة على تعيينه بالجوازات .. وبقي هاني معنا في الطائرة إلى بغداد ومن بغداد بالقطار إلى البصرة. وعند وصولنا إلى البصرة سألنا عن طريق الوصول إلى الكويت وفهمنا أن الطريق البري الصحراوي كان صعبا جدا فهو غير معبد وغير محدد وتغطيه الرمال وكانت سيارات ” فورد Ford ” طراز 47 هي وسيلة السفر الوحيدة لأنها سيارات عالية يمكنها

ابن العم يوسف أبو الجبين وصل الكويت 29/11/1948
ابن العم يوسف أبو الجبين وصل الكويت 29/11/1948

اختراق رمال ذلك الطريق .. ولهذا نصحنا البعض بأن نسافر بالطائرة .. وهكذا استقللنا طائرة ركاب صغيرة تتسع لسبعة ركاب ركبناها مع ثلاثة من المدرسين الذين كانوا متجهين أيضا إلى الكويت ووصلناها صباح يوم 28 تشرين الثاني نوفمبر 48. وكانت الأجرة ثلاثة دنانير للراكب. وبقي ابن عمي يوسف ابوالجبين وصديقنا سعدي أبو ضهير

في البصرة لزيارتها ولحقا بنا في الكويت في اليوم التالي مباشرة. علما بأننا قابلنا يوسف وسعدي في بغداد عند وصولنا في محطة القطار وكانا قد قدما معا من الأردن وكان معهما محمد علي الهباب.

مطار الكويت

وعندما وصلنا وجدنا في المطار خيمة واحدة وكان موقعه في أرض منطقة “النزهة” الحالية. واستقبلنا هناك مدير المعارف المالي والاداري عبد الله الزيد وبعد أن استرحت في “فندق الشرق” الذي خصص لإقامتنا المؤقتة توجهت إلى دائرة المعارف وكانت في شارع الجهرة “فهد السالم” .. وقابلت مدير المعارف الفني وكان هذا من مصر واسمه الأستاذ طه السويفي. وكان يرأس “البعثة التعليمية المصرية” في الكويت.

المعلمون الفلسطينيون في الكويت

وكان الكويتيون قد أحسوا بنكبة فلسطين وتشرد أهلها، فأراد مجلس المعارف تقديم بعض المساعدة .. وكان نصف اليوسف عضو مجلس المعارف نشيطا. فذهب إلى دمشق لاحضار معلمين فلسطينيين لمساعدتهم بسبب نكبة فلسطين وساعده في ذلك تربوي لبناني كان يعمل في فلسطين اسمه عتبد اللطيف الجمال وهو قريب السيدة اقبال الجمال مفتشة المعارف آنذاك زوجة عبد اللطيف الشملان من مدراء المعارف، ولأن أهل الكويت يعرفون عن نشاط وإخلاص المعلمين الفلسطينيين الذين عملوا قبلا في الكويت منذ عام 36. والمعروف أن مفتي فلسطين – وبناء على طلب الشيخ عبد الله الجابر رئيس معارف الكويت – أوفد إليها في عام 36 أول بعثة تعليمية وتألفت من أربعة معلمين هم أحمد شهاب الدين ومحمد المغربي وجابر حديد وخميس نجم. وقد وصلت تلك البعثة إلى الكويت في بداية السنة الدراسية 36-37 وتولى أفرادها التعليم الحديث في المدرسة المباركية والتي كانت أنشئت في الكويت في عام 1912. وقد تولى أحمد شهاب الدين الادارة الفنية بينما كان المدير الاداري والمالي للمعارف الشيخ يوسف بن عيسى القناعي. وكان هناك مجلس للمعارف برئاسة الشيخ عبد الله الجابر. وقد ذكر لي أحد الزملاء الكويتيين أن محمد المغربي هو الذي أدخل التربية البدنية والكشافة إلى المدرسة المباركية. وقد ذكر الأخ عبد الله زكريا في مذكراته أنه كان يهرب من المدرسة لأنه كان “يستحي” أن يلبس “الشورت” في حصة التربية البدنية.

الكويت والقضية الفلسطينية

هذا وترجع العلاقة بين الكويت وفلسطين في التاريخ الحديث إلى عام 1923م وللتوضيح أورد فيما يلي نص جزء من مقدمة البحث الذي قدمته للموسوعة الفلسطينية عام 1981 عن علاقة “الكويت بالقضية الفلسطينية” وهو كما يلي:

“علاقة الكويت بالقضية الفلسطينية عريقة وأصيلة، والشعب الكويتي يملك من الوعي القومي ما يجعله متعاطفا باستمرار مع هذه القضية. “ومن العلامات المميزة في بدء هذه العلاقة في تاريخ الكويت الحديث الزيارة التي قام بها للكويت عام 1343هـ (1923 م) مفتي القدس ورئيس المجلس الاسلامي الأعلى بفلسطين الحاج أمين الحسيني على رأس وفد فلسطيني ضم السيدين أمين التميمي ورشيد الحاج ابراهيم وذلك ” لبث الدعوة للأخوة الإسلامية والوحدة العربية والحث على التبرع لعمارة المسجد الأقصى

مفتي القدس الحاج أمين الحسيني
مفتي القدس الحاج أمين الحسيني
أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح
أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح

وقد نزل الوفد بضيافة أمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر، ونجح في مهمته وتبرع أهالي الكويت بمبلغ “1362 جنيها مصريا و520 مليما”، وعندما أراد مجلس المعارف ادخال التعليم الحديث إلى الكويت اتصل بمفتي فلسطين فأوفد للكويـت أول بعثة تعليمية وذلك عـام      (1936-1937).

وتألفت هذه البعثة من الأساتذة أحمد شهاب الدين ومحمد المغربي وجابر حديد وخميس نجم. وتوالت البعثات التعليمية الفلسطينية بعد ذلك وكان وجودها عاملا مساعدا في ازدياد تفاعل الكويت مع القضية الفلسطينية، فخـلال الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1938) كانت الندوات والاجتماعات تعقد للتحدث عن جهاد عرب فلسطين، ونظمت حملة تبرعات لدعم هذه الثورة ساهمت فيها النساء الكويتيات بالتبرع بحليهن

كشف بأسماء بعض المدرسين الفلسطينيين الذين عملوا في الكويت منذ عام 1936 وحتى النكبة

أ-    أعضاء البعثة الفلسطينية الأولى التـي حضـرت عام 1936: أحمد شهاب الدين، محمـد المغربي، خميس نجم، جابر حديد.

ب-   أول مدرسات فلسطينيات في الكويت: ربيحة عودة، وصيفة عودة، سكينة عودة وحضر معهن كمحرم أخوهم عيسى عودة وعين مدرسا للتربية البدنية.

جـ-   مدرسون فلسطينيون آخرون عملوا في الكويت قبل النكبة: سليمان أبو غوش، ابراهيم عيد، فيصل الطاهر، عبد اللطيف الصالـح، محمـد محمود نجــم، زكي الدرهلي، عمر الدجاني، صبحي الدحلة، محمـد غفـور، يوسـف الحمـوري

 صبي كويتي يرفع علم الكويت القديم
صبي كويتي يرفع علم الكويت القديم

كيف بدأت حياتي في الكويت

وعندما وصلنا إلى الكويت وجدنا فيها عدداً من المدرسين الفلسطينيين منهم المدرسون الذين أحضرتهم دائرة المعارف من دمشق وغيرهم. ولم يكن في الكويت حينئذ مدرسون فلسطينيون من البعثات القديمة باستثناء شخص واحد هو سليمان أبو غوش والذي كان من المدرسين السابقين الذين تركوا الكويت وعادوا إلى فلسطين ولكنه استمر يتردد على الكويت. وعندما حلت النكبة كان أبو غوش أول فلسطيني يحضر إلى الكويت.. ويذكر أن سليمان أبوغوش هو الذي بدأ باحضار الفلسطينيين إلى الكويت وكان من أوائلهم أشرف لطفي والذي عين بعد وصوله إلى الكويت مسؤولاً في مكتب عبد الله الملا سكرتير الحكومة الكويتية آنذاك .. ولأن أشرف كان يعرف ابن عمي يوسف في يافا فقد تم استدعاء يوسف للعمل مسؤولا في ورشة عبد الله الملا .. ثم أحضر يوسف إخوانه إلى الكويت وهكذا بدأ المجتمع الفلسطيني يتكون في الكويت بعد النكبة وقد أوضح ذلك بالتفصيل الكاتب “شفيق ناظم الغبرا في كتابه “الفلسطينيون فـي الكـويت” “Palestinians in Kuwait” والذي صدر فـي أوائـل الثمانينات. وفي ذلك الكتاب دراسة للعلاقات الأسرية والاجتماعية لثلاث عائلات فلسطينية استقرت في الكويت وهـي عائلة قمـر المسيحية من القدس وعائلة سمور من قرية دير ياسين وعائلتنا “عائلـة أبو الجبين” من يافا.

هذا وفي اليوم التالي لوصولي إلى الكويت تسلمت عملي مدرساً في المدرسة القبلية الابتدائية وأعطيت منزلا مفروشا قرب تلك المدرسة يملكه “المعوض”. وكان المنزل يقع في حي الصالحية قرب دائرة المعارف في الأرض التي تشغلها حاليا دائرة المطافئ بالشارع الهلالي.. وعينت دائرة المعارف شقيقتي اعتدال مدرسة في مدرسة الزهراء وكانت ناظرتها مريم عبد الملك الصالح ودخل أخي فاروق المدرسة القبلية الإبتدائية.

وفي اليوم التالي توجهت إلى البنك حيث حولت لوالدي وأخي الكبير أنور في القاهرة مبلغا مناسبا من سلفة كانت تمنحها دائرة المعارف للمدرسين الجدد.

وكان البنك البريطاني يشغل غرفتين صغيرتين في مبنى بالسوق وكان هو البنك الوحيد في الكويت قبل تأسيس بنك الكويت الوطني عام 1952. وأذكر أن سعر الجنيه المصري حينئذ كان يبلغ 13.8 روبية هندية.

كشف بأسماء معظم المدرسين والمدرسات الفلسطينيين الذين عملوا في الكويت في السنة الدراسية 48/49

المدرسون: محمد محمود نجم، حسين نجم، خيري الدين أبو الجبين، عبد اللطيف الصالح، شفيق قصراوي، تيسير سليمان، محمد بشير، عبد الله الكيلاني، خليل دهمش، هاشم دهمش، شوكت الدجاني، سعدي بدران، محمد الزعبلاوي، سليمان أبو غوش، ربحي العارف، أحمد عزت أبوعمارة، حسن صبح، ابراهيم مراد، فوزي الكيالي، أكرم الكيالي، زكي عبد الحميد، محمد الهنيدي، الشيخ أسعد الإمام، سهيل جبر.

المدرسات: زينب سيف الدين العارف، لطفية الزعبلاوي باكير، إعتدال أبو الجبين، دعد ظافر الشهابي.

كشف بأسماء معظم المدرسات الفلسطينيات اللواتي عملن في الكويت في السنة الدراسية 49/50

سلمى الغصين نسيبـة، سعـاد وفـا، وصال أبو ضبة، سهـام عياد أبوالجبين، بشرى أبو ضبة أبو عمارة، علياء عمارة، سعاد خورشيد الحناوي، عاتكة بدران، وصال عرفة قسنطيني اضافة الى المدرسات المذكورات سابقا (48/49).

كما عمل في تلك السنة مدرس واحد هو وجيه عبدو اضافة الى المدرسين الذكورين سابقا (48/49).

كشف بأسماء معظم الفلسطينيين الذين حضروا إلى الكويت سنة 49 وقبلها ولم يعملوا في التدريس

حيـدر الشهابـي، الصيدلي ظافر الشهابي، يوسـف أبو الجبين، يعقـوب أبو الجبين، سعاد أبو الجبين، عبد الواحد أبو الجبين، فـاروق أبو الجبين، أشرف لطفي، سعدي أبو ضهير، عبد الكريم شبيب، جورج صوابيني، لبيب عويضة، يوسف أبو ضبة، أحمد عرفات أبو عمارة، عبد الكريم الشوا، أكرم بيبي، محمد الحناوي، محمد نسيبة، د. عادل نسيبة، عبد الكريم الشعـراوي، أسعد بكيـر، محمد سليم فروانـة، جميل وفا، ابراهيم وفا، حسـن وفا، عبد الرزاق بدران، أسعد الدجاني، سعد الله حجـازي، هوفا هوفاميان، صالح أبو رزق، هاني القدومي، جواد القدومي، أنور الهنيدي، زياد زعيتر، زكريا الكردي، فوزي الخضراء، محمد الزعتري، علي صباح، جميل جبر، عارف جبر، غالب جبر، أحمد الكيلاني، فوزي هنا، خالد عيد، ابراهيم عيد، محمد معروف، د. سامي بشارة، عادل بيدس، محمد كايد، سليم الهنيدي، شعيب بشير، عائشة بشير، آمنة بشير، جميلة بشير، طالب بشير، بدرية وزكية (عيد)، ربيحة التاجي زوجة أسعد دجاني، نوال الأنصاري زوجة محمد نجم.

الباب الثالث – حياتنا البسيطة في الكويت في الأربعينات