النشاط السياسي الفلسطيني بعد النكبة
بعد نكبة فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني عليها في أيار – مايو – 1948 نزح أكثر من نصف الفلسطينيين عن ديارهم والتجأوا إلى الأقطار العربية المجاورة. وما لبثت بعد ذلك أن هزمت الجيوش العربية في معركة فلسطين ثم وقعت اتفاقيات الهدنة مع العدو الصهيوني!!
وبعد النكبة سقطت القيادة الفلسطينية وتوزع أعضاؤها في مختلف الأقطار. كما كان رئيسها الحاج أمين الحسيني شبه منفي في مصر.
وفي أكتوبر من ذلك العام، أنشئت في غزة حكومة “عموم فلسطين” واستمرت شهورا قليلة زالت بعدها بسبب معارضة الأردن. وبعد ذلك أعلن “مؤتمر أريحا” ضم الضفة الشرقية والغربية في المملكة الأردنية الهاشمية. واقتصر النشاط الفلسطيني بعد ذلك على مشاركة وفد من الهيئة العربية العليا برئاسة عيسى نخلة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عند عرض القضية الفلسطينية أمام اللجنة السياسية كل سنة وتمكنت الدول العربية من الحصول على قرار رقم 194 من الجمعية العامة للأمم المتحدة يقضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم
الفلسطينيون الذين اقتلعوا من ديارهم، أين كانت مواطنهم؟ | ||||||
القضاء | عدد القرى المهجرة | عدد اللاجـــــئين | ||||
عام 1948 | عام 2008 | |||||
عكا | 31 | 47,000 | 390,000 | |||
بيسان | 33 | 20,000 | 163,000 | |||
بئر السبع | 184 | 91,000 | 751,000 | |||
غزة | 47 | 80,000 | 664,000 | |||
حيفا | 63 | 121,000 | 1,006,000 | |||
الخليل | 16 | 23,000 | 191,000 | |||
يافا | 25 | 123,000 | 1,021,000 | |||
جنين | 6 | 4,000 | 33,000 | |||
القدس | 38 | 98,000 | 813,000 | |||
الناصرة | 7 | 9,000 | 73,000 | |||
الرملة | 61 | 97,000 | 809,000 | |||
صفد | 88 | 52,000 | 434,000 | |||
طبرية | 28 | 29,000 | 240,000 | |||
طولكرم | 26 | 11,000 | 92,000 | |||
المجموع | 653 | 805,000 | 6,680,000 | |||
كم هي أرضهم؟ |
||||||
البيان | دنم | |||||
الأرض اليهودية عام 1948 | 1,682,000 (على أقصى تقدير) | |||||
أرض الفلسطينيين الذين بقوا | 1,465,000 (ثلثيها صادره الكيان الصهيوني) | |||||
أرض الفلسطينيين الذين طردوا | 17,178,000 | |||||
مجموع أراضي الكيان الصهيوني (إسرائيل(! | 20,235,000 | |||||
هذا يعني أن 92% من الأرض التي أقيم عليها الكيان الصهيوني هي أرض فلسطينية….
لماذا نزحوا؟ |
||||||
حسب الملفات الصهيونية: | عدد القرى | |||||
الطرد على يد القوات الصهيونية | 122 | |||||
الهجوم العسكري الصهيوني المباشر | 270 | |||||
الخوف من هجوم صهيوني متجه نحو القرى | 38 | |||||
تأثير سقوط مدينة قريبة | 49 | |||||
الحرب النفسية | 12 | |||||
الخروج الاختياري | 6 | |||||
غير معروف | 34 | |||||
المجموع | 531 | |||||
أي أن 90% من القرى نزحت بسبب هجوم عسكري صهيوني…….
|
||||||
أين ينتظر اللاجئون الفلسطينيون حتى عودتهم الى وطنهم (منتصف 2008)
مكان (موقع) اللجوء | الفلسطينيون كافة | اللاجئون منهم | المسجلون منهم |
فلسطين المحتلة 1948 الكيان الصهيوني (إسرائيل!) | 1,231,000 | 331,000 | |
قطاع غزة | 1,367,000 | 1,060,000 | 1,059,000 |
الضفة الغربية | 2,058,000 | 839,000 | 754,000 |
فلسطين المحتلة 1967 | 3,425,000 | 1,899,000 | 1,813,000 |
المجموع في فلسطين | 4,656,000 | 2,230,000 | 1,813,000 |
الأردن | 3,036,000 | 2,278,000 | 1,931,000 |
لبنان | 465,000 | 436,000 | 417,000 |
سوريا | 564,000 | 537,000 | 457,000 |
مصر | 63,000 | 52,000 | |
مجموع دول الطوق | 4,128,000 | 3,303,000 | 2,805,000 |
السعودية | 355,000 | 355,000 | |
الكويت | 49,000 | 44,000 | |
دول الخليج الأخرى | 136,000 | 136,000 | |
العراق وليبيا | 96,000 | 96,000 | |
دول عربية أخرى | 7,000 | 7,000 | |
مجموع الدول العربية غير دول الطوق | 643,000 | 638,000 | |
الولايات المتحدة الأمريكية | 263,000 | 224,000 | |
دول أخرى | 335,000 | 285,000 | |
مجموع الدول غير العربية | 598,000 | 509,000 | |
المجموع الكلي | 10,025,000 | 6,680,000 | 4,618,000 |
أي أن ثلثي الفلسطينيين لاجئون، محرمون من العودة إلى ديارهم لأنهم ليسوا يهوداً، بينما يتدفق آلاف المهاجرين من روسيا والحبشة وغيرهما ليعيشوا في بيوتهم وعلى أرضهم. |
(وبمناسبة الحديث عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الخاص بحق العودة أقول أنني انتهيت لتوي من سماع مضمون اللقاء الذي أجراه تلفزيون “الجزيرة” مع الصديق المفكر الفلسطيني الدكتور سلمان أبو ستة عن حق العودة والذي كان في الحقيقة لقاءاً رائعا سر لسماعه كل من كان حولي من الأهل والأصدقاء .
وفي اللقاء المذكور الذي أذيع ظهر اليوم (21/2/2002) أي بعد نحو 55 سنة من صدور ذلك القرار … بين الدكتور
أبو ستة بالأرقام والخرائط والجداول الاحصائية أن حق العودة حق مقدس وقانوني وممكن. والدكتور سلمان فلسطيني الأصل من مدينة بئر السبع ويشغل حاليا مركز رئيس هيئة الأرض الفلسطينية التي تأسست في لندن قبل سنوات
وتعمل الهيئة لاثبات إمكانية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مساكنهم وأراضيهم التي اقتلعوا منها عام 48 وضرورة استمرار الفلسطينيين بل كل الأمة العربية بالمطالبة بحق العودة لهم. وقد ألقى الدكتور سلمان محاضرات وشارك في ندوات وكتب في عشرات المدن العربية والأجنبية حول حق العودة. وبهذه المناسبة أذكر أن صحفيا من بيروت اتصل بي في الصيف الماضي بصفتي أحد ممثلي فلسطينيي الشتات وسألني عن رأيي في الاقتراح المطروح بإعطاء تعويضات للفلسطينيين بدلا من منحهم حق العودة إلى ديارهم فأفهمته أن قرار الأمم المتحدة رقم 194 ينص على العـودة و التعويض وليـس العودة أو التعويـض .. وقلت لـه إن مفهومي للتعويض هو تعويض كل لاجئ فلسطيني التعويض المناسب عما لاقاه هو وأولاده وأبوه وجده من أضرار ومتاعب ومضايقات طيلة الخمسين سنة الماضية).
وفي عام 49 سافر وفد فلسطيني إلى جنيف للتباحث مع لجنة التوفيق الدولية حول القضية الفلسطينية … ولم ينجح!! وبعد ذلك جرت عدة محاولات لإنشاء كيان فلسطيني ولكنها لم تثمر وأصبحت القضية الفلسطينية تدور في متاهات عربية ودولية!!
وفي الخمسينات وأوائل الستينات (بعد زوال القيادة الفلسطينية أو ضعفها) انصرف الكثيرون من الشباب الفلسطينيين لخدمة القضية عن طريق انتمائهم للأحزاب القومية وغيرها والتي نشأت في البلاد العربية في الفترة من 48 إلى 64 ولكني لم أشارك في أي من هذه الأحزاب مع أن الكثيرين من أصدقائي كانوا أعضاء في حزب البعث أو في حركة القوميين العرب. وقد اقتصر نشاطي في تلك السنوات على الحركة الرياضية حيث كنت سكرتيرا عاما للاتحاد الرياضي الكويتي ثم الاتحاد الكويتي لكرة القدم.
ولكن عملي في الحركة الرياضية واختلاطي بالشباب الرياضي الكويتي والفلسطيني مكناني من أن أكون قريبا من النشاطات العامة. ولكوني أصبحت موظفا بارزا في وزارة الكهرباء والماء كنت ألقى الوفود التي تحضر للوزارة لمقابلة وزيرها الشيخ جابر العلي وكنت ألتقي بوفود طلابية وشبابية ووفود أخرى تأتي من الأراضي الفلسطينية لطلب المساعدة وكل ذلك جعلني قريبا من قادة الحركات السياسية الفلسطينية ولكنني بصراحة لم أكن عضوا رسميا في أية حركة فلسطينية كما أنني كما ذكرت لم أكن عضوا في أي حزب. وكان من تلك الحركات الفلسطينية حركة فتح و (ج.ت.ف.) وحركة شباب فلسطين والثأر وحركة القوميين العرب والبعث.
وأذكر مثلا أنه جاء إلى الكويت في أوائل الستينات وفد من اتحاد طلاب فلسطين كـان قادما من المانيا وكان الوفد يتألف من علي سلامة وشقيقته جهـاد وسعيد كمال وهايـل عبـد الحميـد. واستطعت آنذاك لمركزي فـي وزارة الكهربـاء أن أجمع لهم مبلغا ماليا مناسبا وأسهل لهم أمورهم … وأذكر أنهم بعد سفرهم أرسلوا إلي كتاب شكر لازال بين أوراقي.!
وعندما اختير أحمد الشقيري خلفا لأحمد حلمي باشا لتمثيل فلسطين في الجامعة العربية رأت الجامعة أن توفد الشقيري إلى الأمم المتحدة ليتحدث عن القضية الفلسطينية في اللجنة السياسية بدلا من وفد الهيئة العربية العليا الذي كان يتولى ذلك العمل منذ النكبة .. وأراد الشقيري أن يصطحب معه للأمم المتحدة بعض فلسطينيي “الشتات” ورأى أن يكون أحدهم من الكويت وهو عبد المحسن القطان. فقام القطان حينئذ باستئذان سمو الأمير الشيخ عبد الله السالم.قبل السفر فقال له الأمير: “الله معك فالقضية قضيتنا جميعا”!!
ومن أجل التشاور دعا القطان إلى منزله عددا من الأشخاص كنت منهم وكان منهم أيضا عبد العزيز الصقر وخالد الحسن .. وفي ذلك الاجتماع تداول الحاضرون في القضية الفلسطينية وما يجب عمله من أجلها .. وبرز اقتراح بأن يكون العمل من خلال لجنة أو جبهة أو ما شابه ذلك .!
وأذكر أنه بعد ذلك الاجتماع دعاني خالد الحسن للعمل من خلال حركة فتح فلم استجب له لسبب أو لآخر!!
واعتبارا من ذلك اليوم بدأت مشاعري تتفتح للعمل السياسي من أجل القضية الفلسطينية وكنت أدعى للمشاركة في كل عمل أو اجتماع يعقد في الكويت من أجل فلسطين وذلك لثقلي الفلسطيني في البلد ذلك الثقل الذي نتج عن كوني من أوائل الفلسطينيين في الكويت ولمركزي المتميز في وزارة الكهرباء فضلا عن أنني كنت “يافاوي” معروف وأهل يافا كثر في الكويت.!
يضاف إلى ذلك ما كان لي من علاقات طيبة مع الشباب والشخصيات الكويتية والتي نشأت من تدريسي لعدة سنوات في المدرسة الثانوية ومن خـلال عملي في الحركة الرياضية الكويتية … واعترف أنه بقدر ما اكسبني ذلك العمل من شعبية إلا أنه كان يأخذ كل وقتي وأبعدني بالتالي عن المشاركة في العمل الفلسطيني لأن طاقة الإنسان محدودة.!
حماس الفلسطينيين في الكويت لابراز الكيان
وكان أن بـدأت أبرز سياسيا في الكويت فـي أوائل عام 1964. ففـي شهر كانون الثاني – يناير – من ذلك العام عقد مؤتمر القمة الأول في القاهرة برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر. وكلف المؤتمر أحمد الشقيري ممثل فلسطين في الجامعة العربية “بالاتصال بالشعب الفلسطيني والدول العربية بغية وضع القواعد السليمة لإنشاء كيان فلسطيني”. وتحمس الشقيري لتنفيذ ذلك القرار وتحقيق حلمه بابراز الكيان الفلسطيني وأعد مشروعا لابراز الكيان يتمثل في مشروع “الميثاق القومي” والنظام الأساسي. وبدأ يطوف في البلاد العربية ويجتمع بقادتها وبأبناء الشعب الفلسطيني فيها للتشاور.! وكانت ساحة الكويت من الساحات الرئيسية لفلسطينيي الشتات لهذا أصبح الحديث عن الكيان الفلسطيني هو الشغل الشاغل للفلسطينيين في الكويت في الشهور الثلاثة الأولى من عام 1964.
وبدأت الاجتماعات تعقد والصحف تكتب والمناقشات تدور وصراع الأفكار يحتدم والنعرات القديمة تظهر أثناء مناقشة مشروع الشقيري والمشاريع الأخرى الكثيرة لابراز الكيان والتي غمرت الساحات العربية آنذاك.
وكانت الحكومة الكويتية بتوجيهات من سمو الأمير الشيخ عبد الله السالم متجاوبة كل التجاوب في هذا المجال، ففتحت المجال واسعا أمام الشعب الفلسطيني في الكويت للتعبير عن رأيه في هذا الموضوع المصيري وسمحت لفئات الشعب المختلفة بعقد الاجتماعات في كل مكان وسخرت أجهزتها المختلفة لمساعدة الفلسطينيين في التعبير عن آرائهم!!
وكان المعلمون الفلسطينيون وموظفو الدوائر الحكومية المختلفة وعمالها مؤهلين أكثر من غيرهم للتعبير عن آرائهم حول الكيان الفلسطيني …
وأورد فيما يلي مزيدا من الوصف لتلك الفترة كما أوردتها في “مذكرات خيري أبو الجبين” التي نشرت قبل سنتين: “عندما كلف الشقيري بدأ الشباب في الكويت يتداعون للتفكير في كيفية ابراز القيادة الفلسطينية قبل قيام المنظمة، وفي الشروط الواجبة، وفي أسلوب التمويل وفي العلاقات مع الدول العربية الأخرى. وكانت تعقد الاجتماعات الكثيرة هنا في الكويت، في المنازل وفي الساحات وفي الوزارات للبحث في كيفية ابراز القيادة الفلسطينية. اجتماع هنا واجتماع هناك، والصحف تنشر أفكارا وتنشر عن تكليف الشقيري من قبل الجامعة العربية. ثم بدأت الصحف تنشر مشروع الكيان الفلسطيني والميثاق وما شابه. وبدأ الشباب في الكويت يتطلعون إلى أن يكون الكيان الفلسطيني قيادة قومية. وبدأت تعقد اللجان الكثيرة بعد الظهر وقبل الظهر. كل هذا حدث في الأشهر الأولى وقبل آذار – مارس – 1964. عند ذلك بدأت مساهمتي الفعلية، حيث أننا في وزارة الكهرباء والماء كنا كتلة فلسطينية كبيرة تضم آلاف الفلسطينيين. ولكوني مسؤولا في الوزارة بدأت تحوم حولي اقتراحات أو ترشيحات بأن يكون لي دور في تأسيس أو في إيجاد لجنة منبثقة من الوزارة لتساهم مع اللجان الأخرى في إبراز القيادة. وحدث مرة أن ذهبت مندوبا عن الوزارة مع بعض الأخوان إلى المزرعة الحكومية، والتي كان مسؤولا عنها يحيى غنام أحد كبار موظفي الأشغال العامة. وعقد اجتماع فيها ضم ممثلين عن الوزارات وكان هناك مندوبون عن وزارة الإعلام وكلهم من القوميين العرب كما كان هناك مندوبون عن وزارة التربية من المدرسين وعن وزارة الكهرباء وعن وزارة الأشغال وعن وزارة الصحة وكلهم جاءوا لتنظيم عملية ابراز الرأي الفلسطيني في الكويت. وترأست زينب ساق الله مندوبة وزارة التربية ذلك الاجتماع. وبرز دوري في الاجتماع لخبرتي الادارية وقدرتي على التنظيم وبحكم المراكز التي سبق أن شغلتها كنت أعرف الكثير عن وضع الأنظمة وإدارة الجلسات وما إلى ذلك..!” انتهى.
وفي الاجتماع الذي عقد في المزرعة الحكومية اقترحت على المجتمعين تأليف “لجنة التنسيق” من مندوب واحد عن كل وزارة وتتولى اللجنة الإشراف على انتخابات تجري في كل وزارة من أجل اختيار ممثليها في مؤتمر يناقش كل الأفكار المطروحة عن الكيان الفلسطيني ويخرج بتوصيات يقدمها إلى الأستاذ أحمد الشقيري عند زيارته المقبلة للكويت. ووافق المجتمعون على اقتراحي المذكور من أجل تنظيم العمل وانتخبوني رئيسا للجنة التنسيق والتي بدأت عملها بتحديد نسب مشاركة كل وزارة في المؤتمر المزمع عقده..! والذي سمي فيما بعد المؤتمر الأول لأبناء فلسطين في الكويت.
انتخابات الفلسطينيين في الكويت لابراز الكيان
ولم تكن هناك آنذاك (في شهر مارس 1964) احصاءات رسمية تبين عدد الموظفين والعمال الفلسطينيين في كل وزارة أو جهة كما لم تبين الاحصاءات العدد الكلي للعاملين الفلسطينيين في الكويت إذ أن آخر احصاء رسمي جرى هناك كان في عام 1961 (والاحصاء التالي جرى في عام 1965).
وبعد اجراء دراسة احصائية وسماع أقوال مندوبي الوزارات والجهات المختلفة اعتبرت لجنة التنسيق أن عدد العاملين الفلسطينيين في الكويت 31 الف شخص. وتقرر أن يكون التمثيل في المؤتمر بمعدل مندوب واحد لكل 50 شخصا، كما تقرر أن تكون نسب مشاركة الوزارات المختلفة في المؤتمر وفقا لعدد موظفيها وعمالها والذين قدروا كما يلي:
أ- عدد العاملين في وزارة التربية من مدرسين وموظفين 5000 شخص يمثلهم في المؤتمر 100 مندوب.
ب- عدد العاملين في كل من البلدية ووزارة الأشغال ووزارة الكهرباء 3000 شخص مثل كل منها في المؤتمر 60 مندوبا.
ج- عدد العاملين في وزارة الصحة 1500 شخص يمثلهم في المؤتمر 30 مندوبا.
د- عدد العاملين في كل من وزارت البريد والإعلام والداخلية والدفاع 500 شخص يمثل كل منهما 10 مندوبين.
هـ- متوسط عدد العاملين في كل وزارة من الوزارات الثمان الأخرى 250 شخصا يمثل كل منها 5 مندوبين.
و- عدد الطلاب الكبار في المدارس الثانوية 500 طالب يمثلهم 10 مندوبين.
ز- عدد عمال شركات النفط 1000 عامل يمثلهم 20 مندوبا
ح- عدد العاملين في القطاع الأهلي 10000 شخص (عشرة آلاف) يمثلهم 200 مندوب.
وقررت لجنة التنسيق أن تتم الانتخابات في الوزارات المختلفة باشراف لجان حيادية وينتخب فيها موظفو وعمال كل وزارة المندوبين المبينة أعدادهم أعلاه وهم الذين سيحضرون المؤتمر العام لأبناء فلسطين في الكويت ممثلين لوزاراتهم.
كما قررت اللجنة أنه بعد اتمام الانتخابات في كل وزارة ترسل كل منها 10 في المائة من المندوبين الفائزين لاجتماع ثان يعقد لانتخاب لجنة عليا.
وقد أعدت لجنة التنسيق بطاقات حضور لذلك المؤتمر عددها 620 بطاقة يختم كل منها بخاتم لجنة التنسيق ويوقع عليها رئيس اللجنة. وبدأنا في وزارة الكهرباء التحضير للانتخابات وكنت شخصيا أشرف عليها باعتباري رئيس لجنة التنسيق وممثل الوزارة في تلك اللجنة. وفتحنا باب الترشيح لانتخابات الوزارة لمدة ثلاثة أيام. وفي البداية لم أرشح نفسي لدخول تلك الانتخابات، ولكن في اليوم الأخير للترشيح بل في الساعة الأخيرة منه، تشاورت مع زميلي الدكتور زكي أبو عيد رئيس المهندسين وقررنا سويا أن نرشح أنفسنا لدخول تلك الانتخابات. وكانت اللجنة الحيادية المشرفة على الانتخابات في الوزارة قد قررت اتخاذ قاعة الرسم في مبنى الوزارة الرئيسي مركزا للانتخابات … وبدأت الانتخابات واستمرت عملية الادلاء بالأصوات يوما كاملا حسب التوقيت الذي حددته اللجنة. وتبين أن نسبة المقترعين من موظفي وعمال الوزارة الفلسطينيين تجاوزت 50 في المائة من المجموع. وبعد عملية الادلاء بالأصوات جرت عملية فرز الأصوات علنيا باستعمال السبورة لتسجيل الأصوات التي يحرزها كل مرشح. واستمرت عملية الفرز ثلاثة أيام متتالية ظهرت بعدها النتائج … وفيما يلي الأصوات التي نالها كل من الفائزين الخمسة عشر الأول:
المهندس أحمد الخطيب | 846 صوتاً | (وهو مهندس في المشاغل الرئيسية) |
السيد موسى حمو | 826 // | (وهو رئيس محاسبي مشاريع المياه والغاز) |
السيد حكمت الحسيني | 742 // | (وهو سكرتير ادارة المياه والغاز) |
السيد خيري أبو الجبين | 721 // | (المراقب الاداري) |
السيد زكي أبو عيد | 532 // | (رئيس المهندسين) |
السيد نهاد هيكل | 522 // | (محاسب العقود) |
المهندس حسن الشهابي | 505 // | (مهندس في المياه والغاز) |
المهندس هاشم دهمش | 475 // | (رئيس قسم الغاز) |
المهندس حسام الأفغاني | 456 // | (رئيس قسم توزيع الكهرباء) |
السيد صلاح النمري | 438 // | (المراقب المالي) |
السيد زكي دهمش | 410 // | (سكرتير محطات القوى الكهربائية وتقطير المياه) |
السيد أنور الحوت | 401 // | (رئيس شعبة في قسم العمل والعمال) |
السيد محمود فاضل | 400 // | (مساعد أمين المخازن) |
السيد محمد سمارة | 381 // | (رئيس شعبة الخراطة في المشاغل الرئيسية) |
السيد حسن ابو لغد | 370 // | (رئيس عمال مخيم مشروع الروضتين) |
وبالإضافة إلى المذكورين أعلاه كان هناك 45 فائزا آخر ليصبح عدد مندوبي الوزارة في المؤتمر المقبل 60 شخصا.
وإنما قصدت أن أنشر بعض نتائج انتخابات وزارة الكهرباء باعتبارها عينة لنتائج انتخابات الوزارات الأخرى في الكويت ويلاحظ منها ما يلي:
أن الفائز الأول نال حوالي 30 في المائة من مجموع أصوات المنتخبين البالغ عددهم ثلاثة آلاف ويعني ذلك أن هناك أقسام مختلفة في الوزارة لا يعرف موظفوها بعضهم البعض تماما. كما يلاحظ أن الموظفين والعمال في وزارة الكهرباء بشكل عام لم يكونوا منتمين لأي حزب أو جبهة فلسطينية وإلا كانوا أعطوا أصواتهم لممثل الحزب أو الجبهة في تلك الانتخابات!!
بالاطلاع على نتائج الفائزين الثلاثة الأول نجد أنهم جميعا مسؤولون في الأقسام التي فيها كثرة من العمال مثل أقسام المشاغل العامة والمياه والغاز. وكان هؤلاء الفائزون من مهن مختلفة وأقسام مختلفة … مهندسون وعمال وموظفون! وبملاحظة نتائجهم يلاحظ أنه لم يكن هناك اعتبار للمركز الوظيفي!! لأن رئيس المهندسين مثلا لم يكن الأول في الانتخابات بل كان الأول فيها مهندسا تابعا لرئيس المهندسين وكذلك كان المراقب الاداري الرابع في الانتخابات بينما كان الثالث فيها موظفا تابعا له.
وبصورة عامة يمكن القول أن الساحة الفلسطينية في الكويت في أوائل الستينات لم تكن “مسيّسة”!! فمثلا نال الفائز الأخير ممن فازوا في انتخابات الوزارة وعددهم ستون شخصا وهو السيد يوسف راجي برقاوي من حركة فتح نال 168 صوتا فقط من أصوات الناخبين البالغ عددهم ثلاثة آلاف!!
والنتائج المستخلصة المذكورة أعلاه لا جديد فيها وإنما أردت أن أسجلها هنا استكمالا للبحث.
وبعد أن اكتملت انتخابات الوزارات المختلفة لوحظ أنه لم تجر انتخابات كاملة في القطاع الأهلي رغم ضخامة عدد العاملين فيه من الفلسطينيين إذ لم تجر الانتخابات إلا في تجمعات محدودة في ذلك القطاع مثل كراج الغانم وكراج الملا وكراج “فورد” فرأينا في لجنة التنسيق أن نعطي بطاقات لحضور المؤتمر للفائزين في تلك الكراجات بنسبة عددهم، أي بنسبة مندوب واحد لكل خمسين شخصا، كما أن قطاع النفط لم تجر فيه انتخابات لأسباب مختلفة فرأينا في اللجنة أن نعطي ثلاث بطاقات لثلاثة أشخاص من نشطاء ذلك القطاع وهم الدكتور فهيم ناصر ويوسف الناشف وصبحي الدحلة. لهذا لوحظ فيما بعد أن الحاضرين في المؤتمر لم يصل عددهم إلى 600 بل كان العدد في حدود 400 شخص للأسباب المبينة أعلاه.
انتخاب اللجنة الممثلة لأبناء فلسطين في الكويت ورئيسها
وبعد أن أعلنت نتائج انتخابات جميع الوزارات طلبت لجنة التنسيق من كل منها أن تختار عشرة في المائة من المندوبين الفائزين فيها لحضور اجتماع يعقد قبل المؤتمر من أجل انتخاب “لجنة عليا” لهذا التجمع الفلسطيني. وهكذا أرسلت الوزارات مندوبيها وقد اخترنا مندوبي وزارة الكهرباء من بين المندوبين الفائزين بالتسلسل على أن يختار مندوب تال بدلا من المندوب الذي لا يرغب في استمرار المشاركة في هذا العمل .. وهكذا أرسلنا من وزارة الكهرباء مثلا ستة أشخاص وكنت من بينهم. وعقد اجتماع لممثلي الوزارات في إحدى بنايات المدرسة الثانوية بالشويخ وحضر ذلك الاجتماع نحو أربعين شخصا وقاموا بانتخاب اللجنة العليا والتي تألفت من 22 شخصا وهم:
أ- خيري أبو الجبين و د. زكي أبو عيد ومحمد سمارة ونهاد هيكل وأحمد الخطيب، وهم من وزارة الكهرباء.
ب- محمد حسن السعدي وعلي الحسن ويحيى غنام وسعيد أبو عيطه وابراهيم حماد وهم من وزارة الأشغال.
ج- الآنسة زينب ساق الله وابراهيم الصعيدي وحسن صرصور وهم من وزارة التربية.
د- خليل الشاعر من البلدية
هـ- أنور البرقاوي من وزارة الإعلام
و- عبد الفتاح جبريل من بنك التسليف والادخار
كما انتخب كل من فتحي منصور وعلي قبعة وخليل عوض وشوقي أبو حمدة وخالد زعرب وابراهيم علاء الدين، ومعظمهم من حركة القوميين العرب.
وفي الاجتماع الأول لتلك اللجنة تم انتخابي رئيسا للجنة العليا ورئيسا لمؤتمر أبناء فلسطين المقبل. وأذكر أن ترشيحي كان من نهاد هيكل أحد أعضاء اللجنة وهو زميلي في وزارة الكهرباء وكان نهاد قريبا من حركة القوميين العرب. واعتقد أن سبب اختياري للرئاسة كان مبعثه نشاطي البارز في لجنة التنسيق وكذلك لكوني مستقلا لا أنتمي لأي حزب أو حركة فلسطينية ولأن التنافس كان شديدا آنذاك بين حركة فتح وحركة القوميين العرب!!
بعد ذلك قررت اللجنة العليا أن يعقد بعد ظهر يوم الجمعة 12 مارس 1964 المؤتمر الأول لأبناء فلسطين في الكويت ليقدموا للشقيري اقتراحات أبناء فلسطين بخصوص ابراز الكيان الفلسطيني وذلك في مسرح المدرسة الثانوية في الشويخ. وبدأت اللجنة بتوجيه الدعوات لحضور هذا المؤتمر لحاملي البطاقات الصادرة عن لجنة التنسيق، كما قررت اللجنة مناقشة اقتراحات الوزارات المختلفة بخصوص ابراز الكيان الفلسطيني قبل المؤتمر كما تقرر مناقشة ترتيبات عقد المؤتمر في جلسة عقدت لهذا الغرض يوم 11/3/64. وفيما يلي تلخيص لقرارات “اللجنة المنتخبة التي تمثل أبناء فلسطين في الكويت” في ذلك الاجتماع.
تلخيص لقرارات لجنة ممثلي أبناء فلسطين في الكويت لابراز الكيان الفلسطيني
بعد انتخاب اللجنة العليا من قبل ممثلي الوزارات عقدت تلك اللجنة جلسة خاصة لمناقشة ترتيبات عقد المؤتمر الأول لأبناء فلسطين ببناية الشويخ يوم 12 آذار – مارس – 1964.
وفي تلك الجلسة تقرر إضافة خمسة أعضاء للجنة ليمثلوا الوزارات التي لم تشارك في الاجتماع العام الأخير والذي تم فيه تأليف اللجنة. وهؤلاء الأشخاص سبق أن انتخبتهم وزارتهم وهم وصفي الجيوسي من وزارة الداخلية وكل من د. عبد القادر ستيتية و د. فائق عبد الحي الحسيني من وزارة الصحة
كما تقرر أن يكون ممثل الطلبة في اللجنة هو زكي شهاب الدين.
كما وتقرر أن ترفع في قاعة المؤتمر علم فلسطين وأعلام الدول العربية جميعها.
واختير السيدان عبد الفتاح جبريل وسعيد أبو عيطة أمينين لسر اللجنة على أن يتعاونا مع الرئيس المنتخب خير الدين أبو الجبين في ادارة الجلسة الأولى للمؤتمر وكافة الجلسات التالية للمؤتمر ولإجتماعات اللجنة وتم تأليف لجنة استقبال من بين أعضاء اللجنة للتدقيق في بطاقات من يحق لهم دخول قاعة المؤتمر.
وبخصوص موضوع انتخاب أعضاء المجلس الوطني اتفق على أن ينقل الرئيس قرار اللجنة للأستاذ الشقيري بهذا الخصوص وهو كما يلي:
إذا تعذّر عقد المؤتمر عن طريق الانتخاب يكون مرحليا وعلينا أن نعمل على اجراء انتخابات لتكوين المجلس الوطني الدائم في مدة أقصاها ستة أشهر. وفي هذه الحالة تؤلف لجان تحضيرية من ذوي السيرة الحسنة والماضي الوطني والكفاءة وبحيث يمثل أبناء فلسطين في مختلف البلاد العربية ويقوم هؤلاء باختيار أعضاء المجلس الوطني المقبل على نفس الأساس. “ثم جرت مناقشة الاقتراحات المقدمة من ممثلي وزارة التربية بخصوص ابراز الكيان وبعد اجراء بعض التعديلات عليها رؤي عرضها على المؤتمر المقبل ببيان أبناء فلسطين في الكويت بخصوص ابراز الكيان الفلسطيني”.
المؤتمر الأول لأبناء فلسطين في الكويت لابراز الكيان
وفي الموعد الذي حددته اللجنة العليا عقد مؤتمر أبناء فلسطين الأول في الكويت في القاعة الكبرى بالمدرسة الثانوية بالشويخ وذلك عصر يوم الجمعة 12 آذار – مارس – 1964. وقد حضر ذلك المؤتمر ممثلو الفلسطينيين في الوزارات والجهات المختلفة والذين تم انتخابهم لتمثيلها.
وقد بلغ عدد الحاضرين نحو 400 شخص، وقامت اللجنة المعينة لذلك بتدقيق بطاقات حضور المؤتمر التي صرفتها لجنة التنسيق. وكانت الأعلام العربية وفي وسطها علم فلسطين تزين القاعة. وحضر المؤتمر عدد من الصحفيين ورجال الإعلام. وكان وزير الداخلية قد وضع تحت تصرفي عددا من رجال الأمن للمحافظة على النظام، حيث علمنا قبل عقد المؤتمر بأيام أن هناك محاولات من الهيئة العربية العليا لفلسطين لتفجير المؤتمر وأنها أرسلت شخصين من بيروت للقيام بذلك!!
وقد ترأست المؤتمر بموجب قرار اللجنة العليا المنتخبة والتي كنت رئيسها. وكان جو المؤتمر صاخبا للغاية. وقد ظهرت خلافات عميقة عند مناقشة المشروع المقدم من اللجنة حول مطالب فلسطينيي الكويت لإبراز الكيان الفلسطيني.
وكانت هناك محاولات لإفشال المؤتمر. وعندما احتدم الخلاف اقترح عليّ بعض أعضاء اللجنة المنتخبة أن أفض الجلسة ولكني رفضت ذلك واستطعت بحمد الله أن أوصل المؤتمر إلى بر السلامة بعد أن أقر المشروع المقدم من اللجنة العليا إثر اجراء بعض التعديلات عليه. وأذكر أن المؤتمر وافق علي ارسال برقية شكر إلى الجزائر لاحتضانها مكتب فلسطين في الجزائر والذي سبق تأسيسه هناك. وكان أحد أعضاء حركة فتح في المؤتمر قد اقترح ذلك.
هذا وقد ساعدني أمينا سر اللجنة العليا عبد الفتاح جبريل وسعيد أبو عيطة في الرد على استفسارات الأعضاء حول مشروع ابراز الكيان الفلسطيني. كما كان للعضوين علي الحسن ويحيى غنام نشاط ملحوظ! وكان يحيى غنام رئيس قسم الزراعة بوزارة الأشغال هو الساعد الأيمن لي باستمرار منذ البداية ولا أنسى جهوده معي في تجميع وتنظيم الفلسطينيين في الكويت من أجل ابراز الكيان الفلسطيني العتيد!
مقترحات أبناء فلسطين في الكويت لابراز الكيان الفلسطيني
إن أبناء فلسطين بالكويت إيمانا منهم بحق الشعب العربي الفلسطيني الكامل في فلسطين بحتمية معركة العودة وإيمانا منهم بدورهم الطليعي في هذه المعركة المصيرية للأمة العربية يريدون أن يكون الكيان الفلسطيني المقترح خطوة ايجابية في طريق معركة العودة وهم إذ يحيون مؤتمر القمة العربي الذي أتاح لهم هذه الفرصة التي طال انتظارها يرون في مجال ابراز الكيان الفلسطيني أن يقدموا التوصيات التالية مشاركة في رفع رأي أبناء فلسطين للسيد أحمد الشقيري ممثل فلسطين في الجامعة العربية:
أ- الناحية السياسية ب- الناحية العسكرية
ج- الناحية المالية د- الدعاية والإعلام
هـ- توصيات عامة
أ- الناحية السياسية
1- اعتبار قضية فلسطين قضية مصيرية وكلا لا يتجزأ، ورفض جميع أنصاف الحلول “تدويل، تقسيم، توطين … الخ”
2- أن يكون الكيان الفلسطيني تنظيما ثوريا يشمل أبناء فلسطين جميعا ويعتمد الأسلوب الثوري في العمل متخليا عن الأساليب التقليدية التي كانت تتبع في السابق.
3- أن يبدأ ابراز هذا الكيان باجراء انتخابات حرة نزيهة ينبثق عنها مجلس وطني يمثل أبناء فلسطين تمثيلا حقيقيا ويكون السلطة العليا في التنظيم.
4- أن يكون الكيان منطلقا للثورة لا بديلا لها.
5- الكيان الفلسطيني لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
6- الكيان غير مرتبط بأية اتفاقات دولية أو إقليمية خاصة بقضية فلسطين لا تنسجم مع حق عرب فلسطين الكامل في وطنهم.
7- تكون القدس مقرا لقيادة التنظيم، ويجوز نقل المقر إلى أرض فلسطينية إذا دعت الحاجة لذلك.
8- تفتح للتنظيم مكاتب فرعية بالأقطار العربية تعمل على تنفيذ مخططاته وترعى شؤون أبناء فلسطين.
9- تضمن الدول العربية لأبناء فلسطين حرية الانتقال والعمل من أجل القضية الفلسطينية.
10- يتخذ التنظيم الفلسطيني الإجراءات الكفيلة بمنع تهجير أبناء فلسطين خارج البلاد العربية.
11- يتخذ التنظيم موقفا واضحا من الدول المؤيدة لإسرائيل ويعمل على أن تتخذ الدول العربية نفس الموقف.
12- يراعى في التنظيم إقامة الوحدة الوطنية وتجميد النشاطات الحزبية وتسخير كل الجهود لمعركة العودة.
13- أن يتفرغ من تقتضي مصلحة التنظيم تفرغهم للعمل على تنفيذ مخططاته.
ب- الناحية العسكرية
1- إنشاء جيش فلسطيني نظامي قيادته فلسطينية تمثل في القيادة العربية الموحدة والعمل على البدء في تدريب الفدائيين فورا.
2- تطبيق مبدأ التدريب العسكري الإجباري على أبناء فلسطين القادرين على حمل السلاح وفتح معسكرات التدريب لذلك.
3- الحاق الأعداد الكافية من أبناء فلسطين بالكليات والمعاهد العسكرية العربية على اختلاف أنواعها.
4- تزويد الجيش الفلسطيني بالخبرات العربية العسكرية والفنية.
5- تعميم نظام الفتوة والمقاومة الشعبية والدفاع المدني بين أبناء فلسطين.
6- قبول المتطوعين في الجيش الفلسطيني من البلاد العربية والبلاد الصديقة.
7- اعتبار العسكريين الفلسطينيين في جيوش الدول العربية نواة لجيش التحرير الفلسطيني.
8- ضرورة الإسراع بدخول القوات العربية الموحدة إلى الضفة الغربية.
ج- الناحية المالية
1- تشكيل لجنة مالية تشرف على موارد صندوق فلسطين وتنظم أوجه الصرف.
2- انشاء صندوق فلسطين تغذيه الموارد التالية:
أ- ضريبة تصاعدية على كل صاحب دخل من الفلسطينيين
ب- التبرعات من البلاد العربية والبلاد الصديقة حكومات وشعوبا.
ج- القروض والمساعدات غير المشروطة أيا كان مصدرها.
د- ما يجمع من تنظيم أسبوع فلسطين بالأقطار العربية.
هـ- ما يفرض من ضرائب لصالح القضية الفلسطينية.
و- ما يمكن أن يحصل عليه الصندوق من الزكاة.
ز- اصدار سندات القرض وطني فلسطيني.
ح- أية موارد أخرى يوافق عليها المجلس الوطني.
د- الدعاية والإعلام
1- المطالبة بزيادة مكاتب الإعلام العربية بالأقطار الأجنبية وتخصيص أقسام للدعاية الفلسطينية تحت اشراف التنظيم الفلسطيني.
2- انشاء أجهزة اعلام قوية تابعة للكيان.
3- توزيع الميثاق القومي الذي يقره المؤتمر على أبناء فلسطين لدراسته.
4- الاستعانة بكافة أجهزة الإعلام في الدول العربية والصديقة.
5- تدريس تاريخ وجغرافية فلسطين مع تطور القضية الفلسطينية في مختلف المراحل الدراسية في البلاد العربية.
هـ- التوصيات العامة
1- العمل على إنشاء نقابات مهنية لأبناء فلسطين.
2- توسيع نطاق الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين حيثما وجدوا.
3- يتكفل التنظيم الفلسطيني بالإنفاق والتعويض على الذين يتضررون بسبب العمل للقضية الفلسطينية.
4- اشراف التنظيم على أعمال وكالة الإغاثة.
5- فتح مجالات العمل للفلسطينيين بالبلاد العربية.
لجنة ممثلي أبناء فلسطين في الكويت
الكويت في 13/3/1964
المؤتمر الثاني لأبناء فلسطين بحضور الشقيري
وبعد انتهاء أعمال المؤتمر الأول بنجاج تشاورنا مع وزارة الخارجية بخصوص موعد حضور الشقيري إلى الكويت واتفق على حضوره يوم الأربعاء التالي الموافق يوم 17 مارس وهكذا دعونا لعقد المؤتمر الثاني لأبناء فلسطين في الكويت بعد ظهر يوم الخميس 18 مارس. وفعلا حضر الشقيري يوم الأربعاء واستقبلناه في المطار ومعنا مندوب من وزارة الخارجية ونزل الشقيري في دار الضيافة وزرته مساء ذلك اليوم واطلعته على ما تم من اجراءات في الكويت بخصوص ابراز الكيان الفلسطيني وأعلمته أن المؤتمر الثاني لأبناء فلسطين سيعقد في اليوم التالي وسيعقبه لقاء جماهيري يوم الجمعة 19 مارس وهكذا كان…
وعقد مؤتمرنا الثاني بعد ظهر يوم الخميس 18 مارس في قاعة مسرح ثانوية الشويخ وحضره نفس الأعضاء الذين حضروا المؤتمر الأول وهم المندوبون الذين سبق أن انتخبتهم الوزارات المختلفة وكان عددهم في حدود 400 شخص. وقامت لجنة الاستقبال بتدقيق بطاقات دخول المؤتمر الثاني ثم استقبلت الشقيري عند دخوله قاعة الاجتماع. وبدأ المؤتمر بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم رتلها المقرئ الفلسطيني الشيخ ابراهيم رمانة ثم القيت كلمة الافتتاح التي أوضحت فيها الاجراءات والخطوات التي قمنا بها بخصوص ابراز الكيان الفلسطيني، وقدمت للشقيري البيان الذي أقره مؤتمرنا السابق والمتضمن مطالب أبناء فلسطين بخصوص ابراز الكيان وشرحت مضمون البيان باختصار ثم أوضحت للشقيري قرار لجنتنا العليا بخصوص انتخاب أعضاء المؤتمر الفلسطيني المقبل. ثم بدأ الشقيري كلامه بالحديث عن جولاته في البلاد العربية وبين العقبات الكثيرة التي لم تزل تعترض بروز الكيان الفلسطيني. وأعلن أنه سيستمر في جولاته في البلاد العربية وخصوصا في الأردن من أجل الاتصال بالمسؤولين فيها لمحاولة تذليل كل العقبات حتى يعقد المؤتمر الفلسطيني الأول في شهر أيار المقبل. وبعد الانتهاء من إلقاء كلمته أجاب الشقيري عن بعض الاستفسارات التي طرحها عدد من أعضاء المؤتمر، بعدها أعلنت انتهاء ذلك المؤتمر على أن يكون اللقاء القادم بعد ظهر اليوم التالي – الجمعة – في ملعب ثانوية الشويخ.!
الشقيري يخطب في الكويت لابراز الكيان الفلسطيني
ومنذ ظهر يوم الجمعة بدأت الجماهير تتدفق على ملعب ثانوية الشويخ بانتظار لقاء أحمد الشقيري، وكان الكويتيون في الملعب أكثر من الفلسطينيين … الكل كان يتلهف لسماع الشقيري وماذا تم بموضوع بروز الكيان الفلسطيني!… وامتلأت بهم مدرجات الملعب والساحات المجاورة وأسطح مساكن القسم الداخلي بالثانوية وكانت الميكروفونات ورجال الشرطة في كل مكان … وكانت اللجنة العليا المنتخبة قد اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لإنجاح المهرجان. ووصل الشقيري واستقبل بعاصفة مدوية من التصفيق والهتاف لفلسطين … وبصفتي رئيسا لمؤتمر أبناء فلسطين في الكويت قدمت الشقيري إلى الجماهير المحتشدة وأشرت إلى تاريخه النضالي الطويل وجهوده في الأمم المتحدة من أجل استقلال دول المغرب العربي. ورحبت به بطلا قوميا لابراز الكيان الفلسطيني الذي يتطلع إليه كل فلسطيني بل كل عربي … واستهل الشقيري خطابه بقوله: “هذا أبو الجبين الذي قدمني إليكم اليوم سبق أن قدمني للجماهير في مدينة يافا عروس فلسطين حيث كان لنا في فلسطين صولات وجولات واجتماعات ولجان واضراب وتطلعات ونضالات ومظاهرات”. ثم أشار إلى جولاته في البلدان العربية المختلفة لابراز الكيان الفلسطيني وبدأ يشرح ماهية الكيان وضرورته لمعركة التحرير المقبلة التي سيشارك فيها كل عربي ومسلم!
ثم أثنى الشقيري على الكويت لمساعداتها للفلسطينيين في ابراز كيانهم وتوجه بالشكر إلى أميرها سمو الشيخ عبد الله السالم قائلا: “أنت يا عبد الله السالم أمير المهاجرين والأنصار … أنت أمير المهاجرين الفلسطينيين الكثر الذين جاءوا إلى الكويت وأنت أمير الأنصار أهل الكويت الكرام … الذين يساندون إخوانهم الفلسطينيين.” وقد لاقى هذا التعبير وخطاب الشقيري بشكل عام إعجاب الجماهير التي ودعت الشقيري عند مغادرته الملعب بالهتاف والتصفيق..! وهكذا انتهت جولة الشقيري في الكويت بالنجاح. وحزم حقائبه للسفر حاملا معه أفكار وآراء أبناء فلسطين فيها لكيفية ابراز الكيان الفلسطيني.
حركة القوميين العرب ترفض مشروع الشقيري لابراز الكيان الفلسطيني
وأذكر أنه يعد انتهاء المؤتمر الثاني في الكويت لابراز الكيان الفلسطيني طلب مني الدكتور فائق عبد الحي الحسيني أحد ممثلي وزارة الصحة أن أدعو لعقد مؤتمر ثالث
وكان الدكتور الحسيني من عتاة القوميين العرب بينما كان شقيقه فاروق الحسيني عضو اللجنة التنفيذية الأولى مستقلاً … وكانت حركة القوميين العرب على خلاف مع الشقيري حول مضمون مشروع ابراز الكيان الفلسطيني حيث أنهم كانوا يريدونه ” ثوريا ” منذ البداية؟
كما وكانوا يرفضون أن تكون هناك “كتائب فلسطينية” … بل يجب أن يكون هناك “جيش تحرير”!! كما كان لهم اعتراضات أخرى. وكانوا دائما يرددون القول “أن لا لقاء مع الشقيري إلا في الخندق. ولكن أحمد الشقيري كان مدركا للأمور وعارفا بالأشواك والاعتراضات الموجودة في الساحة العربية حول الكيان المرتقب، لهذا لم ينص في مشروع الميثاق المقترح على ما طلبه القوميون العرب بل كان يرى أن تحل هذه المشاكل فيما بعد بهدوء وروية
وقد حصل نقاش كبير في بيروت بين الشقيري من جهة وممثلي حركة القوميين العرب من جهة أخرى حول الأمور السابق الإشارة إليها وحول مشاركتهم في المؤتمر الفلسطيني المقبل، وقد أبوا أن يشاركوا فيه إلا بعد تعديل مشروع ابراز الكيان وبالصورة التي أرادوها.!!
لهذا أراد الدكتور الحسيني في الكويت أن يأخذ موافقة ممثلي الفلسطينيين فيها على الأفكار التي طرحها في بيروت ممثلو حركة القوميين العرب!! ولما رفضت طلب الحسيني بأن أدعو لعقد مؤتمر ثالث بصفتي رئيسا للمؤتمرين السابقين، ذهب للشيخ سعد العبد الله السالم وكان وزيرا للداخلية وطلب منه أن يكلفني بذلك!
ولما حدثني الشيـخ سعد عن الموضوع اعتذرت له وقلت أنني غير مستعد لعقد المؤتمر لأن الهدف من عقد المؤتمرين الأول ثم الثاني انتهى بعد أن قدمت للشقيري مطالب أبناء فلسطين حول ابراز الكيان الفلسطيني. وكان رفضي مبنيا على استقلاليتي ومعرفتي ما في الساحة الفلسطينية من صراعات!! وهكذا لم يعقد المؤتمر الثالث!
الباب الثاني – إنشاء منظمة التحرير