نشاطاتي في سنوات خريف العمر
أكتب هذه الأسطر للطبعة الثانية من كتابي من تاريخ حياتي وأنا على أبواب التسعين من عمري شاكراً المولى عز وجل على تمتعي بصحة جيدة حيث تمكنت بحمد الله أثناء حياتي الطويلة من القيام بواجباتي الدينية وخدمة وطني ومجتمعي وعائلتي – وما عاش من عاش لنفسه فقط !! – وأنا سعيد لأني استطعت أن أعلم جميع أولادي تعليماً جامعياً وقد نجحوا في حياتهم العملية وأنشأوا أسراً سعيدة. وفي هذه السن المتأخرة من حياتي لازلت نشيطاً اجتماعياً ولازلت أمارس رياضتي اليومية.
وقد سعدت بتكريم المجتمع لي في مناسبات عديدة أهمها تكريم حضرة صاحب السمو أميرنا المفدى الشيخ صباح الأحمد لي عند الاحتفال بذكرى تأسيس ثانوية الشويخ في عام 2005 وكذلك عندما كرمتني رابطة كويتيون من أجل القدس في عام 2010 مع المدرسين الفلسطينيين الذين خدموا الكويت
أولاً: النشاط العائلي:
وعن حياتي العائلية خلال العدوان العراقي على الكويت أقول أن أولادنا وأسرهم أقاموا آنذاك في لندن وكاليفورنيا وبعد التحرير لم يسمح لهم بالعودة إلى الكويت لأنهم لم يكونوا كويتيين وقد غادر الأولاد ذينك البلدين مؤخراً بسبب سوء الأحوال الاقتصادية هناك واستقروا في إمارة دبي للعمل فيها. فأصبحنا أنا وزوجتي نقضي أيامنا بين الكويت ودبي إلى أن حصل اثنان من الأولاد على الجنسية الكويتية ولازلنا نحاول الحصول على الجنسية للثلاثة الباقين.
وفي السنوات الأخيرة حرصت على زيادة الترابط بين أفراد العائلة المختلفة من سكان يافا وصفد والظاهرية (قرب الخليل) وهربيا (قرب غزة). وقد حدثتا شجرة العائلة القديمة ووزعنا نسخاً منها.
كما أصدرت كتابي “عائلة أبوالجبين أصولها وفروعها” وأنا أصدر كتاباً كل خمس سنوات لتبصير الجيل الصاعد من أبناء العائلة!!
وقد ألفنا في العائلة عدة لجان لخدمة أفرادها منها “لجنة التعليم” التي تقوم بإكمال التعليم العالي لكل طالب متفوق إذا كان أهله غير قادرين على إكمال تعليمه العالي وأنا التقي أفراد فروع العائلة المختلفة في المناسبات ولأني “كبير عائلة أبوالجبين” فإني أحدثهم عن تاريخ العائلة في فلسطين وعن تأسيس فرع العائلة الكويتي قبل نحو نصف قرن وذكرت لهم أنه أسس هذا الفرع اثنان من أبناء فرع يافا هما خيري الدين صالح أمين ويوسف محمد علي رشيد اللذان قدما إلى الكويت للعمل في عام 1948 بعد نكبة فلسطين ثم منحا الجنسية الكويتية.
ومن الجدير بالذكر أن أبناء فرع يافا من العائلة استقر معظمهم بعد النكبة في عمّان ودمشق وبيروت والقاهرة والكويت ودبي وقد سافر عدد منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة أو العمل واستقروا هناك.
ثانياً: نشاطاتي العامة
بمناسبة الحديث عن السنوات الأخيرة من عمري أذكر أنني حصلت على الجنسية الكويتية في آخر عام 1985 بتوصية من رؤسائي في وزارة الكهرباء وعلى رأسهم الشيخ جابر العلي السالم وساعدني في الحصول على الجنسية وكيل وزارة الداخلية آنذاك الصديق يوسف بدر الخرافي وهو أحد تلاميذي. والصديق الدكتور حسن الإبراهيم وزير التربية الأسبق.
وسبق أن ذكرت أنني استقلت من المجلس الوطني الفلسطيني في أعقاب الغزو العراقي الغاشم للكويت لهذا لم تعد لي أية صلة رسمية بمنظمة التحرير الفلسطينية مع أني كنت من مؤسسيها في عام 1964.
ولازلت رئيساً للجنتين فلسطينيتين أولاهما لجنة تخليد ذكرى المجاهد أحمد الشقيري والتي تأسست في الكويت عند وفاته عام 1980 وكذلك صندوق يافا الخيري والذي تأسس في الكويت لدعم الانتفاضة الأولى في عام 1987 ولازلت أشرف على عمل هاتين اللجنتين.
وتحضرني بهذه المناسبة حادثة رواها لي الصديق عبد المحسن القطان الذي قال أنه في عام 62 عندما كان في وزارة الكهرباء والماء في الكويت ذهب ليستأذن الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم أن يسافر مع أحمد الشقيري للأمم المتحدة للدفاع عن القضية الفلسطينية عندما كان الشقيري مندوباً لفلسطين في الجامعة العربية فأجابه سمو الأمير بقوله: “سافر الله معك فالقضية قضيتنا جميعاً.!!”
وبمناسبة الإشارة إلى الزعيم الفلسطيني الراحل أحمد الشقيري أقول أننا لازلنا نذكر مآثر الشقيري الذي أسس منظمة التحرير الفلسطينية ولازلنا نقيم الندوات لتخليد ذكراه وقد أقمنا ندوتين في القاهرة وندوة في عمان وثالثة في الكويت ولازالت لجنة الشقيري التي تضم عدداً من الشخصيات الفلسطينية والعربية لازالت تعمل بكافة السبل لتخليد ذكراه. وقد أصدرت اللجنة كتباً عديدة عن جهود الشقيري في خدمة القضية الفلسطينية وقضايا استقلال دول المغرب العربي في الأمم المتحدة وصدر مؤخراً مجلد عن الشقيري في الذكرى المئوية الأولى لولادته أعده الكاتب الفلسطيني الراحل الأستاذ عبدالعزيز السيد أحمد
ومن ناحية أخرى فإننا في لجنة صندوق يافا الخيري لا نزال تعمل على دعم الأهل في يافا حتى يصمدوا أمام المحاولات الصهيونية لتهجيرهم عن وطنهم فلسطين ولازلنا نقوم بجمع التبرعات لمساعدتهم ونتبادل الزيارات مع أعضاء الرابطة لشؤون عرب يافا وغيرهم من شباب المدينة الذين يحضرون إلى عمان في المناسبات المختلفة بينما يزور مدينة يافا بعض اليافيين من أبناء الأردن وفلسطين وقد زار المدينة في العام الماضي ابني نادر أبوالجبين بمناسبة صدور كتابه المجلد “تاريخ فلسطين في طوابع البريد” حيث تم تكريمه في يافا والقدس ورام الله ويذكر أنه جرى تكريم نادر أيضاً في معرض الكتاب الدولي في بيروت وفي الجمعية الثقافية في البحرين وكذلك في جمعية يافا للتنمية الاجتماعية في عمان وتلفزيون دبي.
وعن نشاطاتي في الكويت أذكر أنني بحمد لله قمت ممارسة حقي الانتخابي هنا لأن القانون ينص على أنه لا يحق للمتجنسين المشاركة في انتخابات مجلس الأمة إلا بعد مرور عشرين سنة على تجنيسهم!!
وأنا أمارس حقي في الانتخاب منذ انتخابات عام 2006 وانتخبت في ثلاث دورات انتخابية لمجلس الأمة آخرها في دورة شهر فبراير الماضي.
ولأن ممارسة الانتخاب واجب وطني لهذا فإنني باستمرار أنصح زملائي المتجنسين بممارسة هذا الحق.!!
ثالثاً: المدرسون الفلسطينيون الأوائل في الكويت
في زيارة لرابطة الأدباء الكويتيين قمنا بها في شهر فبراير الماضي بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المدرسة المباركية في الكويت ا لتقينا بعدد من أعضاء الجمعية بينهم الأساتذة د. خليفة الوقيان وعبد الله خلف و د. عدنان عبد المغني وسليمان الحزامي وصحبني في تلك الزيارة
ابني نادر أبوالجبين وقد قام نادر باهداء مكتبة الجمعية نسخة من الطبعة الثانية من كتابه “تاريخ فلسطين في طوابع البريد” والذي يعتبر مرجعاً بالنسبة للطوابع الفلسطينية والطوابع التي أصدرتها دول العالم عن فلسطين.
وفي تلك الجلسة تم تبادل الكتب بيننا وبين بعض أعضاء الرابطة الحاضرين ثم بعد ذلك جرى الحديث عن التعليم في الكويت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وباعتباري أحد المدرسين القدامى في الكويت بدأ بعض أعضاء الرابطة كل على حدة بتذكيري بأسماء المدرسين الفلسطينيين الذين درسوهم مشيدين بجهودهم واخلاصهم ثم قمت بالحديث عن زملائي الذين درسوا في مدارس المباركية والقبلية والشرقية والأحمدية والمرقاب وذكرت المدرسين الذين حضروا للعمل في الكويت بعد نكبة فلسطين في عامي 1948 و 1949.
وأشرت إلى مدرسي البعثتين الفلسطينيتين الأولى والثانية الذين حضروا إلى الكويت في عامي 36 و 38 وذكرت بهذه المناسبة أسماء عدد من القدامى غير المدرسين الذين حضروا للعمل في القطاع الأهلي في عامي 48 و 49. وذكرت لهم أن كل هذه الأسماء ذكرتها في كتابي “قصة حياتي في فلسطين والكويت” واقترح بعض الحاضرين تعميم هذا الكتاب لما فيه من معلومات مهمة عن التعليم في الكويت وبينت لهم أن نسخ الطبعة الأولى قد نفدت من الأسواق لهذا فإننا سنعيد طبعه بإذن الله ومن أجل تدقيق أسماء المدرسين الفلسطينيين الأوائل المنشورة في الطبعة الأولى دعوت إلى منزلي في حولي في الأسبوع التالي للقائنا في رابطة الأدباء دعوت عدداً من قدامى الفلسطينيين الذين حضروا إلى الكويت للعمل في عام 1948 بعد نكبة فلسطين.
وحضر الجلسة أقدم أربعة أشخاص من الفلسطينيين الذين حصلوا على الجنسية الكويتية وحضر معهم بعض
أولادهم وأحفادهم وهم:
1- محمد يوسف بشير وهو من قرية اجزم قضاء حيفا وحضر للكويت للعمل مدرسا يوم 15-09-1948.
2- خيري الدين صالح أبوالجبين وهو من مدينة يافا وحضر للكويت مدرساً في 28-11-1948.
3- سعدي عبد العزيز أبو ضهير وهو من مدينة يافا ودخل الكويت يوم 29-11-1948 وعمل في القطاع الخاص موظفاً، وانتقل إلى رحمة الله مؤخراً.
4- حيدر الشهابي وهو من مدينة القدس ودخل الكويت يوم عيد الميلاد في 25-12-1948 وعمل موظفاً في القطاع الخاص ثم في وزارة المالية عام 1950.
كما حضر الجلسة اثنان من أبناء المدرسين الفلسطينيين من أعضاء البعثة التعليمية الثانية التي حضرت عام 1938 وهما جاسم ابن الأستاذ محمد محمود نجم وعوني ابن الأستاذ ابراهيم عيد.
كما حضر الجلسة أيضاً محمود أبوغزالة من مدرسي عام 1950 والذي حضر إلى الكويت مع درويش المقدادي عندما كان مديراً لمعارف الكويت واعتذر عن عدم الحضور عبد المحسن القطان الذي درس في المباركية عام 1951 كما اعتذرت د. عايدة شهاب الدين ابنة أحمد شهاب الدين مدير البعثة التعليمية الفلسطينية الأولى عام 36 وهؤلاء جميعاً منحتهم دولة الكويت الجنسية الكويتية.
وكان في الجلسة أيضا أبناء وأحفاد عدد من الفلسطينيين الأوائل مثل وفا حيدر الشهابي وهشام أسعد الدجاني وسامي عبد الجليل شاهين ونادر خيري الدين أبوالجبين وابراهيم عوني ابراهيم عيد وقيس معتصم حيدر الشهابي ويزن وفا حيدر الشهابي.
وقد ذكرت كل الأسماء في الطبعة الجديدة في الصفحات 135-136 – 251-252
(ملاحظة للطبعة الثالثة في الكتاب)
من بين الأربعة فلسطينيين القدماء الذين ذكرت في الطبعة الثانية انهم دخلوا الكويت في عام 1948 ثم حصلوا على الجنسية الكويتية، فانني أنعي اليوم المرحوم باذن الله سعدي عبدالعزيز أبوضهير الذي توفي في الكويت مساء يوم الجمعة 14/3/2014 وأذكر بهذه المناسبة أن المرحوم حيدر الشهابي توفي في الكويت قبل شهور وأود أن أذكر هنا أن السيد عماد الهنيدي قد أخبرني أمس أنه دخل الكويت بتاريخ 31/12/1948 (وهذا التاريخ مثبت بجواز سفره الفلسطيني الذي قدم فيه الى الكويت) علما أنه من مدينة اللد. وبذلك يصبح أقدم الفلسطينيين في الكويت هم محمد بشير وخيري ابوالجبين وعماد الهنيدي.
المؤلف
16/3/2014