مشكلة مياه الشرب
وعن مشكلة المياه في الكويت حدث ولا حرج، فلم يكن في الكويت عندما وصلنا إليها مياه حلوة صالحة للشرب إلا تلك التي تنقلها السفن الشراعية من نهر شط العرب القريب من البصرة إلى الكويت. وكانت بقرب الميناء خزانات تفرغ فيها تلك السفن حمولتها من المياه لهذا لم تكن تلك المياه نظيفة أو معقمة!! إذ كانت تنقل من “السيف” إلى المنازل داخل المدينة بالقرب الجلدية وكان ثمن القربة الواحدة من المياه عام 48 روبيتين. وكان السقا “أبوسليمان” يدخل دارنا مع حماره ليفرغ قرب الماء التي يحملها الحمار في “التانك” ثم يؤشر على باب دارنا بالطباشير لتعداد قرب الماء التي فرغها في منزلنا ليحاسبنا عن ثمنها في آخر الأسبوع! ولم نكن نشرب الماء من التانك مباشرة بل كان على ربة البيت في صباح كل يوم أن تغلي الماء ثم تضع الماء المغلي في “الحب” (بكسر الحاء) وهو وعاء كبير من الفخار. وكان “الحب” يوضع على حامل خشبي مفتوح في وسطه ثم توضع تحت الحب “البورما” وهي إناء من الفخار أصغر من “الحب” وكنا نشرب من الماء الذي يرشح من “الحب” وينزل في “البورما” وعندما لا يكون ماء “البورما” البارد كافيا كنا نضطر إلى الشرب من ماء “الحب” مباشرة لنطفئ عطشنا!!.
وكان في كل بيت من بيوت الكويت القديمة بئر ماء صليبي أي ماء قليل الملوحة يستعمل للأغراض المنزلية عدا الشرب والطبخ. كما كان ذلك الماء يستعمل لرش حوش (ساحة) الدار لتلطيف حرارة الجو ولتسكين الغبار المتصاعد من أرض الساحة حيث لم تكن الساحات الخارجية في المنزل مبلطة بالبلاط (الكاشي) كما أنها لم تكن مغطاة بطبقة من الاسمنت كما هو حال ساحات المنزل الداخلية أو أرض الغرف المختلفة فيه .. وأذكر أن زوجتي في أول أيامها في الكويت حاولت أن تنشل ماء من بئر المنزل لترش ساحة الحوش تنفيذا لطلبي .. وعندما ألقت بالدلو في البئر لتنشل الماء منه وجدت أن في البئر دلوا آخر! كما سمعت صوت غناء بلهجة غريبة عليها فظنت أن هناك “جن” أو “عفاريت” في الدار فانطلقت هاربة إلى باب الدار وهي تبكي من الرعب… ووقفت تنتظرني أمام الباب إلى أن عدت للمنزل بعد انتهاء الدوام الثاني بعد الظهر .. وعند دخولي قالت لي وهي تبكي “يا خيري أنا لن أدخل الدار أبدا لأن فيها عفاريت!!” وشرحت لي ما رأت!! فهدأت من روعها وأفهمتها الوضع .. وأنها عندما ألقت بدلوها في البئر لتنشل الماء منه قام الجيران أيضا بإلقاء دلوهم فيه لأن البئر “مشتركة” بين دارنا ودار جيراننا. وكان جارنا آنذاك والد الصديق الفلكي الدكتور صالح العجيري!!
وهناك طرفة أخرى عن الماء الحلو هي أن أحد طلابي في المدرسة القبلية وهو على ما أذكر الطالب فيصل جعفر سألني مرة: “صدج يا أستاذ في ديرتكم تغسلون الكاشي بماي شط؟ يعني هل صحيح أنكم تغسلون البلاط في بلادكم بماء حلو؟!! وأنا إذ أتذكر كل ذلك الآن أحمد الله أن المياه الحلوة أصبحت متوفرة في الكويت حتى لري الحدائق بعد أن تم إنشاء العشرات من محطات تقطير المياه واكتشاف حقل الروضتين وأذكر أن دائرة الكهرباء والماء والتي كنت أعمل فيها أقامت احتفالا بذلك الاكتشاف “يوم الماء” في شهر أيلول – سبتمبر عام 1962. وأذكر أيضا أنه تم بعد ذلك اكتشاف وتشغيل حقل الشقايا الغني بالمياه قليلة الملوحة إضافة إلى حقل الصليبية القديم
وصف أول دار سكناها وحياتنا فيها
بعد وصولنا إلى الكويت سكنا في دار “المعوض” بالصالحية قرب دائرة المعارف. ويحلو لي الآن أن أصف هذه الدار والحياة البسيطة فيها.. فقد كانت الدار تتألف من ثلاث غرف وحوش “ساحة” رملية في الوسط. الغرفة الأولى من المبنى شبه صالون أو ديوانية صغيرة. ثم يأتي الحوش الواسع وفي طرفه كانت غرفة البئر الذي منه نأخذ الماء الصليبي لرش الحوش وغسل الآنية المنزلية وتنظيف المرحاض الوحيد في المنزل وليس به بالطبع صنبور ماء بل كان لابد من حمل الماء إليه للاستعمال. وهناك غرفتان صغيرتان للنوم متجاورتان وأمامهما مظلة. أما باب المنزل فكان باب خشبي كبير وفي وسطه باب صغير ندخل منه إلى ساحة الدار. وكان خلف ديوان المنزل مباشرة غرفة للطبخ فيها شولة تعمل بالكيروسين والذي كنا نشتريه من محطة البنزين القريبة من منزلنا والكائنة في شارع الجهرة قرب المحاكم في أرض البناية التي تشغلها حاليا شركة الأجهزة الالكترونية الضخمة. كما كان في المطبخ “بريموس” أي موقد. وكنت أحضر من القاهرة الإبر اللازمة لإصلاحه.
ولم يكن في المطبخ فرن، لهذا صنع لنا ابن عمي يوسف في ورشة الملا فرنا بسيطا من صفيحة بنزين فارغة وكنا نشوي فيه اللحم والمعلاق. وكان القصاب الذي كنا نتعامل معه هو والد الزميل صالح شهاب وكان يعطينا المعلاق وما إلى ذلك مجانا عندما نشتري منه اللحم حيث أن السكان لم يكونوا معتادين على أكل المعلاق والمخ والطحال وكان علينا أن نأكل كل كمية اللحم المشتراة في وجبة واحدة لعدم وجود ثلاجة لحفظ الطعام مبردا وكانت زوجتي أحيانا في الليل تعلق على حبل الغسيل كمية اللحم الباقية حتى يمكن أكله في صباح اليوم التالي!!
وكنا نستعمل للإضاءة “مصباح علاء الدين” الصغير وكان من الواجبات اليومية لربة البيت أن تنظف زجاج ذلك المصباح في الصباح وتعده للاستعمال في الليلة التالية.
وأذكر أن المرحوم سيد رجب الرفاعي وكان هو وأسرته من أصدقائنا “أهداني” عند زواجي “لوكس” أي مصباح كبير وكانت تلك هدية رائعة!
السيد رجب الرفاعي مدير ادارة و مالية المعارف عدنما كان رئيسا للمؤلف في دائرة المعارف بالكويت، ويظهر السيد
رجب في الصورة متوسطا أسرة المؤلف آنذاك حيث يبدو المؤلف (خيري الدين أبوالجبين) وشقبقه الأصغر فاروق، وشقيقته المدرسة اعتدال، وزوجته سهام عياد (ابوالجبين)، وصديق العائلة أحمد عزت أبو عمارة (التقط هذه الصورة سعدي أبوضهير أحد زملاء المؤلف القدامى في الكويت).
وكانت زوجتي وشقيقتي تتعاونان في غسل الأواني بعد الأكل بالماء الصليبي .. وكانتا تستعينان ببعض الماء الحلو في آخر المطاف!!
ونظرا لعدم وجود الخضار في السوق كنا في السنوات التالية نشتري معلبات الخضار من محل “جولي الهندي” وكانت المعلبات المحتوية على بندورة “طماطم” أو بامية أو فاصوليا أو مزيج من الخضار للشوربة هي أكثر المعلبات شيوعا. وفي السنتين الأوليين لم نر فاكهة في الكويت ثم بدأنا تدريجيا نشتري البرتقال البغدادي في الأيام القليلة التي يتواجد فيها في السوق.
“المطرة الهدامة” عام 54
وتمر بي ذكريات كثيرة الآن عن الحياة البسيطة التي كنا نحياها في الكويت عند قدومنا إليها عام 1948 وحتى سنة 1954 والتي سميت سنة “المطرة الهدامة” حيث نزل فيها المطر غزيرا جدا فهدمت معظم البيوت الطينية البسيطة القائمة في الكويت والتجأ ساكنوها إلى بنايات المدارس. وقامت الحكومة باسعاف المتضررين وتقديم المساعدات العينية والمالية لهم. وبعد تلك المطرة بدأت حركة عمران واسعة في الكويت وهدمت المنازل الطينية وحلت محلها أبنية حديثة من الإسمنت المسلح أو الطابوق. وكان مصنع الطابوق الجيري في الشويخ قد أنشئ وبدأ ينتج كميات هائلة من ذلك الطابوق استعملت لبناء المساكن الجديدة.
وعلى ذكر الإسمنت المسلح أذكر أنه لم يكن في الكويت آنذاك إلا القليل من البنايات ذات الطابقين وأذكر منها بناية دائرة المعارف في شارع الجهرة (شارع فهد السالم حالياً).
وروى لي مدير المعارف الأسبق طه السويفي أن مجلس المعارف عقد جلسة هامة في الأربعينات لمناقشة موضوع انشاء طابق ثان لبناية دائرة المعارف وانتهى النقاش بحل وسط “بأن يعمل طابق ثان لنصف البناية فقط” درءاً للخطر المحتمل!!
هذا وأذكر أنه في أوائل الخمسينات بنيت عمارة الخرافي ذات الطوابق المتعددة قرب قصر السيف وتم اسكان العديد من موظفي الدولة الأجانب فيها. وقد هدمت تلك البناية فيما بعد تمشيا مع التخطيط الجديد لتلك المنطقة وكان موقع تلك البناية في أرض مسجد الدولة الكبير الحالي.. وأذكر أيضا أن بناية ثنيان قرب دروازة الجهرة بشارع فهد السالم الحالي كانت أكبر وأول بناية ذات طوابق متعددة معدة للمكاتب تبنى في الكويت آنذاك. هذا وفي الماضي كانت أسقف معظم الغرف بالكويت تغطى بالشندل حيث كان عرض كل غرفة في الكويت نحو ثلاثة أمتار وهو طول قطعة الشندل وقد يكون العرض ضعف ذلك في الدور الكبيرة والقصور إذا استعملت قطعتان أو أكثر من الشندل في العرض أما طول الغرفة فلا قيد عليه.
من مظاهر الحياة في الكويت
في الأربعينات كانت الحياة بسيطة جدا في الكويت وكان عدد غير الكويتيين فيها قليلا معظمهم من المدرسين العرب ورجال شركة النفط الانجليز والهنود الذين كانوا يتولون الأعمال الفنية البسيطة وأعمال الخدمات في المدينة لهذا كان من المستغرب رؤية شخص انجليزي مثلا في الأحياء الداخلية من المدينة لأن رجال الشركة الانجليز كانوا يسكنون الأحمدي ومن النادر نزولهم إلى مدينة الكويت. ومن الطريف أن أذكر أنني كنت أسمع الصبيان في الأحياء الشعبية يلحقون بأي شخص يرتدي “بنطلون” سواء كان “انجليزي أو غير انجليزي” ويرددون هذه العبارات خلفه “عنقريزي أبو تيلة عساه يموت الليلة”.
* والعنقريزي هو الانجليزي، والتيلة هي ربطة العنق …
كما كان الصبيان يلحقون بأي هندي يمر بهم مرددين خلفه “صاحب” صاحب!!
كما أنه كان من غير الشائع أن تسير النساء في الشوارع ليلا. وأذكر أنه في الليلة الثانية من وصولنا إلى الكويت توجهت من منزلنا في الصالحية لزيارة صديقي محمد نجم في منزله براحة عباس بالحي القبلي. وكانت برفقتي شقيقتي وكانت ترتدي العباءة السوداء وهو لباس المرأة الكويتية آنذاك .. ولدى مرورنا استوقفنا حراس الطرق مستغربين سير شقيقتي معي في الليل!! وكان من العادة أن يطلق الحارس كلمة “صاحي” بصوت عال ليشعر زميله الواقف على بعد مئات الأمتار منه أن شخصا غريبا في الطريق إليه .. حتى يراقبه .. وهكذا.
وهذا يقودني إلى القول أن الأمن كان مستتباً للغاية في الكويت وكنت ألاحظ أن أصحاب الدكاكين في السوق كانوا لا يغلقونها في فترة الظهر عند غيابهم بل كان صاحب الدكان يكتفي بوضع “شبك” على البضائع المعروضة خارج الدكان ويترك دكانه هكذا .. دون قفل أو مفتاح!!..
وكنت ألاحظ أن اللغة الشائعة في الأسواق هي اللغة الفارسية.
وكان من مظاهر الحياة الأخرى في الأربعينات قلة السيارات في الكويت. فمثلا لم يكن لدائرة المعارف عند حضورنا إلا سيارتين واحدة لمدير المعارف طه السويفي والثانية للمفتش ولمدير ادارة ومالية المعارف وكان يشغل هذا المركز عبد الله الزيد وخلفه في هذا المركز السيد رجب الرفاعي والذي عملت سكرتيرا له في السنة الدراسية 1949-1950.
كما عملت في تلك السنة عملاً إضافياً وهو تعليم موظفي شركة النفط اللغة العربية وكانت الشركة ترسل لي كل مساء سيارة تنقلني إلى الأحمدي، وبعد الانتهاء من عملي كنت أحضر معي من هناك قطعة من الثلج وكان الثلج شحيحاً جداً في الكويت آنذاك لهذا كنت ألاحظ علامات السعادة تغمر زوجتي وشقيقتي عند دخولي المنزل وأنا أحمل قطعة الثلج وكأني كنت أحمل لهما هدية ثمينة!! وذلك نظراً للحاجة الماسة للثلج لتلطيف الحياة في ذلك الجو الحار ..
هذا وكانت زوجتي وشقيقتي تنتظران حلول العطلة الصيفية بفارغ الصبر للسفر إلى بيروت هربا من حرارة الجو في الكويت ولشراء ما يلزمهما من ألبسة وأحذية من هناك خصوصا وأن أحذية السيدات العصرية لم تكن متوفرة في الكويت آنذاك!!
كما أن خياطات السيدات لم يكن لهن وجود هنا، حيث كان الخياطون الهنود يقومون بهذا العمل وفي معظم الأحيان كانوا يأخذون “المقاسات” للسيدات في داخل مساكن الأسر الكويتية!!
وأذكر أن شركة الطيران البريطانية B.O.A.C كان لها في عام 51 خط مباشر من لندن إلى الكويت مرتين في الأسبوع عبر مطار القاهرة وكان وكيل الشركة في الكويت يوسف أحمد الغانم. وكان هناك رحلة يومية بالطائرة العراقية الصغيرة ذات السبعة ركاب من البصرة إلى الكويت وبالعكس. وكان عبد الله الملا وكيل الطيران اللبناني والذي لم تكن خطوطه منتظمـة إلى الكويـت بل كان هنـاك طائـرات “تشارتـر” Charter لبنانيـة. وكان الشيوخ ورجـال الأعمال الكويتيون يكلفون شخصا لبنانيا اسمه بولس فرح بشراء كل ما يلزمهم من بيروت وشحن حاجاتهم إلى الكويت حتى باقات الزهور. وأذكر أن أطفال الكويت لم يكونوا يعرفون الزهور لأنها لم تكن تزرع هناك. وقد لمست ذلك أثناء تعليمي المحفوظات لطلاب الصف الأول روضة.
Cable & Wirelessوكانـت البرقيات باللغـة الانجليزيـة تبعث من الكويت عبر شركـة أما البرقيات العربية فكانت ترسل بأحـرف لاتينية وعين في الشركة عبد الواحد ابوالجبين، وكنا نستعمـل الطوابع الهندية في رسائلنا التي كنا نرسلها للخارج من خلال مكتب البريد الصغير في السوق حيث كان البريد هنا “هندي”. أما بريد دائرة المعارف فكان يصل إلى الكويت عبر وكيلها محمد المتروك في البصرة!
وبدأت المقاهي العصرية في الكويت عام 1948 بمقهى رمضان في الشارع الجديد وأنشئ بجواره محلا لبيع الحلويات الشامية فيما بعد. وكان هناك مقهى “أبوناشي” وغيره في سوق التجار، بينما كان هناك عدد من المقاهي الشعبية في الصفاة وكانت راديواتها تصدح بالأغاني الخليجية والعراقية الشعبية. وعندما سكنا في دار الشايع قرب ميدان الصفاة عام 50 كانت زوجتي تنزعج كثيرا أثناء مرضها من الأصوات العالية لراديوات تلك المقاهي والتي كانت معظمها تعمل بالبطاريات وبعضها كان يعمل بالكهرباء.
وكان منزلنا ذاك مضاء بالكهرباء “الضعيفة”. وفي فترة المساء كنا نستبدل لامبات الكهرباء قوة 110 فولت بلامبات قوة 220 نظرا لارتفاع الاستهلاك في تلك الساعات. وكنا في وسط الليل نضع لامبات قوة 220 فولت مرة أخرى لأن التيار الكهربائي يكون قد عاد قويا بعد أن قل الاستهلاك إذ أقفلت المقاهي وأخلد معظم السكان إلى النوم. وفي ذلك المنزل ولد ابني البكر نادر. وقد بنيت على أنقاض المنزل المذكور بناية برج المواصلات في المرقاب!!
ووسط هذه الأجواء عن الحياة في الكويت، كنا نقرأ في مجلة “البعثة” التي تصدر عن بيت الكويت في القاهرة “باب التمنيات” وفيه يتصور الكاتب أن الكويت أصبح فيها محطة للإذاعة وأسواق ومرافق عصرية!!
أحياء وشوارع المدينة وقصر الأمير
وفي عام 50 سكنا بيتا من طابقين من الخشب وغرفه صغيرة جدا وكان البيت وهو ملك للشايع يقع في الصفاة في المكان الذي يشغله حاليا برج المواصلات في حي المرقاب. وإلى جانب حي المرقاب في وسط المدينة كان هناك أحياء أخرى في الشرق وفي القبلة. وهما الحيان الرئيسيان في المدينة. وكان أهل الشرق يتميزون بعادات ولهجات مختلفة إلى حد ما عن عادات أهل القبلة.
ويمكن القول باختصار أن حي القبلة كان حي التجار بينما كان حي الشرق حي البحارة، وهذا الوصف ليس دقيقا تماما إنما هو قريب من الواقع إلى حد ما..
وكان الحي القبلي ينتهي بسور المدينة من جهة القبلة وكان لذلك السور عدة بوابات “دروازات” تقفل في الليل ومن دروازات الحي القبلي دروازة الجهرة ودروازة المسلخ وهي قديمة. أما دروازة الشامية فكانت قريبة من حي المرقاب في وسط المدينة.
أما في الحي الشرقي فكانت دروازة “الشعب” على ما أذكر وكانت دروازة العبد الرزاق في وسط المدينة وهذه كانت إحدى دروازات السور القديم والذي كان يحيط بالمدينة القديمة قبل إقامة آخر سور للكويت والذي تمت إزالته في أواخر الستينات تمشيا مع التوسع العمراني للمدينة. وتركت الدروازات الثلاث الرئيسية للسور كمعالم أثرية قديمة…
أما الشوراع الرئيسية التي كانت قائمة عام 1948 فأذكر منها شارع الجهرة في الجهة القبلية من المدينة وكان يبدأ من ميدان الصفاة وهو الميدان الرئيسي للمدينة ويتجه إلى دروازة الجهرة في حي القبلة وكان ذلك الشارع غير معبد عند قدومنا وفيه بناية دائرة المعارف والحديقة العامة التي حلت محل المقبرة القديمة “المدروسة” وأصبح اسم ذلك الشارع فيما بعد شارع فهد السالم تيمنا بالمرحوم الشيخ فهد السالم رئيس دوائر الأشغال والبلدية والصحة
وفي أواسط الخمسينات “ثمنت”* معظم البيوت القديمة في الشارع المذكور وأزيلت وحل محلها عمارات شاهقة وأصبح شارع فهد السالم من أهم الشوارع.
ومن دروازة الجهرة أيضاً كنا نتجه فيما بعد في طريق رملي صعب إلى المدرسة الثانوية بالشويخ. ومن ميدان الصفاة كان يمتد إلى جهة الشرق شارع دسمان أو “شارع أحمد الجابر” وكان يمر بدروازة العبد الرزاق القديمة وينتهي بقصر دسمان مقـر سكن حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر والذي استمرت ولايته من عام 21 حتى شهر يناير عام 1950. وكان للأمير مقر آخر يدير منه شؤون البلاد هو قصر السيف الذي يقع في وسط المدينة على شاطئ الخليج.
وكان ذلك القصر مقراً للحاكم منذ عهد مبارك الكبير. وأذكر أنني قرأت القول التالي مكتوبا في لوحة كبيرة معلقة في القصر وهو: “لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك” و كنت أدخل القصر للسلام على الأمير في الأعياد والمناسبات الرسمية.
والشارع الرئيسي الثالث في المدينة هو شارع السيف. وكان محاذيا للشاطئ ويمتد من شرق المدينة إلى غربها. وقد جرى توسيعه فيما بعد عدة مرات وردمت مساحات كبيرة من البحر لاكتساب أراضي لإقامة منشآت وأسواق مختلفة عليه فيما بعد.
وبالإضافة إلى الشوارع الثلاثة المشار إليها كان هناك شارع رئيسي يقاطع شارع دسمان ويمر بدروازة العبد الرزاق ويتجه إلى خارج المدينة ليصل إلى ضاحيتي حولي و”الدمنة” والتي أصبحت تسمى السالمية تيمنا باسم الشيخ عبد الله السالم. ولم يكن ذلك الشارع عند قدومنا محدداً أو معبداً حيث كانت الضاحيتان المذكورتان قيد الإنشاء.
وعند قدومنا في عام 1948 بدأ شق الشارع الجديد (شارع عبد الله السالم) والذي كان يتجه من ميدان الصفاة وينتهي قرب السيف.
وكان بقرب بداية ذلك الشارع في ميدان الصفاة محل جاشنمال الهندي وهو أول محل في الكويت لبيع الملابس والهدايا وقد انضم إليه في بداية الخمسينات محل يحيى زكريا للهدايا.
وإلى جانب الشارع الجديد وبالقرب من نهايته كانت هناك سوق التجار القديم والذي أقيمت فيه المدرسة المباركية الثانوية في عام 1913.
وكانت هناك شوارع فرعية عدة عدا الشوارع الرئيسية المشار إليها ولم تكن تلك الشوارع معبدة. وكان أهم طريق خارج السور طريق الأحمدي المتجه من مدينة الكويت عبر “المقوع” إلى مدينة الأحمدي مقر شركة نفط الكويت. وكان طول ذلك الطريق نحو 20-30 كيلومتراً.
وكان في الأحمدي محل “سبينيس” المليء بالملابس والأجهزة الحديثة وبعض المأكولات المعلبة والمجمدة وكان المحل مخصصا لموظفي شركة النفط وكنا نستعين ببعضهم أحيانا للحصول على حاجتنا مما يعرضه ذلك المحل. وأذكر أنني اشتريت من “سبينيس” السرير الأول لإبني البكر الذي ولد عام 1950.
والمعروف أن شركة سبينيس الانجليزية استقدمت لإدارة فرعها في الأحمدي عددا من الموظفين الذين كانوا يعملون في فرع الشركة الكائن في بنايات مصفاة البترول في مدينة حيفا في فلسطين وذلك في عام 46 أو 47 وقد التقيت بعدد منهم عندما وصلت إلى الكويت بعد ذلك.
وفاة الأمير أحمد الجابر
وفي شهر كانون الثاني – يناير – 1950، وبعد عودتنا في المرة الثانية إلى الكويت بنحو شهر انتقل إلى رحمة الله أميرها الشيخ أحمد الجابر والذي كان قد تولى الحكم فيها في أوائل العشرينات. وكنت أسكن في حي الصالحية في الشارع المجاور لدائرة المعارف. وأذكر أن جنازة الأمير الراحل مرت أمام منزلنا وكان على رأس المشيعين الشيخ عبد الله الجابر رئيس المعارف وتابعت الجنازة سيرها حيث ووري الجثمان الثرى في المقبرة القبلية الكائنة في الأرض المجاورة لفندق ماريديان الحالي بشارع الهلالي عند تقاطعه مع شارع فهد السالم. ويذكر أنه كان في الكويت قبل مجيئنا إليها عام 48 مقبرة “مدروسة” في شارع الجهرة (فهد السالم). وكان قد توقف دفن الموتى فيها منذ سنوات طويلة. وقد حولت أرض المقبرة بعد انتهاء المدة الشرعية القانونية إلى حديقة عامة ويستعمل حالياً موقفا لسيارات الأجرة.
وفي النصف الثاني في الخمسينات أنشئت مقبرة الصلبيخات الحالية. وأذكر أن الشيخ عبد الله السالم قد دفن فيها عام 1965.
الشيخ عبد الله السالم يتولى الحكم
وتولى الحكم في البلاد الشيخ عبد الله السالم بعد وفاة الشيخ أحمد الجابر واحتفل رسميا بذلك يوم 25/2/1950، وقد شهدت ذلك الاحتفال الذي أقيم في ساحة الصفاة حيث كنت أنا وزوجتي نقف على سطح بناية الملا والتي كانت قيد الإنشاء، وتسلم الأمير خلال ذلك الحفل وساما بريطانياً رفيعاً. ويسمى الشيخ عبد الله السالم “أبو الدستور الكويتي” حيث صدر الدستور في عهده عام 1963 بعد استقلال الكويت. وكان الشيخ عبد الله السالم محباً للأدب والأدباء. وأذكر أنه كان يقرب إليه العديد من الأدباء الكويتيين والعرب الذين عرفتهم .. وكان الشيخ عبد الله بسيطا يحب قضاء إجازاته القصيرة في جزيرة فيلكا كما كان يقضي إجازاته الطويلة في مدينة بومباي في الهند. وأذكر أنني زرت قصره البسيط هناك.
ومما يذكر أن الكويت اعتبرت يوم 25 فبراير يوما لعيدها الوطني واستمر ذلك في كل عام حتى استقلالها يوم 19/6/1961. إذ بدأت تحتفل بالعيد الوطني يوم 19 يونيو من كل عام واستمر ذلك سنة واحدة أو سنتين عادت الكويت بعدها للاحتفال بالعيد يوم 25 فبراير بسبب حرارة الجو في شهر يونيو.
الدوائر الحكومية العاملة في الكويت
والمعروف أنه كان في الكويت عند قدومنا إليها دائرة المعارف والمحاكم والصحة والأمن العام والشرطة والمالية. وكان يرأس تلك الدوائر رجال من الأسرة الحاكمة وهم الشيخ عبد الله الجابر للمعارف والمحاكم، والشيخ فهد السالم للصحة، والشيخ عبد الله مبارك للأمن العام والشيخ صباح السالم للشرطة، بينما كان أحمد عبد اللطيف مديراً للمالية. وقد تألفت في أوائل الخمسينات اللجنة التنفيذية من عدد من رجال الأسرة الحاكمة الأصغر سناً. وأذكر أنه كان من بينهم الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبد الله السالم والشيخ صباح الأحمد والشيخ خالد عبد الله السالم والشيخ جابر العلي والشيخ سالم العلي. وكان الشيخ فهد السالم يرأس ادارة البلدية بالإضافة إلى مهامه الأخرى وأصبح منذ عام 1951 يرأس ادارة الأشغال العامة التي أسست آنذاك وبدأت باستحضار المهندسين والفنيين للعمل في الكويت وأذكر أن دائرة الشؤون الإجتماعية تأسست عام 1952 وكان أول رئيس لها الشيخ صباح الأحمد كما كان مديرها حمد الرجيب ومساعده عبد العزيز الصرعاوي. كما أنشئت في ذلك العام ادارة الكهرباء العامة وترأسها الشيخ جابر العلي وكان مديرها مساعد البدر، كما أنشئت بعد ذلك دائرة المطبوعات وأصبح رئيسها الشيخ صباح الأحمد وكان أول مدير لها بدر الخالد البدر.
وفي تلك السنة أو قبلها بقليل أسندت للشيخ جابر الأحمد مسؤولية منطقة الأحمدي حيث كانت تعمل شركة نفط الكويت وعين عبد الكريم الشوا هناك.
ويذكر أنه بعد وفاة الشيخ فهد السالم أصبح الشيخ سالم العلي رئيسا لدائرة الأشغال وأصبح مدير دائرة الصحة نصف اليوسف النصف والذي كان أيضا عضواً في مجلس المعارف. وكان لدوائر الصحة والمعارف والبلدية آنذاك مجالس منتخبة تتولى الإشراف عليها.
مولد ابني البكر
في 17/10/1950 ولد ابني البكر نادر وتمت الولادة في المستشفى الأميري في الكويت وكان نادر من أوائل الأطفال الذين ولدوا في ذلك المستشفى والذي افتتحه أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر في صيف عام 1949. وقد أشرف على الولادة طبيب انجليزي كان يعمل في ذلك المستشفى. وتولت عملية الولادة ممرضة لبنانية اسمها روجينا. وكانت الكويت آنذاك قد استقدمت ممرضات فلسطينيات وهنديات ولبنانيات للعمل في العيادات القليلة الموجودة فيها آنذاك وفي المستشفى الأميري، والمعروف أن الولادة في المستشفى لم تكن شائعة بين السيدات الكويتيات آنذاك إذ كان معظمهن يلدن في منازلهن بمساعدة قابلة كويتية ولم يكنّ يلجأن إلا عند الضرورة للمستشفى الأميركي والذي أنشأته الإرسالية
الأميركية التبشيرية في الحي القبلي منذ الثلاثينيات أو أواخر العشرينات قبل إنشاء المستشفى الأميري.
الجهاز الطبي في الكويت
وكان في الكويت في عام 48 و49 عدد قليل من الأطباء العرب منهم عادل نسيبة وسامي بشارة اللذان قدما من فلسطين بعد نكبتها، وكانا يعملان في المستشفى الأميري تحت رئاسة مديره الإنجليزي الدكتور بري. وكان يعمل معهما آنذاك ثلاثة من الأطباء الإنجليز والمعروف أن الدكتور يحيى الحديدي أول طبيب عربي عمل في الكويت في الأربعينات. وبعد سنتين من عمله هنا رجع إلى بلده سوريا ثم عاد مرة ثانية للعمل في الكويت في أوائل الخمسينات واستقر فيها ومنح جنسيتها قبل أن ينتقل إلى رحمة الله فيها.
أما أول طبيب كويتي فهو الدكتور أحمد الخطيب والذي تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1952 وكان موفدا للجامعة من حكومة الكويت.
مرض ابني نادر وعلاجه
ومن الأطباء اللبنانيين الذين عملوا في الكويت في تلك الفترة أيضا الدكتور نايف حسن وهو من الطائفة الدرزية، وكان لطبيب الأطفال المذكور الفضل في انقاذ حياة ابني نادر والذي كانت حالته الصحية سيئة للغاية منذ ولادته .. وكان الدكتور نايف مدركا لصعوبة الوضع الصحي لنادر وبضـرورة علاجه وتغذيته التغذية الصحية المناسبة حتى يمكن انقاذه، وكانت “أم نادر” تحاول تقديم الطعام المناسب لطفلها رغم عدم وجود الوسائل والخضروات في الكويت آنذاك .. وكنت أمر يوميا على سوق الخضار القريب من المدرسة المباركية داخل السوق من أجل البحث عن خضروات تصلح لعمل طبق من الشوربا لإطعام ابني “نادر” ولم يكن متوفرا آنذاك من الخضروات في السوق إلا القرع الأصفر وبعض حبات الطماطم. لهذا كان الدكتور نايف يتعاطف معنا ويعطينا باستمرار بعض الأغذية الجاهزة للأطفال والتي كانت ترده كعينات.
عودتي مع عروسي إلى الكويت
هذا وكنت قد رزقت في الكويت بابني “نادر” في 17/10/1950 بعد زواجي في القاهرة من قريبتي “سهام زكي عياد” في شهر آذار – مارس – من عام 1949 وكنت قد سافرت للزواج في عطلة الربيع. وكان طريق السفر في الذهاب والعودة عبر البصرة وبغداد إلى دمشق وبيروت ومنها بالطائرة اللبنانية إلى القاهرة وكان سعر التذكرة مخفضا آنذاك للتشجيع لزيارة المعرض الصناعي الأول والذي افتتح في القاهرة في أوائل ابريل – نيسان – من ذلك العام.
وقد تم زواجي في القاهرة يوم 24 مارس وعدت مع عروسي إلى الكويت يوم 8 ابريل من ذلك العام. وفي الكويت احتفل بنا زملائي وقدموا لنا الهدايا التي اشتروها من محل جاشنمال الهندي بساحة الصفاة وكان هو المحل الوحيد لبيع الهدايا في الكويت.
وكان بيتنا في الصالحية يعج بعد ظهر كل يوم بالمهنئات من السيدات الكويتيات والمدرسات العربيات واللواتي كن يسعدن برؤية العروس بلباسها الأبيض التقليدي وتناول قطع حلوى “الملبس” والتي كنا جلبناها معنا من دمشق ولم تكن عادة تقديم “الملبس” في الأفراح معروفة في الكويت آنذاك إذ كانت مراسم الاحتفال بالأفراح والأعراس في الكويت بسيطة للغاية.
هجرة ابني نادر إلى أمريكا
ويحلو لي الآن أن أسترجع بعض ذكرياتي الشخصية عن ابني نادر شاكراً الله دائماً على نعمته علي إذ نجا ابني نادر من المرض الخطير الذي أصابه في طفولته. وتغمرنـي السعادة الآن وأنا أرى ابني قد جاوز الستين من عمره وأتذكر أنه كان أول طفل فلسطيني يولد في الكويت لأبوين فلسطينيين تزوجا في الكويت بعد النكبة .. ومما يزيد في سعادتي أن أراه قد ترسم خطاي..!
وإلى جانب عمله كمهندس لبلدية “سانتياجو” يقوم نادر مع زملائه في أمريكا بالدفاع عن قضايا أمته العربية من خلال إلقاء المحاضرات وعقد الندوات السياسية والكتابة في الصحف ويدعو لتنشئة الأجيال الصاعدة من أبناء المهاجرين العرب هناك تنشئة سليمة تحفظ لهم شخصيتهم. هـذا وقد أصدر نادر في العام الماضي الطبعة الثانية من كتابه المجلد ” تاريخ فلسطين في ” Palestinian History in Postage Stamps ” طوابع البريد وهو يبين بالصور كل ما صدر في فلسطين وعن فلسطين من طوابع بريدية وغيرها. وقد لاقى ذلك الكتاب كل استحسان وتقدير.
أما ولداي الآخران وائل وسامر فهما رجلا أعمال ومهنسان، هذا وتقيم ابنتاي زلفى ولبنى مع أسرتيهما في الخليج بعد عودتهما من كاليفورنيا بعد أن حصلتا على الجنسية الأمريكية. وكان كل أولادي وأسرهم قد اضطروا بعد حرب الخليج لمغادرة الكويت حيث أنهم لم يمنحوا جنسية ذلك البلد الذي ولدوا فيه وأحبوه وأمضوا فيه كل سني حياتهم!! والحمد لله فقد
عدلت حكومة الكويت هذا القانون بحيث أصبح من الممكن منح أولادي كلهم الجنسية الكويتية وقد منح وائل وسامر الجنسية الكويتية عام 2006 ولكن نادر كان في امريكا فلم يمنح الجنسية هو وشقيقتاه زلفى ولبنى .
العملة الكويتية
كان راتبي في الكويت عام 1948-1949 مبلغ 500 روبية هندية شهريا وكان راتب المدرس إما 400 روبية أو 500 روبية شهريا، بينما كانت رواتب كل المدرسات 350 روبية شهريا للمدرسة الواحدة.
وكانت الروبية الهندية العملة المستعملة في الكويت حتى سنة 1960 عندما صدر الدينار الكويتي وأصبح العملة الرسمية للتداول. وكانت قيمة الجنيه الانجليزي عام 1948 تبلغ 13,4 روبية هندية والجنيه المصري 13,8 روبية هندية. وعندما صدر الدينار الكويتي اعتبر من حيث القيمة كالجنيه الانجليزي (قبل تخفيض قيمته) وكان يعادل 13,4 روبية هندية. والملاحظ أن قيمة الروبية الهندية تضاءلت بعد ذلك بالنسبة للدينار الكويتي وأصبح سعر الصرف حاليا بين ستة دنانير وسبعة دنانير كويتية لكل الف روبية هندية.
والمعروف أن كل 16 “آنه” تساوي روبية هندية. كما أن الآنة كانت تساوي 4 “باي” والباي يساوي 3 آردي. وفيما بعد أصبحت الروبية الهندية تنقسم إلى 100 نيابيزة، وألغي التقسيم السابق للروبية. وفي عام 48 كانت المعيشة رخيصة جدا في الكويت. وأذكر أن سعر أوقية السمك أي 10 باوندات كان روبيتين وكانت “أوقية” السمك والفحم تساوي 10 باوندات وليس 5 باوندات كالأوقية من المواد الأخرى.
الباب الرابع – التعليم في الكويت في الأربعينات وبداية الخمسينات
* معنى كلمة ثمنت: أن الحكومة استولت على الأرض للأغراض العامة ودفعت لصاحبها ثمنها المرتفع.