اللجنة التنفيذية الجديدة تتسلم عملها
وهكذا بدأ عام 68 بقيادة جديدة للمنظمة والمعروف أن يحيى حمودة رئيس اللجنة التنفيذية بالوكالة كان من العناصر الوطنية وعرف عنه ميوله اليسارية، وحضر عدة مؤتمرات في الاتحاد السوفييتي. كما يلاحظ أن أعضاء اللجنة التنفيذية الثالثة كان منهم فريق كبير عمل مع الشقيري في اللجنة التنفيذية الأولى.
وبدأت اللجنة الجديدة عملها بمحاولة إشراك الفصائل في منظمة التحرير واللجنة التنفيذية. وفي تلك السنة كان العمل الفدائي يشتد وكان الرئيس عبد الناصر قد وافق على مقابلة وفد من حركة فتح بناء على شورى ووساطة مستشاره السياسي والصحفي محمد حسنين هيكل. والسبب أن عبد الناصر كان يريد ولو شمعة واحدة مضيئة في الضفة الغربية تزعج العدو الصهيوني إلى أن يعد عبد الناصر نفسه لمعركة أكبر ينتقم فيها لهزيمته الكبرى في حزيران 67 عندما قضى الطيران الإسرائيلي على كل أو معظم القوة الجوية المصرية خلال الساعات الأولى من بدء المعركة. وكان في الساحة آنذاك منظمات فدائية أهمها فتح والصاعقة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي أنشئت مؤخرا وبدأت العمل الفدائي لتلحق بحركة فتح مع أنه كان هناك اتفاق بين المنظمات الفدائية بعيد النكسة بعدم البدء بالعمليات الفدائية إلا بعد الاستعداد لها قبل أن يتخذ العدو الصهيوني احتياطاته .. إلا أن حركة فتح خرجت عن ذلك الاتفاق وبدأت الأعمال الفدائية في الضفة الغربية بعد النكسة مباشرة، مما أغضب باقي المنظمات الفدائية وأجبرها على أن تبدأ هي أيضا عملياتها الفدائية أسوة بحركة فتح.
ومن أجل تبادل الرأي دعت اللجنة التنفيذية لمؤتمر عقد في عمان في شهر شباط – فبراير – عام 68 حضره أعضاء اللجنة التنفيذية ومدراء المكاتب وأعضاء من حركة فتح والتنظيمات الفلسطينية الأخرى وبعض المستقلين. وحضر من حركة فتح خالد الحسن والذي سبق أن اختلفت معه على أمور كثيرة في ساحة الكويت بعد أن أصبحت مديرا لمكتب المنظمة فيها. وكان الحسن وهو كويتي الجنسية ويقيم في الكويت من أقطاب حركة فتح التي بدأت العمل الفدائي في الأراضي المحتلة أول عام 65. وأذكر أن الشقيري لم يكن يختلف مع فتح بالنسبة للعمل الفدائي إلا في مسألة التوقيت، إذ أن حركة فتح عندما بدأت العمل الفدائي كانت تريد “توريط” مصر وإجبارها أن تبدأ الحرب مع إسرائيل بينما كانت مصر تنادي باختيار الموعد المناسب للحرب وذلك عندما تكون الأمة العربية مستعدة ويكون العمل الفدائي جزءا من العمليات العسكرية. وكان الشقيري يقول أن الشعب الفلسطيني سيكون في الطليعة مع إخوانه العرب في معركة تحرير فلسطين.
… وفي ذلك الاجتماع اختلفت مع خالد الحسن أيضا حيث أنه قال في كلمته “أنه يعتبر منظمة التحرير إحدى المنظمات الفلسطينية شأنها شأن حركة فتح وغيرها”، بينما قلت في كلمتي في ذلك الاجتماع: “إن منظمة التحرير هي المنظمة الأم وهي ليست كباقي المنظمات بل إن كل المنظمات يجب أن تكون في إطار منظمة التحرير وتعمل من خلالها؟!”
انعقاد المجلس الوطني الرابع
وكان أن اتفقت اللجنة التنفيذية مع التنظيمات الفدائية على عقد المجلس الوطني الرابع والذي لم يعقد في موعده المقرر آنذاك في أيار 67 نظرا للأحداث التي وقعت آنذاك. وعقد المجلس الرابع في القاهرة في الفترة من 10-17 تموز – يوليو – عام 1968.
وأنقل فيما يلي مختصرا لما كتبه الزميل د. محمد أبو سخيلة مشكورا عن هذا المجلس حيث كان عضوا فاعلا فيه، كما أنني لم أحضر المجلس المذكور.
المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
أ- تكون هذا المجلس على إثر مناقشات وحوارات بين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة السيد/ يحيى حمودة من جانب وأعضاء المكتب الدائم للمنظمات الثمانية من جانب آخر وكانت حصيلة هذه المناقشات اتفاق على تشكيل مجلس وطني من مائة عضو.
ب- مثلت التنظيمات الفدائية بـ 38 عضوا من المكتب الدائم.
ج- اتفق على هيئة المكتب، ولكن اختيار الهيئة تم بالانتخاب المباشر وفاز فيها برئاسة المجلس عبد المحسن حسن القطان وهو من المستقلين.
د- قرر المجلس تغيير اسم الميثاق من “الميثاق القومي الفلسطيني” إلى “الميثاق الوطني الفلسطيني”. وبرر هذا العمل بأن كلمة “الوطني” تنصرف إلى الشعب العربي الفلسطيني في حين أن كلمة “القومي” تنصرف إلى الأمة العربية والميثاق هو خاص بشعب فلسطين وليس خاصا بالأمة العربية.
هـ- هذا وقد جعلت مدة المجلس سنتين على أن يليه مجلس منتخب وإذا لم تتيسر عملية الانتخاب تمدد مدته إلى فترات أخرى لاحقة.
و- قرر المجلس المحافظة على الشخصية الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية.
ز- تم تعديل النظام الأساسي بأن تكون اللجنة التنفيذية من 11 عضوا بدلا من 15 عضوا. كما تم تعديل الميثاق القومي الفلسطيني تعديلا جوهريا بإبراز الشخصية الفلسطينية.
ح- اتفق على تشكيل لجنة تنفيذية فازت بالتزكية تتكون من ثلاثة أعضاء مستقلين واثنين من اللجنة التنفيذية السابقة وعضو عن كل من التنظيمات الأخرى الرئيسية الست. إلا أنه بعد أن فازت اللجنة هددت حركة فتح بالانسحاب، وحرصا على الوحدة الوطنية الفلسطينية حاول الأعضاء اسقاط اللجنة لكن نتائج التصويت لم تنجح فتم الرجاء من أعضاء اللجنة الاستقالة من أجل التضامن الفلسطيني. وهذا ما حدث بالفعل وتم إعادة اللجنة القديمة التي كانت حركة فتح لا تريدها ولكن وافقت على إعادتها من أجل أن تتسلم السلطة منها بالهدوء ونتيجة اتفاقية مع أعضائها وهذا ما حصل فعلا في وقت لاحق.
وللأسف فإنه ما قدر لهذا المجلس أن يعقد دورته التالية الخامسة في سنة 1969 إلا وقد تنازل أعضاء اللجنة التنفيذية عن سلطاتهم لحركة فتح وتحولت م. ت. ف. إلى الاستيلاء الكامل عليها من حركة واحدة فقط بدلا من الشعب الفلسطيني بأسره عليها.
وتعليقا على قرار المجلس الوطني الفلسطيني الرابع، بتغيير اسم “الميثاق القومي الفلسطيني” إلى “الميثاق الوطني الفلسطيني” أقول أن ذلك المجلس (والذي لم يكن منتخبا) في تعديله لذلك القرار لم يكن يمثل أماني الشعب الفلسطيني وتطلعاته وتمسكه بالوحدة العربية طريقا لتحرير فلسطين. فالشعب الفلسطيني نادى بالوحدة العربية منذ عام 1919 وكان يهتف دائما للوحدة وللعروبة وقد شاركه إخوانه العرب في كل ثوراته المسلحة منذ عام 36 وحتى عام 1948 التي اشترك فيها مئات المتطوعين العرب ولا يعتد بالتبرير الذي يقول بأن التغيير كان لأسباب لغوية لأن الشقيري – والذي كان ضليعا في اللغة العربية – قصد عندما وضع مشروع الميثاق أن يكون الميثاق قوميا فلسطينيا!!
لجنة المتابعة الجماهيرية لتوحيد العمل الفلسطيني
وهكذا قادت حركة فتح في اجتماع المجلس الرابع عملية تعديل الميثاق القومي الفلسطيني والذي أصبح يسمى الميثاق الوطني الفلسطيني، واعتبر بعض المستقلين هذا التعديل خروجا من المنظمة عن الخط القومي كما رأوا أنه من الضروري توحيد كافة الفصائل الفلسطينية على أن تعمل جميعها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفي إطار ميثاقها القومي وليس الميثاق الوطني، لهذا انبثقت في أواخر عام 68 وأوائل عام 69 لجنة المتابعة الجماهيرية لتوحيد العمل الفلسطيني لتنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني واتخذت من القاهرة مقرا لها. وأسس المؤمنون بفكرة هذه اللجنة وأهدافها فروعا للجنة في القاهرة وبغداد والكويت. وفيما يلي أسماء أعضاء لجان القاهرة وبغداد والكويت:
أولا: لجنة القاهرة تألفت من فاروق الحسيني و د. عودة بطرس عودة وأحمد صدقي الدجاني ومحمود نعناعة و د. فاضل زيدان.
ثانيا: لجنة بغداد تألفت من أحمد حمو وعلي صباح ومحمود نعناعة والعساف.
ثالثا: لجنة الكويت تألفت من خيري أبو الجبين، عبد الحق عبد الشافي، د. زكي أبو عيد، حسن صرصور وزهدي الخطيب وخليل السالم.
وقد عقدت تلك اللجان عدة اجتماعات تحضيرية وجرى تبادل الزيارات بينها من أجل توحيد الفكر والعمل المشترك. ومن أجل ذلك تقرر دعوة السادة التالية أسماؤهم لعقد اجتماع عام لانتخاب لجنة أو هيئة راعية لهذا العمل وإعداد القرارات المناسبة على أن يحضر ذلك الاجتماع أيضا أعضاء اللجان التي تم تأليفها قبلا في الأقطار المشار إليها أعلاه. وفيما يلي أسماء المدعوين:
د. وليـد الخالدي، عبد المحسـن قطان، الياس سحاب، عبد الله الحـوراني، عوني الحاجب، د. داود الحسيني، د. علي مشعل، د. جميل مرقة، محمد موسى الكسوانـي، الشيخ سليمان عبد القادر أبو حمام، رفيق زيد الكيلاني، عبد الفتاح جبريل، محمد عبد الهادي، جميل حسونة، خليل الأزهري، أحمد خليل أبو أصبع، عثمان السقا، باسل عقل، عبد الرزاق حامد أبو لبن، خميس عصفور، قصي العبادلة، سعيد السقا، وسليم السيد أحمد.
وفي تلك الأثناء وجهت منظمة التحرير الفلسطينية الدعوات لعقد مؤتمر شعبي على شكل مجلس وطني يعقد في القاهرة. وكنت ممن وجهت إليهم الدعوة لحضور ذلك المؤتمر ولكنني اعتذرت عن عدم الحضور انسجاما مع عضويتي في لجنة المتابعة الجماهيرية حيث أن العمل الفلسطيني لم يكن قد توحد.
هذا وتوقفت المساعي لعقد الاجتماع التالي للجنة المتابعة الجماهيرية بعد مذبحة أيلول وما رافقها من أحداث أليمة ثم انتقال المقاومة إلى الساحة اللبنانية.
حركة فتح تتسلم قيادة منظمة التحرير
وبعد عقد المجلس الوطني الرابع والذي انتهى بتعديل الميثاق القومي وتبديل أسلوب العمل في الساحة الفلسطينية وازدياد نفوذ المنظمات الفدائية عامة وحركة فتح خاصة، استمرت اللجنة التنفيذية برئاسة يحيى حمودة تحاول اقناع حركة فتح بدخول المنظمة واستلام قيادتها. وعقدت في دمشق عدة اجتماعات لهذا الغرض كان يقودها عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة نمر المصري. وأخيرا وافقت فتح على دخول المنظمة بعد المجلس الوطني الخامس الذي عقد في عمان أول شهر شباط – فبراير – عام 1969. وأصبح ياسر عرفات رئيسا للجنة التنفيذية بالإضافة إلى رئاسته لحركة فتح .. وبالمناسبة أقول أن أبو إياد “صلاح خلف” كتب في مذكراته “فلسطيني بلا هوية” أنه هو الذي أعلن عن اختيار ياسر عرفات رئيسا لحركة فتح لأسباب سياسية ودون أن يكون قد استشاره مسبقا في هذا الأمر. وقبل أبو عمار فيما بعد هذا التكليف. وهكذا تألفـت اللجنة التنفيذية الرابعـة (وكانت غالبيتها من حركة فتح) برئاسـة أبو عمار. وكان خالد الحسن فيها رئيسا للدائرة السياسية وكان فيها بعض ممثلي الفصائل والمستقلين.
وبدأت اللجنة التنفيذية الجديدة تمارس أعمالها “مستعينة بمدراء المكاتب المستقلين”! وعينت لجنة في كل مكتب “لمساعدة” المدير!؟!
ومن الأحداث الهامة في تلك الشهور انتصار الفدائيين في معركة الكرامة التي حدثت في شهر مارس وشهدت بطولات فلسطينية وبطولات للجيش الأردني الذي شارك في تلك المعركة.
وفي أواخر شهر آذار – مارس- من عام 1969 أقمنا في الكويت “يوم العمل الفدائي” برعاية الشيخ سعد العبد الله السالم وزير الداخلية والدفاع.
وفي كلمتي في الحفل المذكور أشدت بانتصاراتنا في معركة الكرامة وببطولات الجيش الأردني فيها. وكانت كلمتي تلك هي “القشة التي قصمت ظهر البعير” وأدت إلى تفاقم خلافي مع خالد الحسن .. وبالتالي إنهاء خدماتي كمدير لمكتب المنظمة في الكويت!؟
وقصة ذلك، إن خالد الحسن حضر إلى الكويت قبل يوم العمل الفدائي بأسبوع وبدأ يجري الاتصالات مع الجهات الرسمية والشعبية بمفرده ودون أي يصطحبني في تلك المشاورات باعتباري مديرا لمكتب المنظمة كما تقضى الأعراف الدبلوماسية! كما أنني فوجئت بوجود الحسن في الكويت في ذلك الوقت إذ أنه لم يكن قد أشعر مكتب المنظمة بوصوله!!
وفي يوم العمل الفدائي، وكنت قد أعددت نفسي لإلقاء كلمة منظمة التحرير، فوجئت بأن خالد الحسن يريد أن يلقي كلمة المنظمة .. وحيث أنني لم أكن أعلم عن نيته تلك مسبقا فقد رفضت طلبه، فتوجه إلى راعي الحفل الشيخ سعد والذي أجابه: إننا في الكويت لا نعرف إلا خيري أبو الجبين. وعندما أفهمه الحسن أنه هو الذي أصبح رئيسا للدائرة السياسية في منظمة التحرير، قال له الشيخ سعد: نحن لا نعرف إلا مدير مكتب المنظمة وهو الذي سيلقى الكلمة..
بعد ذلك توجه لي خالد الحسن بالقول: “أنا رئيسك وأنا سألقي الكلمة!” فقلت له: “إن اللجنة التنفيذية الجديدة هي بمثابة “جبهة” فيها كل الفصائل وأنت تمثل حركة فتح فيها، وأنا بصفتي مدير مكتب المنظمة أمثلكم جميعا لأني مستقل!! فضلا عن أنك لم تحدثني مسبقا عن رغبتك في إلقاء كلمة المنظمة في المؤتمر”!
وبعد انتهاء المؤتمر وجهت رسالة للجنة التنفيذية الجديدة أبين فيها ما حدث في يوم العمل الفدائي في الكويت، وأشرت فيها إلى أن الحسن لم يخبرني عن وصوله إلى الكويت واتصالاته. كما أوضحت في رسالتي أيضا أن الأخ خالد الحسن كان يتصل دون علمي بالموظف علي سلامة والموظف فتحي الراغب ويصدر لهما التعليمات ويسمح لهما بالتغيب عن العمل بدون علمي .. وهذا لا يجوز!!
ولكن لجنتنا “العتيدة” والتي كانت أكثريتها من حركة فتح وأنصارها ردت على رسالتي برسالة جاء فيها أنها تنهي عملي مديرا لمكتب المنظمة في الكويت وتشكرني على الجهد الذي بذلته أثناء عملي مديرا للمكتب. وهكذا تركت العمل في مكتب المنظمة بالكويت وعدت لعملي في وزارة الكهرباء اعتبارا من 19/4/1969. وأصبح مدير مكتب الكويت هو علي ناصر ياسين بعد أن تولى هذا العمل لفترة قصيرة بعدي عثمان أبو حاشية مساعد المدير.
والحقيقة أن علي ياسين أثبت أنه يعمل متحررا من كونه من حركة فتح، وكان موضع ثقة الجميع. وقد استمر في عمله مديرا للمكتب حتى عام 1978 حيث اغتيل في منزله، وقيل يومها أنه اغتيل نتيجة لخلافات بين أجنحة فتح مع أن الخبر الذي نشر عن حادث الاغتيال آنذاك أن المخابرات العراقية هي التي اغتالت مدير مكتب المنظمة في الكويت بسبب خلافات بين العراق ومنظمة التحرير الفلسطينية في تلك السنة … هذا وقد تولى عوني بطاش ادارة مكتب المنظمة بعد المرحوم علي ناصر ياسين وأصبح سليم الزعنون (أبو الأديب) ممثلا لحركة فتح في الخليج.
ومما يجدر ذكره أنه منذ أن بدأت حركة فتح في عملياتها الفدائية في الأرض المحتلة وكذلك بعد أن أصبحت تقود العمل الفلسطيني اعتبارا من عام 1968، كانت أجهزة الإعلام الكويتية المختلفة تدعم تلك الحركة وكانت الصحف الكويتية تنشر المقالات مشيدة بفتح والعمل الفدائي الفلسطيني! وكانت الحكومة الكويتية والكثير من فئات الشعب الكويتي والمقيمون يؤيدون حركة فتح. وكان عدد من قادة فتح يعملون في الكويت في الستينات ومنهم ياسر عرفات وصلاح خلف وخالد الحسن وسليم الزعنون وفاروق القدومي.
وحتى أعطي القارئ الكريم صورة عن تأييد الصحف الكويتية لحركة فتح، ومن أجل “تلطيف جو” هذه المذكرات أورد فيما يلي نص كلمة نشرتها مجلة الرسالة الكويتية يوم 6/4/1969 تعليقا على خلافي مع خالد الحسن في يوم العمل الفدائي!! علما بأن جريدة الرأي العام كانت قد هاجمتني أيضا. وفيما يلي نص كلمة الرسالة:
عجب في رجب خير الدين “الشقيري”
فاتنا في العدد الماضي أمر الحادث الشواذ الذي وقع في اثناء مهرجان اسبوع العمل الفدائي، وكان بطله الاستاذ خير الدين أبو الجبين (عفوا …) خير الدين “الشقيري”!
فقد اسبطر فخامة الاستاذ واشمخر، واهتز وانتفش، واستطوس واستحبش (عفوا لمجامع اللغوية .. الاشتقاق من طاووس وديك حبش)، وارغى وازبد، وجبينه تورد، اخذته سورة الغضب وقال أنا رب الخطباء والخطب، ومعي لا يمكن اللعب .. فيا للعجب العجب! كيف ظهر ذلك الشبل خيري من ذلك الأسد الشقيري!
والحكاية بالعربي الدارج وبالفصيح الناضج، ان الاستاذ خير الدين، أصر ان يخطب خطاب فلسطين، وقد هدد بـ “بق البحصة”، اذا اعتلى غيره المنصة، وهذا “الغير” طبعا هو السيد خالد الحسن، رئيس الدائرة السياسية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير).
و “بحصة ” الاستاذ خيري (كما لا يخفى) أصلها وفصلها من مقلع أحمد الشقيري، سداها الوجاهة ولحمتها الشراهة، على اعتلاء المنابر والظهور بمظهر الأكابر، فكأن التحرير عند صاحبنا الغرير، صالونات ومشاوير!
وبعد، أبيتم اللعن، ترك الخطيب على سجيته حتى ينجو المهرجان من غضبه، ومن ضغنته، فأخلي له المنبر، وقام يتهادى ويتبحتر، كأنه الغضنفر، أو ابن ساعده أو عنتر، قام ينفس عن غمه ويفرج من همه!
جريدة الرسالة 6/4/69 – العدد رقم 369
الباب التاسع – الصندوق القومي الفلسطيني في حلته الجديدة