تشكيل المجلس الوطني الثاني
وقبل نهاية شهر أيار – مايو – عام 65 بأيام قليلة بدأ أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني يتوافدون إلى القاهرة لحضور اجتماعات المجلس الوطني الثاني التي عقدت في مقر الجامعة العربية في القاهرة، وقد توجه من الكويت معظم من حضروا اجتماعات المجلس الأول الذي عقد في القدس في السنة المنصرمة. وفي القاهرة خصص فندق سكارابيه وفندق أمية بشارع فؤاد لاستضافة أعضاء المجلس.
ويذكر أن حركة فتح كانت قد أصدرت في أول العام بيانها الأول عن عملياتها العسكرية داخل الأراضي المحتلة وقد صدر ذلك البيان باسم “العاصفة” الجناح العسكري لحركة فتح لذلك لوحظ منذ البداية أن أجواء المجلس كانت مشحونة بالتأييد للتوجه العسكري الجديد لحركة فتح، وبالتالي كان أعضاء المجلس تواقين إلى أن يصدر المجلس من القرارات ما يكفل تأييد ذلك التوجه. وقد خاطبت حركة فتح المجلس ببيان وزع على الأعضاء تضمن مطالب حركة فتح بهذا الخصوص. وأذكر أن فتح كانت ممثلة في المجلس الوطني الثاني على أوسع نطاق.
وكان المجلس الجديد برئاسة أحمد الشقيري الذي تم انتخابه رئيسا للمجلس الوطني الأول وكان نائبا الرئيس محمود يوسف نجم من قطاع غزة وحكمت المصري من نابلس بالضفة الغربية. وكان يجلس إلى جانب الشقيري أمين عام الجامعة العربية عبد الخالق حسونة.
افتتاح المجلس الوطني الثاني
وأذكر أنه في ذلك اليوم تأخر افتتاح المجلس انتظاراً لحضور الرئيس جمال عبد الناصر وبدأ الهمس يدور بين أعضاء المجلس، وكان منهم من يقول أن عبد الناصر لن يحضر لافتتاح المجلس والسبب أنه “عاتب” على الشقيري ومنظمة التحرير لأن الشقيري لم يخبره مسبقا أنه اتفق مع الصين الشعبية لإرسال شحنة من الأسلحة إلى منظمة التحرير عن طريق ميناء الإسكندرية!! وقد روى لي الصديق جميل بركات قصة شحنة الأسلحة هذه فقال إنه كان ضمن الوفد الذي رافق الشقيري رئيس منظمة التحرير في رحلته إلى الصين الشعبية التي تمت في شهر آذار – مارس – من عام 65. وقال بركات إن الرحلة إلى الصين كانت ناجحة من جميع الوجوه، فقد اعترفت الصين بمنظمة التحرير ووعدت بتأييدها في كافة المجالات. كما تم فتح مكتب للمنظمة في “بكين” وعين رشيد جربوع أول ممثل للمنظمة فيها. وأخيرا فقد وافقت الصين الشعبية على إرسال شحنة من الأسلحة لمنظمة التحرير ويبدو أن الشقيري اقترح تفريغ الباخرة التي تنقل تلك الأسلحة في ميناء الإسكندرية دون أن يكون قد أعلم عبد الناصر مسبقا برحلته تلك إلى الصين!!
وهكذا وبعد انتظار بضعة دقائق حضر عبد الناصر وافتتح المجلس بكلمة قال فيها إنه لا يملك خطة لتحرير فلسطين!!
بعد ذلك ألقى أحمد الشقيري رئيس المجلس الوطني واللجنة التنفيذية كلمة بدأها بتوجيه التحية للرئيس عبد الناصر وشكره لحضوره لافتتاح المجلس الوطني .. وقال الشقيري في كلمته: “إن الرئيس عبد الناصر قد ألهم الحق والصواب إذ قرر في آخر لحظة الحضور لافتتاح المجلس الوطني الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين يدعوان إلى ذلك! كما قال الشقيري في خطابه تعريضا بمن يتهمه والمنظمة بالتبعية لعبد الناصر: “أعلن من هذا المنبر على مسمع من الرئيس عبد الناصر أن منظمة التحرير ليست عميلة لأحد ولا تابعة لأحد. إنها ملك الشعب الفلسطيني وحده .. أما أنا فإني أرفض أن أكون عميلا لأحد. ما أنا بعميل. أنا زميل لعبد الناصر. نحن وإياه رفاق طريق على درب الكفاح. وإن شعبنا يلتقي مع عبد الناصر لقاء الثوار بالثوار والأحرار بالأحرار”. بعد ذلك تحدث الشقيري عن انجازات اللجنة التنفيذية في السنة الأولى من حياة المنظمة. وقد قوبلت كلمة الشقيري باستحسان جميع أعضاء المجلس كما لاحظت شخصيا أن عبد الناصر – وكنت قريبا منه – كان مرتاحا ولم يكن منزعجا لسماع تلك الكلمة.
انتخاب رئيس المجلس وبدء عمل اللجان
وبعد أن ودعت لجنة الاستقبال الرئيس عبد الناصر وعبد الخالق حسونة، بدأ المجلس يناقش المسائل المطروحة على جدول الأعمال .. ولاحظت عندئذ أن بعض الأعضاء تكتلوا وطالبوا بعدم انتخاب الشقيري رئيسا للمجلس ورئيسا للجنة التنفيذية في آن واحد وطالبوا بالفصل بين الرئاستين ضمانا لحسن سير العمل ..! ومع أن هذا الاقتراح كان وجيها إلا أن غالبية الأعضاء لم يوافقوا عليه فسقط الاقتراح .. وفي رأيي أن معظم أعضاء المجلس لم يوافقوا على ذلك الاقتراح لأنهم كانوا يرون في الشقيري الزعيم الأمثل ويجب منحه الثقة الكاملة وذلك بغض النظر عن أن الاقتراح المعروض كان وجيها من ناحية ديموقراطية!!
وهكذا سقط الاقتراح المعروض وأعيد انتخاب الشقيري رئيسا للمجلس كما أعيد انتخاب نائبي الرئيس وبعد ذلك انقسم أعضاء المجلس إلى عدة لجان وكنت عضوا في لجنة التنظيم الشعبي. وأذكر أنني في تلك اللجنة عرضت تجربتي في الكويت بأن يكون التنظيم الشعبي على أساس اتحادات شعبية لأرباب المهن المختلفة. وأذكر أن بعض أعضاء اللجنة وخصوصا القريبين منهم من حركة القوميين العرب وعلى رأسهم عضو اسمه “العابد” اعترضوا بشدة على هذا الأسلوب وجرت مناقشة طويلة تمكنت بعدها من إقناع أعضاء اللجنة بأن أسلوب الاتحادات الشعبية هو أفضل أسلوب للتنظيم الشعبي في ساحة الكويت والساحات الفلسطينية المماثلة وهكذا أقرت لجنة التنظيم الشعبي اتباع ذلك الأسلوب والذي أصبح معتمدا بعد أن أقر المجلس الوطني قرارات تلك اللجنة في جلسته الأخيرة.
وفي اللجان الأخرى للمجلس جرى التأكيد على ضرورة دعم الكفاح المسلح وفقا لاقتراح حركة فتح!
وقبل اختتام جلسات المجلس الوطني الثاني أعاد المجلس انتخاب أحمد الشقيري رئيسا للجنة التنفيذية وكلفه بتشكيل لجنة تنفيذية جديدة بعد أن أعلنت اللجنة التنفيذية الأولى استقالتها.!
اللجنة التنفيذية الثانية
بعد انتهاء اجتماعات المجلس الوطني الثاني، قام الشقيري باجراء مشاورات تم على أثرها تشكيل اللجنة التنفيذية الثانية لمنظمة التحرير. وأذكر أن تلك اللجنة ضمت بعض أعضاء اللجنة التنفيذية الأولى ومنهم وجيه المدني والذي أصبح قائدا لجيش التحرير الفلسطيني وعبد المجيد شومان الذي أعاد المجلس الثاني انتخابه رئيسا للصندوق. كما ضمت اللجنة الأعضاء التالية أسماؤهم:
جمال الصورائي، عبد الحميد ياسين، د. فايز الصايغ، سعيد العزة، داود الحسيني، ابراهيم أبو ستة و د. أحمد السروري.
أنشطة مكتب المنظمة في الكويت بعد المجلس الثاني
بعد انتهاء أعمل المجلس الوطني الثاني عدنا إلى الكويت وكان أول عمل قمت به اختيار مقر دائم لمكتب المنظمة بدلا من مقرنا المؤقت والذي كنا استعرناه من الاتحاد الكويتي لكرة القدم.!
وهكذا خصصت لنا إدارة الإسكان الكويتية منزلا مستقلا واسعا من أملاك الدولة يقع في الحي الشرقي من المدينة بالقرب من المستشفى الأميري. وكان السكن الجديد يحوي عددا مناسبا من الغرف والصالات والساحات الخارجية.
وبعد انتقالنا إلى المقر الجديد أصبح المجال واسعا أمامنا لتنظيم ندوات ومحاضرات في الساحة الخارجية للمكتب وكذلك في صالته الداخلية واللتين كانتا تعجان بالحاضرين في المناسبات السياسية المختلفة كذكرى وعد بلفور وذكرى قرار التقسيم وذكرى عيد النصر (في غزة) وذكرى مذبحة دير ياسين بالإضافة إلى ذكرى النكبة في يوم 15 أيار. وكان يشاركني في الحديث في تلك المناسبات أعضاء من الاتحادات الشعبية التي تم تشكيلها مؤخرا. وبالإضافة إلى نشاطنا السياسي المشار إليه استمر المكتب في اصدار نشرة أخبار المنظمة وفي متابعة أعمال جباية ضريبة التحرير من القطاعين الحكومي والأهلي
كما واصلت نشاطي الدبلوماسي بحضور الحفلات الدبلوماسية المختلفة واستقبال الملوك والرؤساء العرب الذين كانوا يزورون الكويت. وأذكر أنه زار الكويت في شهر أيار -مايو- من عام 1965 الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وذلك بعد زيارته لبعض الدول العربية الأخرى والتي هوجم فيها لدعوته للتفاهم مع “اسرائيل” وقد هوجم الرئيس بورقيبة أيضا عندما زار الكويت وكنت غائبا عنها آنذاك لحضور اجتماعات المجلس الوطني الثاني والتي عقدت في القاهرة. وقد دعيت زوجتي مع سيدات السلك الدبلوماسي لحفل عشاء أقيم في قصر السلام على شرف السيدة “وسيلة” حرم الرئيس بورقيبة.
التدريب على السلاح
وفي ذلك العام حضر الشقيري للكويت واجتمع بسمو الأمير الشيخ عبد الله السالم وكانت للشقيري مكانة كبيرة في الكويت لمواقفه السابقة وجولاته ولنشاطه في الأمم المتحدة لدعم استقلال دول المغرب العربي، لهذا تمكن الشقيري من اقناع أمير الكويت بالموافقة على تدريب الفلسطينيين في الكويت على السلاح بإشراف ضباط الجيش الكويتي. وكان ذلك الحدث فريدا يتم لأول مرة في دولة من دول الخليج العربي!
وبعد الحصول على موافقة الأمير اتخذنا في مكتب المنظمة الترتيبات اللازمة للبدء بتدريب الشباب الفلسطيني تدريبا عسكريا وتم استحضار ضابط في جيش التحرير الفلسطيني ليكون ملحقا عسكريا في مكتب المنظمة يتولى الإشراف على التدريب وهو الضابط شكري أبو غربية. وأعلنا عن البدء في تسجيل الراغبين في التدريب على السلاح فتقدم إلينا المئات من الشباب. وقمنا بتنظيم عدد من الدورات العسكرية لاستيعابهم بالتدريج. وقد أعد لنا الجيش الكويتي ساحة تدريب مناسبة في منطقة الدوحة القريبة من الشاطئ شمالي البلاد .. وكان ضباط الجيش الكويتي يقومون بالتدريب. وأذكر أن الشيخ عبد الله الجابر وزير المعارف والمحاكم، كان يحضر التدريب ويشجع المتدربين. كما زار الشقيري المتدربين في إحدى الدورات وخطب فيهم! وأذكر أننا نظمنا خمس دورات بمعدل دورة كل ثلاثة أشهر ولكن هذه الدورات توقفت وللأسف عندما حلت نكسة عام 1967.
الشيخ صباح السالم يتولى الحكم بعد وفاة الشيخ عبد الله السالم
ومن أنشطتي الدبلوماسية التي كنت أحرص عليها حضور افتتاح دورات مجلس الأمة الكويتي. وأذكر أن الخطاب الأميري الكويتي لم يكن يخلو يوما من الإشارة إلى القضية الفلسطينية واستعداد الحكومة الكويتية لدعم منظمة التحرير الفلسطينية. وكنت أكتب باستمرار تقارير مفصلة للجنة التنفيذية تتضمن محاضر افتتاح جلسات مجلس الأمة وكل ما يتعلق بموقف مجلس الأمة والحكومة الكويتية المؤيدين لمنظمة التحرير والداعمين للقضية الفلسطينية.
وأذكر أنني حضرت جلسة افتتاح مجلس الأمة في دورته الجديدة التي بدأت في شهر تشرين الأول – أكتوبر – من عام 1965 واستمعت فيها إلى الخطاب الأميري. وفي ذلك اليوم لاحظت أن سمو الأمير الشيخ عبد الله السالم أصيب بوعكة صحية نقل على أثرها إلى المستشفى!! ولم يلبث سمو الأمير أن انتقل إلى رحمة الله في شهر نوفمبر 1965. وقد حضرت جنازة الأمير الراحل. ودفن رحمه الله في مقبرة الصلبيخات.
وبعد وفاة الشيخ عبد الله السالم تولى الحكم سمو الشيخ صباح السالم وأصبح الشيخ جابر الأحمد رئيسا لوزراء الكويت.
هذا ومع توسع العمل في مكتب المنظمة وازدياد الضغط علينا كان لابد من تعيين مساعدين لمدير مكتب المنظمة. وبعد إجراء مشاورات مختلفة قمت بترشيح اثنين من الزملاء ليعملا مساعدين لمدير المكتب أولهما الزميل حسام سويد ليعمل كمساعد للمدير للشؤون الادارية والماليـة على أن يكـون نائبـا له في حال غيابه. والثاني الزميل عثمان أبو حاشية ليعمل كمساعد للمدير لشؤون التنظيم الشعبي والجباية.
وقد وافقت اللجنة التنفيذية للمنظمة على اقتراحي بتعيين المساعدين المذكورين وتم تعيينهما فعلا. وباشر الزميل عثمان أبو حاشية عمله في المكتب معارا من حكومة الكويت بدون راتب على أن يتقاضى راتبه من منظمة التحرير الفلسطينية. أما المرشح الثاني وهو الزميل حسام سويد فقد اعتذر بعد ذلك عن عدم تمكنه من العمل في المكتب لأسباب خاصة طارئة.! وهكذا أصبح الزميل عثمان أبو حاشية هو المساعد الوحيد لمدير المكتب وأصبح بالتالي هو نائب المدير وقد ناب عني في العمل نحو شهر أمضيته في المستشفى بسبب الإرهاق الشديد!!
يوم فلسطين
وكان النظام الداخلي للمنظمة ينص على تنظيم “يوم فلسطين” في مختلف الساحات من أجل الدعم المالي للمنظمة. وكنا في البداية نزمع اقامة ذلك اليوم في شهر نوفمبر من عام 65 ولكن نظرا لوفاة سمو الأمير الشيخ عبد الله السالم في ذلك الشهر فقد أجلنا الموعد المذكور إلى شهر مارس التالي. ومن أجل الاشراف على ذلك اليوم تعاونا مع وزارة الخارجية الكويتية في تشكيل لجنة نصرة فلسطين برئاسة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد. وكان مساعد الرئيس الحاج يوسف الفليج. والذي بذل جهودا مشكورة في حث التجار الكويتيين على التبرع لفلسطين. وبالإضافة إلى تبرعات التجار كان هناك تبرعات شعبية عن طريق رسوم رمزية على تذاكر السينما والأفران ومحطات البنزين وما إلى ذلك، بالإضافة إلى التبرعات في المدارس والوزارات المختلفة.
وكنا قد شكلنا لجنة في مكتب المنظمة لتنظيم هذه الحملة. وحضر مساعد مدير مكتب المنظمة في بيروت عبد القادر الضاهر وأمضى معنا فترة مناسبة لإنجاح تلك الحملة التي بذل مكتب المنظمة جهودا كبيرة لإنجاحها.
ومن أجل إنجاح أسبوع فلسطين حضر إلى الكويت رئيس منظمة التحرير أحمد الشقيري وألقى خطابا في افتتاح المعرض الفني الذي أقمناه في المكتبة العامة في المدرسة المباركية بمناسبة ذلك الأسبوع. كما حضر منتخب فلسطين لكرة القدم وتبارى مع منتخب الكويت بهذه المناسبة.
ومما يذكر أن شركة السينما الوطنية كانت تضيف مبلغا زهيدا محددا لثمن كل تذكرة سينما لصالح فلسطين. وقد استمر ذلك لسنوات طويلة ثم أصبحت اللجنة الشعبية الكويتية لجمع التبرعات هي المسؤولة عن جمع كافة التبرعات لفلسطين وغيرها، وترأس تلك اللجنة عبد العزيز حمد الصقر ومساعده الحاج يوسف الفليج.
ويذكر أن “يوم فلسطين” في الكويت لم ينجح كما يجب، إذ بلغت حصيلة اليوم المذكور مائة الف (100,000) دينار كويتي فقط حولناها للصندوق القومي الفلسطيني. وفي رأيي أن سبب عدم نجاح ذلك اليوم يعود إلى موقف حركة فتح وكذلك حركة القوميين العرب ولم تكونا حينئذ تؤيدان المنظمة كما سبق أن ذكرت كما أن الأحوال الاقتصادية في الكويت آنذاك لم تساعد التجار الكويتيين على التبرع بالشكل الذي كنا نرجوه منهم!!
بعثات دراسية للطلبة الفلسطينيين
وخلال لقاء دبلوماسي مع سفير الاتحاد السوفييتي علمت أن الاتحاد السوفييتي منح الكويت عشر منح دراسية للطلاب الكويتيين للدراسة في الجامعات السوفيتية. وفهمت أن الحكومة الكويتية لم تستفد من تلك المنح .. فتمكنت من اقناع السفير السوفيتي بتحويل تلك المنح إلى مكتب منظمة التحرير بالكويت. وبعد أن استشار حكومته وافق السفير على إعطائنا خمسا منها فأعلنت عن ذلك في مكتب المنظمة واخترنا أحسن المتقدمين. وأذكر أنهم سافروا إلى موسكو “على حساب” الاتحاد السوفييتي في بداية السنة الدراسية 65-66 وتابعوا دراستهم هناك بعد دراسة اللغة الروسية. وقد تخرج أربعة منهم اثنان في دراسة الطب واثنان في دراسة الهندسة الالكترونية.
واستمر هذا الاجراء معمولا به سنة أخرى أو سنتين على ما أذكر لأن وزارة التربية الكويتية بدأت بعد ذلك بإيفاد طلبة كويتيين للدراسة في الاتحاد السوفييتي وأذكر منهم عزيز أبو عمارة ابن الصديق أحمد عزت أبو عمارة.
ومما يذكر أنه بعد افتتاح جامعة الكويت في بداية السنة الدراسية 66-67، بدأنا نحصل من الحكومة الكويتية على عشر منح دراسية في السنة، وألفنا لجنة لتوزيع تلك المنح على أفضل الطلاب المتقدمين إلينا. وقد استمر هذا الاجراء معمولا به لسنوات عديدة تالية. وزادت فيما بعد المقاعد المخصصة للطلاب الفلسطينيين في جامعة الكويت!!