استقرار أولادي في أمريكا بعد الغزو العراقي للكويت
في الأول من شهر حزيران – يونيو – عام 1990 تقدمت بطلب فيزا لدخول الولايات المتحدة الأميركية لزيارة ابنتي لبنى الأمريكية الجنسية، ولم توافق السفارة الأميركية في البداية على طلبي لأني سبق أن كنت مديرا لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت. وبعد جهد كبير “وواسطة قوية” حصلت على تأشيرة الدخول إلى أمريكا. وفي السادس من شهر تموز – يوليو- عام 1990 غادرت الكويت إلى الولايات المتحدة الأميركية ملتحقا بزوجتي التي كانت قد سبقتني إلى هناك لتكون بجانب ابنتها عند ولادتها
وأثناء وجودي في كاليفورنيا سمعت عن احتلال العراق للكويت فتألمت كثيرا لسماع ذلك النبأ وبدأت أرقب الأحداث وانتظر يوم تحرير الكويت والعودة إليها..
وكان معظم أولادي وأسرهم لايزالون في الكويت بينما كان البعض الآخر خارجها في الإجازة الصيفية. وفي الأيام الأولى أمكننا الاتصال بالأولاد عن طريق الهاتف إلا أن ذلك بات صعبا بل مستحيلا بعد ذلك.. وبعد أيام رأينا أن نغادر أمريكا إلى لندن للالتحاق باثنين من الأبناء اللذين قررا اللجوء إليها. واستطعنا العيش في لندن بفضل الإعانة الأسبوعية التي كانت تصرف لنا من السفارة الكويتية هناك، ولكن اتصالنا بابني نادر وعائلته في الكويت كان شبه مقطوع وكنا نتألم لسماع الكثير عن الأحداث الدامية التي وقعت هناك.!!
وفي إحدى ليالي شهر سبتمبر رن جرس الهاتف وفوجئنا بأن المتحدث هو ابننا البكر نادر والذي قال أنه يتحدث من مطار لندن وطلب منا سرعة الحضور للقائه هناك. وفي المطار الذي كان يعج بمئات العرب، أخبرنا نادر أنه مسافر بعد وقت قصير إلى الولايات المتحدة لأن الحكومة الأميركية أجلته مع أسرته من الكويت، لأن ابنه “خيري” كان قد ولد في أمريكا في 11 نوفمبر عام 1979 وهو أمريكي الجنسية مما استدعى أن تنقله حكومته مع أسرته إلى مكان آمن .. وكان الوضع كذلك بالنسبة للمئات الذين غص بهم المطار من الأطفال الأمركيين وأسرهم!!
وهكذا سافر “نادر” إلى أميركا واستقر بها لاجئا من الكويت .. وبعد أيام قليلة لحقته أخته زلفى وزوجها وأولادهما لأن ابنهما خالد كان قد ولد أيضا في أمريكا في عام 1978.
وهكذا ابتعدت أنا وزوجتي وكل أولادي وأسرهم عن الكويت وأصبح نصف الأسرة يعيشون كلاجئين في لندن، والنصف الآخر في كاليفورنيا
وبعد تحرير الكويت عدت إليها مع زوجتي يوم 12/5/1991، أما بقية أولادي وأسرهم فلم يسمح لهم بالعودة لأنهم غير كويتيين!! ولا يزالون حتى الآن بعيدين عن الكويت التي ولدوا وأقاموا كل سنوات حياتهم فيها …
ونظرا لوجود كل أولادي خارج الكويت، ولعدم وجود من يرعاني فيها بعد وفاة زوجتي، فقد أصبحت أمضي معظم أشهر السنة خارج الكويت متنقلا بين البلاد التي يعيش فيها أولادي .. ولم أنجح في اقناع المسؤولين في الدولة بمنح واحد من الأبناء على الأقل الجنسية الكويتية مثلي حتى أتمكن من العيش معه في الكويت!! نظرا لأن تنقلي بين بلد وآخر أصبح صعبا علي وأنا في خريف العمر!!
المؤلف وحوله أولاده وهم من اليمين زلفى ونادر وسامر ووائل ولبنى كاليفورنيا 17-10-2000
ومن الأنشطة التي مارستها أثناء وجودي خارج الكويت إحياء علاقاتنا السابقة مع مدينة يافا وأهلها ثم تنشيط لجنة تخليد ذكرى المجاهد أحمد الشقيري باعتباري مقرر تلك اللجنة
كلمة عن لجنة تخليد ذكرى المجاهد أحمد الشقيري
على أثر وفاة أحمد الشقيري، أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، في عمان في 26 شباط – فبراير – عام 1980، تداعت ثلة من محبيه وأصدقائه وعارفي فضله والمؤمنين بطروحاته فأنشأوا في الكويت: “لجنة تخليد ذكرى المجاهد أحمد الشقيري”.
وقد قامت هذه اللجنة بعد تشكيلها بنعي ذلك البطل إلى جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وكتب عدد من أعضاء اللجنة وغيرهم المقالات المطولة في الصحف العربية المختلفة مشيدين بمآثر الشقيري وأعماله المجيدة، التي كان تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية من أجلّّها وأعظمها، وقد نظمت اللجنة حفل تأبين أقيم في مكتب المنظمة بالكويت بمناسبة مرور 40 يوما على وفاته وتحدث في ذلك الحفل عدد من أعضاء اللجنة إلى جانب شخصيات فلسطينية وعربية، منهم السيد جاسم القطامي نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي الأسبق والرئيس الحالي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والدكتور ابراهيم مصطفى مكارم المستشار القانوني المصري.
كما كلفت اللجنة المؤرخة الفلسطينية أ.د. خيرية قاسمية فقامت عام 1987 باعداد كتاب قيم عن حياة الزعيم الكبير وآرائه وجهوده في سبيل وطنه فلسطين وأمته العربية، وهو كتاب “أحمد الشقيري زعيما فلسطينيا ورائدا عربيا”. وقد أتمت اللجنة طبع الكتاب ونشره ووزع على أوسع نطاق.
وقد تشكلت هذه اللجنة من السادة:
1- أحمد السعدي: خبير اقتصادي وعضو سابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
2- د. أسعد عبد الرحمن: استاذ جامعي وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
3- أكرم الشقيري: شاعر فلسطيني من العاملين في حقل التعليم.
4- حسن صرصور: موجه تربوي، الأمين العام لاتحاد المدرسين الفلسطينيين بالكويت سابقا.
5- خليل السالم: مهندس زراعي (توفي رحمه الله)
6- خير الدين أبو الجبين: (مقرر اللجنة) أول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في الكويت وأمين سر مجلس ادارة الصندوق القومي الفلسطيني سابقا.
7- درويش حمودة أبو زور: كاتب فلسطيني وموجه تربوي.
8- عبد المحسن القطان: الرئيس الأسبق للمجلس الوطني الفلسطيني ونائب رئيس مؤسسة التعاون في جنيف.
9- د. عصام الطاهر: كاتب سياسي، ومن رجال الأعمال.
10- د. علي سعود عطية: كاتب صحفي وأستاذ جامعي (توفي رحمه الله).
11- د. محمد أبو سخيلة: محام وعضو سابق في المجلس الوطني الفلسطيني.
12- د. محمد علي الفرا: كاتب سياسي وأستاذ جامعي.
13- محمود هاشم البورنو: من رجال الأعمال الفلسطينيين في الكويت.
14- نادر خير الدين أبو الجبين: عضو اتحاد المهندسين الفلسطينيين وعضو اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز A.A.D.C. .
15- نواف شاكر أبو كشك: عضو سابق في المؤتمر الفلسطيني الأول والمجلس الوطني الفلسطيني.
وبعد حرب الخليج نزح معظم أعضاء اللجنة من الكويت واستقر عدد منهم في الأردن وتابعت اللجنة اجتماعاتها في عمان وقد انضم إلى هذه اللجنة أعضاء جدد هم السادة:
1- إياد أحمد الشقيري: أحد مدراء البنك العربي.
2- جميل بركات: من رجال الأعمال في الأردن ونائب سابق لرئيس مجلس ادارة الصندوق القومي الفلسطيني.
3- د. جميل مرقة: عضو في المجلس الوطني الفلسطيني ونقيب الأطباء الأردنيين سابقا.
4- د. سليمان أبو ستة: طبيب مختص بأمراض الأطفال.
5- مصطفى سحتوت: من رجال الأعمال في أمريكا وأول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا.
6- د. وليد القمحاوي: الرئيس السابق لمجلس ادارة الصندوق القومي الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية
كما انضم إلى اللجنة من بيروت الدكتور أنيس الصايغ وهو أول رئيس لمركز الأبحاث الفلسطيني ورئيس هيئة الموسوعة الفلسطينية.
ومن دمشق أ. د. خيرية قاسمية وهي مؤرخة فلسطينية وأستاذة في قسم التاريخ في الجامعة السورية. وانضم إلى اللجنة فيما بعد كل من شريف الجعبري ومازن النشاشيبي وحامد أبو ستة وتحسين الكريدلي و د. ابراهيم زقوت. كما انضم إليها من الكويت كل من د. ابراهيم مكارم ومحمود عبد الفتاح الحسن.
وقد نظمت ندوة عن المرحوم الشقيري أقيمت في شباط عام 1996 في مؤسسة شومان في عمان تحدث فيها عضوان من اللجنة وأيضا صديقان للشقيري هما السيدان: المحامي المرحوم ابراهيم بكر وعبد المجيد شومان رئيس مجلس ادارة البنك العربي.
وكلفت اللجنة الباحث الفلسطيني السيد أنور جرار باعداد دراسة عن الزعيم الكبير نال بموجبها درجة الماجستير في التاريخ من الجامعة الأردنية عام 1996.
كما قام عدد من أعضاء اللجنة مع غيرهم من الكتاب العرب في شهر شباط / فبراير عام 2001 بنشر مقالات عن الزعيم الكبير بمناسبة الذكرى العشرين لوفاته.
وقد تم انشاء موقع على شبكة الانترنت باسم أحمد الشقيري يضم معظم كتب الشقيري وخطبه.
ومن مشروعات اللجنة إعادة طبع وتوزيع كتب الشقيري المختلفة، وأهمها كتاب (علم واحد وعشرون نجمة) والذي تحدث فيه الشقيري عن الوحدة العربية وضرورتها.
وتقوم اللجنة بابراز منهج الزعيم العربي الكبير وتخليد ذكراه بأساليب مختلفة. وأصدرت مؤخراً مجلداً ضخماً عن الشقيري في الذكرى المئوية الأولى لمولده.
الجزء الثالث – بدايات منظمة التحرير الفلسطينية، الباب الأول – بروز الكيان الفلسطيني