الملحق الثالث – مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت

فهرس الملحق عن مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت

المقدمة _______________________________________ 573

مدارس المنظمة باختصار____________________________ 576

تطور أعداد طلاب مدارس المنظمة خلال 9 سنوات____________ 580

كيف نشأت المشكلة________________________________ 581

المدرسون______________________________________ 583

جدولان بأعداد المدرسين في مدارس المنظمة ومؤهلاتهم________ 587

المدارس المستخدمة_______________________________ 588

احصائية بعدد المدارس والفصول_______________________ 591

النواحي الفنية____________________________________ 592

احصائية بعدد الطلاب في السنة الدراسية 75-76______________ 595

ملاحظات فنية بخصوص المدارس______________________ 597

ميزانية المشروع وجدول الأقساط_______________________ 597

جدول برواتب الموظفين والعمال في الكويت________________ 599

رواتب المدرسين في مدارس المنظمة____________________ 601

كيف تمت موازنة المشروع___________________________ 602

لماذا توقف المشروع_______________________________ 603

اغلاق المدارس__________________________________ 604

نص رسالة الشكر الوداعية الموجهة من رئيس قسم التعليم

للنظار والمدرسين_________________________________ 606

ملحق عن مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت

مقدمــــة

لقد رأيت من واجبي أن أضمن كتابي هذا ملحقا عن مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت، لأسجل للتاريخ محاولة رائدة قام بها الشعب الفلسطيني لحل مشكلة من المشاكل العديدة التي واجهته بعد نزوحه عن الوطن والتي استطاع أن يحلها متغلباً على كافة العقبات التي وقفت في طريقه. وهذه المشكلة هي مشكلة تعليم الآلاف من أبناء فلسطين الذين وفدوا للكويت للالتحاق بأولياء أمورهم إثر نكسة عام 1967. وتمكن شعبنا من حل تلك المشكلة بانشاء مدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت.

ولابد لي من أن أشير هنا إلى أن الأخ بلال الحسن قد قام بالحديث عن تعليم الفلسطينيين ومدارس المنظمة في الكويت وذلك في الكتاب الذي صدر عن مركز الأبحاث الفلسطينية عام 1974 وعنوانه “الفلسطينيون في الكويت”. ولكن ما سأثيره هنا يتضمن نقاطاً عديدة لم يشر إليها الأخ بلال لأنها كانت إلى حد ما خارجة عن بحثه أو معلومات شخصية من ذاكرتي.

وقد توفرت لي هذه المعلومات والبيانات لأني كنت مؤسس تلك المدارس حيث كنت حينئذ مدير مكتب المنظمة في الكويت كما كنت أيضاً مديراً للمشروع في السنة الأولى من إنشاء تلك المدارس أي في السنة الدراسية 1967-1968 واستطعت ولله الحمد في تلك السنة، وبصعوبة بالغة، أن أجمع بين المنصبين أي منصب مدير مكتب المنظمة ومنصب مدير مدارس المنظمة معتمداً على خبرتي في التعليم باعتباري كنت فيما مضى مدرسا لمدة خمسة عشر عاماً في فلسطين والكويت. هذا وقد أشار الأخ بلال الحسن مشكوراً إلى جهودي الشخصية التي بذلتها لإنشاء تلك المدارس..

وأرى من واجبي الآن أن أذكر أنه لم يكن من الممكن أن تنشأ تلك المدارس وتنجح في تأدية رسالتها إلا بالجهود الجبارة التي بذلها معي أصدقاء وزملاء من الموجهين في وزارة التربية الكويتية آنذاك وهم حسين نجم ونايف خرما ومحمود سعد الدين وحسام سويد وجميل الصالح وزهير الكرمي ومحمود عبد الفتاح. كما أنه من واجبي أن أشير هنا بفخر إلى الدعم الذي قدمه للمشروع أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير واللجنة التنفيذية للمنظمة. إذ سمح الشقيري لنا وبدون تردد بالصرف على تلك المدارس من الأموال التي جمعناها في الكويت قبل النكسة في حملة مستشفى الميدان.

فلولا عون هؤلاء جميعاً لما قامت تلك المدارس والتي استمرت تعمل تسع سنوات وحلت مشكلة تعليم آلاف الطلبة الفلسطينيين وبأقل الإمكانيات.

وليعذرني القارئ الكريم إذ أعرض هذه المعلومات المتوفرة لدي عن مدارس المنظمة دون تحليل لمضمونها لأن ذلك يتطلب جهداً لا أملكه الآن. كما أن موضوع تعليم الفلسطينيين في الكويت يستلزم دراسة متأنية ومعلومات إضافية غير متوفرة لدي في الوقت الحاضر. وإنما أردت أن أقدم هذه المعلومات لتكون إضافة نوعية إلى البحث الذي كتبه بلال الحسن عن مدارس المنظمة خصوصاً وأن كتاب بـلال الحسن المشار إليه صدر قبل إلغاء تلك المدارس في نهاية العام الدراسي 75/76 وتضمن إحصائيات عن تلك المدارس لغاية السنة الدراسية 71/72 فقط.

هذا وقد اعتمدت في بحثي على معلوماتي الشخصية التي احتفظت بها في ذاكرتي بعد تأسيس المدارس عام 1967 وحتى الآن. كما اعتمدت فيه على الجداول والمعلومات التي زودني بها مشكوراً الصديق حسام سويد والذي كان مديراً لمدارس المنظمة لمدة سبع سنوات أي منذ عام 69-70 وحتى اغلاقها.

وأخيراً فإني أعتقد أن بحثي هذا والبحث الذي قدمه الأخ بلال الحسن عن تلك المدارس سيشكلان معاً المرجع الوحيد عنها في المكتبة العربية.

والله ولي التوفيق

 خيري أبو الجبين

مدارس المنظمة باختصار

أبدأ باعطاء القارئ الكريم فكرة اجمالية عن مدارس المنظمة والتي أنشأها مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت عام 67. وللتعرف على تلك التجربة الرائدة أنقل للقارئ الكريم ما كتبته عن تلك المدارس في “مذكرات خيري أبو الجبين” والتي نشرت في الكويت عام 1999 وهذه المذكرات كانت باللغة الدارجة لأنها فحوى أحاديث سبق أن وجهتها لابني نادر وإخوانه وكانت مسجلة على أشرطة تسجيل. وليعذرني القارئ لاتباعي هذا الأسلوب توفيراً للجهد. علماً بأنني أبقيت بعض الجمل في المذكرات على حالها حتى لا تفقد حرارتها كما أجريت تعديلاً طفيفاً فيها تسهيلاً لقراءتها:

“مدارس المنظمة يا نادر تجربة رائدة للشعب الفلسطيني تستحق التسجيل لأن الشعب أثبت أنه يستطيع أن يعمل الكثير رغم عدم وجود الإمكانيات.

كان عندنا في سنة 67 آلاف الطلبة الذين قدموا من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد النكسة للالتحاق بأولياء أمورهم ممن كانوا يعملون في الكويت آنئذ تاركين أسرهم في بلادهم توفيراً للنفقات.

وقد رفضت حكومة الكويت في البداية تعليم أولئك الطلاب في مدارسها لعدم وجود أماكن حيث كانت السنة الدراسية قد بدأت.

“طيب هؤلاء الطلاب إيش بده يعلمهم؟ فوقتها الحكومة ما قدرت تاخدهم وكان بادي الدوام. راجعت أنا المسؤولين بخصوصهم وقالوا ما بنقدر. قلت إحنا بنعلمهم، وتعبت كتير لما أقر المبدأ. وكان يعارضني وزير التربية صالح عبد الملك واستعملت معاه التصريحات الصحفية لإحراجه وكنت أروح آخذ موافقة من الخارجية لأن المسؤولين في وزارة الخارجية كانوا مؤيدين لي بهالطريق. وكنت كلما أصدر تصريح يقول لي وزير التربية: “إنت شنو تنطي تصريح مينو إنت؟”. وكنت أقول له أنا مدير المنظمة. يعني عارضني كتير. وبعدين جاء له أمر من فوق، فوافق. فصارت المدارس. ألفنا لجنتين؛ لجنة لإدارة المشروع هذه فيها المفتشين من أصدقائي رجال التعليم إللي بيشتغلوا بالوزارة، مثل جميل الصالح، وزهير الكرمي، حسين نجم ومحمود سعد الدين، حسام سويد، ومحمود عبد الفتاح، ونايف خرما. وكنت أنا معهم باعتباري مدير المنظمة وأفهم بالتعليم.

وأنا كنت مدير المدارس كلها، لأنه لي الصفتين. يعني أول سنة أنا مدير المشروع ومدير المدارس يعني مدير التعليم بالإضافة إلى مركزي. وفي السنة التالية، صرت مش قادر، فعينا مدير للتعليم إللي هو خليل عويضة. ولما راح خليل عويضة السنة الثالثة عين حسام سويد. يعني خليل عويضة صار هو مدير التعليم في السنة الثانية 68-69 وأنا كنت مدير التعليم بالسنة 67-68، وأخذ التعليم كل وقتي. وعينا خليل عويضة 68-69. وفي الـ 69 طلعت من المكتب في شهر 4 بعد أن استلمت منظمة فتح المنظمة. وعين حسام سويد لادارة المشروع اعتباراً من السنة الدراسية 69-70 أما الشؤون المالية لمدارس المنظمة فبقيت باستمرار من اختصاص مدير المكتب فضلاً عن الاتصالات الخارجية المتعلقة بتلك المدارس.

واللجنة الثانية التي ألفناها فاوضت وزارة التربية على الحصص والبرامج والإتفاق. وهذه اللجنة كان منها خليل دهمش لأنه من المعلمين العتق، وخالد الصادق وخليل السالم وكم واحد من إللي كانوا معلمين بالمعارف سابقاً. فاوضنا وإتفقنا وعملنا إتفاقية بيننا وبين التربية أنه المدارس تتبع بالمناهج وزارة التربية وأنه نعلم بعد الظهر. وأن التربية تعترف بشهاداتنا وأن ما ندخلش إلا الفلسطينية وفق السن المقرر وشئ من هذا القبيل.

يعني عملنا إتفاقية على كل الأمور التي تتبع في المدارس. وبعدين أعلنا عن فتح المدارس وهجموا الناس هجوم. حوالي عشرة آلاف تلميذ مالهمش مكان في المدارس الحكومية والخاصة ونظمناهم، طبعاً المعلمين اللازمين بدهم معاش، مين بده يعطيهم؟ فعملنا رسوم رمزية والجداول عندي محفوظة يعني إللي معاشه عشرين دينار يدفع ستة دنانير، وإللي معاشه ثلاثين دينار يدفع عشر دنانير بالسنة وهكذا. وكنا نطلب من الناس يجيبوا شهادات رواتبهم وبموجبها يدفع الناس، الولد الثاني يخفض له القسط، والولد الثالث نعفيه وشئ من هذا القبيل. وإللي مش قادر يدفع، كنا نروح للأغنياء الفلسطينيين نقول لهم إدفعوا عنه. مثلاً أقول لعبد المحسن القطان إدفع عن خمسين ولد وهكذا بس علشان الصندوق يغطي لأن وزارة التربية لما رفضت قالت لمجلس الوزراء هذا المشروع بيكلف مليونين دينار. لكن إحنا عملناه بأقل من مائة ألف دينار بالسنة الأولى ودفعناها من الأقساط ومن ما بقي عندنا من إللي كنا جمعناه لمستشفى الميدان. واستأذنا اللجنة التنفيذية وقلنا لهم الناس بدها تعليم. وقالوا توكلوا على الله.

وكنا ندرس أربع حصص بعد الظهر لأننا كنا نستعمل المدارس بعد ما يروحوا طلاب الحكومة. فتحنا مدارس في النقرة والفروانية، وفي الفحيحيل، وفي كل الأحياء التي يزدحم فيها الفلسطينيون. كل المراحل الإبتدائي والمتوسط والثانوي. وكان الطلاب ينشدون في الدوام في طابور الصباح “نشيد عائدون”. كان هو النشيد إللي طبقناه في البداية. وكنا في السنة الأولى ننقلهم بالباصات برسوم زهيدة بعد أن اتفقنا مع شركة المواصلات الكويتية وخفضت لنا أجور الباصات. وعينا معلمين لأنه كان في بطالة فلسطينيين في الكويت، وكنا نعطي المعلم 40 دينار حامل الثانوية العامة. والجامعي أظن 55. بس الشرط ما ندفعش في الصيف. وإلا كيف بدنا نوفر وكان المعلم يعلم بـ 40 دينار أربع حصص بعد الظهر. فيه ناس قالوا لنا إعملوها بالتبرع قلنا إذا عملناها بالتبرع بنضمنش لأن المدرس ببلاش يمكن ييجي يوم واليوم الثاني ما يجيش، بينما المعاش الـ Nominal بيربط. حتى منظمة فتح قالت لي يا أخي أجلوا بلاش شغلة التعليم علشان الثورة، واقترحوا ناس ننصب خيام. أما كيف تجيب خيام وأديش حق الخيام؟ مش مهم عندهم!! يعني كله منشان التعطيل. بعدين لما طلعت أنا من المنظمة استلموها فتح. بعدين أقفلت وما قدروا يستمروا فيها. والحكومة بدهاش إياها.

تجربة المدارس تجربة رائدة جداً. استمرينا بيطلع عشر سنوات. وكنا ماخدين مدرستكم هذه الدعية الثانوي للبنين، وثانوي البنات في طليطلة وكنا نقدم الإمتحانات مع الحكومة يعني طلابنا يقدموا نفس امتحانات الحكومة وهي تصلح يعني وزارة التربية تصلح. والحقيقة كانت تجربة المدارس يفتخر بها الشعب الفلسطيني، إلى أن أقفلت بنهاية سنة 75-76 بكل أسف ونقلوا الطلاب لمدارس الحكومة. هذه هي تجربتنا في الـ 67 حيث إنشغلنا كتير وصار مكتب المنظمة كخلية نحل لأن الناس صاروا يدخلونه من أجل الحاق أبنائهم بالمدارس.” .. انتهى

تطور أعداد طلاب مدارس منظمة التحرير الفلسطينية

بدولــة الكويـــت

عدد الطلاب العام الدراسي
4721 1967 / 1968
8726 1968 / 1969
12597 1969 / 1970
13817 1970 / 1971
14957 1971 / 1972
14847 1972 / 1973
14942 1973 / 1974
16616 1974 / 1975
15728 1975 / 1976

كيف نشأت المشكلة

بعد هذا الموجز عن مدارس المنظمة في الكويت أقول أن مشكلة تعليم الطلاب الفلسطينيين في الكويت كانت قد بدأت قبل عام النكسة 1967 لأن الحكومة الكويتية كانت فيما مضى ومنذ 1948 تسمح بادخال جميع الطلاب الفلسطينيين في مدارس الحكومة حيث كان هناك قرار للجامعة العربية بأن يعامل أبناء اللاجئين في كل قطر عربي بالنسبة للتعليم معاملة أبناء المواطنين. ومع أن الكويت لا تعتبر دولة مضيفة للاجئين إلا أنها والحق يقال أعطت الفلسطينيين الذين وفدوا إليها تسهيلات في ميادين كثيرة ومنها ميدان التربية والتعليم.

إلا أن الحال بدأ يتغير في مطلع الستينات حيث بدأت وزارة التربية الكويتية تحدد عدد الطلاب الأجانب في مدارسها بنسبة 25 في المائة لهذا بدأ يظهر بعض الضيق في صفوف غير الكويتيين ومنهم الفلسطينيون بالنسبة لتعليم أبنائهم فبدأ التوسع في إنشاء المدارس الخاصة لحل هذه المشكلة لاسيما أن وزارة التربية عادت فيما بعد وحددت عدد من يقبلون في المدارس الحكومية بنسبة 10% فقط من الطلاب الكويتيين فأصبح يشترط أن لا يدخل الطلاب الجدد إلا للصف الأول ابتدائي باستثناء أبناء بعض ذوي المهن الخاصة كما صار يشترط أن يكون والد التلميذ المتقدم لدخول مدارس الحكومة ممن دخلوا البلاد قبل سنة محددة أو أن يكون جده من قدامى الذين دخلوا إلى البلاد وهذا يعني أنه صار صعباً بل مستحيلاً في بعض الأحيان قبول طلاب جدد في مدارس الحكومة في الكويت.

وقد حاول مكتب منظمة التحرير في الكويت قبل نكسة عام 1967 أن يحل مشكلة تعليم أبناء الفلسطينيين لأن الكثيرين من أولياء أمورهم كانوا غير قادرين على دفع أقساط المدارس الخاصة وقدم مكتب المنظمة عدة مذكرات إلى وزارة الخارجية الكويتية طالبا أن يعامل أبناء الفلسطينيين في الكويت معاملة أبناء دول الخليج فيها والذين كان يسمح لهم جميعا بدخول مدارس الحكومة. وقد نجح المكتب في التخفيف من الأزمة إلا أن المشكلة بقيت قائمة.

وبعد أن سقطت غزة والضفة الغربية في حزيران 67 بدأت جموع النازحين الفلسطينيين تتجه إلى البلدان العربية المجاورة، كما تدفق آلاف الطلاب والأسر للالتحاق بأولياء أمورهم المقيمين في دولة الكويت وكانت حكومة الكويت في البداية ترفض ادخال هؤلاء إلى الكويت إلا أن كبار المسؤولين في الدولة استجابوا لوساطة مكتب المنظمة فيما بعد وسمحوا بادخال أولئك اللاجئين دون تأشيرات مسبقة كما أن أوضاع الكثيرين الذين كانوا يتجمهرون على الحدود العراقية الكويتية طالبين الدخول إلى الكويت كانت صعبة وسمحت الكويت من ناحية انسانية بدخولهم للالتحاق بذويهم المقيمين فيها.

كيف حلت المشكلة

وكما ذكر في الملحق السابق توجهت بعدة مذكرات إلى وزارة الخارجية من أجل إدخال الطلاب القادمين إلى مدارس وزارة التربية إلا أن التربية اعتذرت بقولها أنه لا يوجد في مدارسها أماكن لاستيعاب أولئك الطلاب وأن السنة الدراسية قد بدأت فعلاً. واقترحت أن تقوم التربية بتعليمهم بأية وسيلة تراها فتقدم وزير التربية آنذاك صالح عبد الملك إلى مجلس الوزراء بمذكرة مفادها أن تعليم أولئك الطلاب يكلف مليوني دينار كويتي وهو مبلغ كبير نسبياً! وهكذا رفض المشروع فطلبت من مجلس الوزراء عبر وزارة الخارجية بأن يقوم مكتب المنظمة بتعليم أولئك الطلاب ووضعت تصورنا لحل المشكلة وأهم ما قدمته هو أن نستعمل مدارس الحكومة في فترة بعد الظهر لاستيعاب أولئك الطلاب ووافقت الحكومة الكويتية على ذلك وألفنا لجنة فاوضت وزارة التربية واتفقنا على الشروط الأساسية وبدأنا العمل كما ذكرت.

المدرسون

كان اتفاقنا مع وزارة التربية أن تقوم المنظمة بالصرف على المدارس وتعيين المدرسين لها ودفع رواتبهم وكان دور وزارة التربية أن تعطينا مدارس محددة لنستعملها بعد الظهر وأن تصرف الكتب لطلابنا مجانا على اعتبار أننا سنطبق مناهج وزارة التربية ونستعمل كتبها المقررة والتي لم تكن متوفرة إلا في مخازن وزارة التربية.

وهكذا أعلنا عن حاجتنا إلى مدرسين فتقدم لدينا العشرات من حملة الشهادة الثانوية للعمل في المدارس الابتدائية فألفنا لجنة برئاسة محمود سعد الدين قامت باختبار معظم المدرسين اللازمين للمرحلة الابتدائية وللصفوف الأولى من المرحلة المتوسطة أما صفوف المرحلة الثانوية فلم يكن في الكويت مدرسون لها لأنه لم يكن يسمح أصلا بدخول الكويت إلا لمن له عمل ولم يكن المدرسون يحضرون إلى الكويت إلا للعمل في وزارة التربية..!

وهكذا عزمت على السفر إلى القاهرة لاحضار مدرسين للمدرسة الثانوية وبعض التخصصات للمرحلة المتوسطة واتصلت بمكتب المنظمة بالقاهرة فقام بالاعلان عن حاجة مدارس المنظمة في الكويت إلى مدرسين للثانوي وحدد للمتقدمين مواعيد لمقابلتي في مكتب المنظمة هناك.

وسافرت في أواسط نوفمبر 67 إلى القاهرة بمفردي لأن بقية زملائي المفتشين من أعضاء اللجنة العاملة معي كانوا من الموظفين غير المسموح لهم بالسفر أو أخذ الاجازات أثناء السنة المدرسية.

وبدأت المقابلات في القاهرة معتمداً على خبرتي السابقة في التدريس للصفوف الثانوية سواء في فلسطين أو في الكويت إذ كنت في فلسطين كما ذكرت مدرساً للرياضيات والطبيعيات واللغة الانجليزية في كلية الثقافة بيافا كما وكنت في الكويت حتى عام 1958 مدرساً للرياضيات في المباركية الثانوية ثم في ثانوية الشويخ.

هذا وقد كان في القاهرة عدد وافر من المدرسين الفلسطينيين بعضهم من خريجي الجامعات المصرية الجدد من أبناء قطاع غزة المتواجدين في القاهرة والبعض الآخر هم المدرسون الفلسطينيون من القطاع الذين سمح لهم الرئيس عبد الناصر بالعمل في مصر تخفيفا للضائقة الاقتصادية في القطاع فتم توزيعهم على المدارس المصرية المختلفة وبعد نشر اعلان مكتب المنظمة في الصحف المصرية توافد الكثيرون من أولئك المدرسين للمكتب لاجراء المقابلات تمهيداً لتعيينهم.

وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد وافقت على منح تأشيرات دخول للكويت لكل من سيعمل في مدارس المنظمة. وبعد مقابلات مضنية استعنت فيها ببعض قدامى المدرسين الفلسطينيين المتواجدين في القاهرة، اخترت أعدادا محدودة من مدرسي الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية حيث أن الصفوف الثانوية والمتوسطة العليا في مدارس المنظمة كان عددها محدودا في السنة الأولى.

كما اضطررت لاختيار أكثر من حاجتنا من مدرسي الفنون لمساعدتهم في الحضور إلى الكويت بطريقة أو بأخرى وكذلك الحال بالنسبة لعدد من المهندسين المدنيين الذين توجهوا إليّ بالرجاء بإعطائهم فرصة للسفر إلى الكويت لتدريس الرياضيات بأية وسيلة وبأي راتب على أن يستقيلوا فور ايجاد أعمال لهم في المجال الهندسي. وبعد انتهاء المقابلات قام مكتب المنظمة في القاهرة باكمال باقي اجراءات السفر للمدرسين الذيـن اخترتهم وسافروا جميعا إلى الكويت وكانوا على رأس عملهم في 2/12/1967 وهو اليوم الذي افتتحت فيه المدارس والجدير بالذكر أننا قمنا بالتعاقد مع المدرسين من مصر لأن وزارة التربية الكويتية في السنة الأولى لم تكن تسمح باعارتنا بعض مدرسيها للعمل في مدارسنا بعد الظهر … إلا أنها عادت وسمحت بذلك في السنوات التالية مما خفف العبء عنا فيما بعد.

ومما يذكر أننا في عام 1968 واستعدادا للسنة الدراسية الثانية 68/69 ألفنا بعثة للتعاقد مع المدرسين اللازمين للمدارس آخذين بعين الاعتبار توقع ازدياد عدد الطلاب فيها وقد تألفت البعثة آنذاك مني ومن الموجهين محمود سعد الدين للغة العربية وحسين نجم للرياضيات ونايف خرما للغة الانجليزية.

وفي مكتب المنظمة في القاهرة قمنا باجراء مقابلات لأعداد كبيرة من المدرسين الفلسطينيين ممن كانوا يعملون في مصر آنذاك واختارت اللجنة الأعداد اللازمة منهم من مختلف التخصصات وقمنا بالتعاقد معهم وباشروا العمل في مدارس المنظمة بالكويت في بداية السنة الدراسية 68/69.

وفي السنوات التالية توقف قسم التعليم في المنظمة عن التعاقد الخارجي لأن وزارة التربية كما ذكرت باتت تسمح بانتداب بعض مدرسيها من التخصصات غير المتوفرة في السوق للعمل في مدارس المنظمة فضلا عن بدء توفر أعداد من المدرسين الفلسطينين القدامى في الكويت مما مكن قسم التعليم من اختيار ما تحتاجه المدارس من المدرسين اللازمين لسد النقص الناتج عن الاستقالات أو التوسع في المدارس وذلك باجراء مقابلات محلية في مكتب المنظمة في الكويت وفق قواعد وضوابط كان يحددها قسم التعليم.

المدارس المستخدمة

كانت الاتفاقية التي عقدت بين مكتب المنظمة في الكويت ووزارة التربية الكويتية تنص على أن تقدم الوزارة للمنظمة مدارس معينة لتستخدمها المنظمة في فترة بعد الظهر أي بعد انتهاء الدوام الصباحي بمدارس الوزارة وهكذا كان … فقد استعملت المنظمة في السنة الأولى للمشروع ثماني مدارس للبنين والبنات وقد اختارت المنظمة أن تكون مدارسها في الأحياء والضواحي التي يتكاثر فيها الفلسطينيون وهي النقرة وحولي والسالمية والفروانية وخيطان والفحيحيل.

ولضمان حسن سير العمل اتفقت المنظمة مع الوزارة على أن يكون ناظر المدرسة المسائية (للمنظمة) هو نفس ناظر مدرسة الوزارة الصباحية أو وكيلها على أن يعين مكتب المنظمة وكيلا من قبله لكل مدرسة. وكان الهدف من ذلك الاتفاق هو أن يشرف الناظر الحكومي على حسن استعمال بناية المدرسة وأثاثها ومختبراتها ومرافقها وما إلى ذلك حتى لا يقال أن طلاب المنظمة أتلفوا أثاث المدرسة أو مرافقها.

وبالإضافة إلى المدارس المستخدمة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة للبنين والبنات استعملت المنظمة مدرسة طليطلة الثانوية للبنات وهي في منطقة حولي حيث استمرت طالبات المرحلة الثانوية يدرسن في مدارس المنظمة بضع سنوات إلى أن وافقت الوزارة على استيعابهن في مدارسها فتوقفت مدرسة طليطلة الثانوية التابعة للمنظمة عن العمل.

وبسبب ازدياد أعداد الطلاب في السنوات التالية نظراً لتحسن سوق العمل في الكويت في السبعينات مما أتاح للكثيرين من الفلسطينيين وغيرهم القدوم للعمل في الكويت مصطحبين معهم أسرهم خصوصا وأنهم كانوا يجدون في مدارس المنظمة مكاناً لاستيعاب أبنائهم بأقساط قليلة أو معدومة ونظراً لأن الكثيرين من أولياء الأمور بدأوا ينقلون أبناءهم من المدارس الخاصة إلى مدارس المنظمة توفيراً للنفقات حيث كانت أقساط المدارس الخاصة مرتفعة نسبياً أو هي أعلى حتماً من أقساط مدارس المنظمة، فإن كل هذه الأسباب أدت إلى ازدياد عدد طـلاب مـدارس المنظمة وكما يتضح من الجدول التالي ارتفع عددهـم من 4721 طالباً عام 67/68 إلى أن أصبح العدد 15728 طالباً في السنة الأخيرة لعمل تلك المدارس أي في السنة الدراسية 75/76. وبسبب ازدياد عدد الطلاب كان لابد للمنظمة من استخدام مدارس أكثر لاستيعابهم.اعداد المدرسين في مدارس المنظمه في الكويت

وهكذا زادت أعداد المدارس من 8 مدارس في السنة الأولى (67/68) إلى عشرين مدرسة في السنة الدراسية 75/76.

وفيما يلي أسماء تلك المدارس

أولا:    مدارس البنين وعددها 11 مدرسة وهي:

مدرستا خالد بن الوليد والحريري في النقرة، مدرستا الفارابي والشعب في حولي، مدرسة الرازي في السالمية، ومدارس معاذ بن جبل والمثنى وأبرق خيطان في أبرق خيطان ومدرسة عثمان بن عفان والكندي في الفحيحيل. وكانت تلك المدارس لطلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بالإضافة إلى مدرسة حولي الثانوية والتي كانت للمرحلة الثانوية.

ثانيا:     مدارس البنات وعددها 11 مدرسة وهي:

         مدرستا أم أيمن وباحثة البادية في النقرة

ومدارس أم البنين وبنات حولي وعمورية وزبيدة وحفصة في حولي.

         ومدرسة الأمة في السالمية

         ومدرسة النهضة في أبرق خيطان

         ومدرسة الفروانية للبنات في الفروانية

         ومدرسة أم حبيبة في الفحيحيل

وكانت تلك المدارس لطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة حيث أن طالبات المرحلة الثانوية نقلن في السنة الرابعة إلى مدارس الحكومة كما ذكرنا أعلاه.

وفيمـا يلـي احصائية بعدد مدارس المنظمة في آخر سنة لعملها أي في السنة الدراسية 75/76اعداد المدارس و الفصول في مدارس المنظمه في الكويت

النواحي الفنية

كان الاتفاق الموقع مع وزارة التربية أن تسير المدارس في منهاجها تماما كمدارس وزارة التربية وتستعمل نفس الكتب إلا أنه ولضيق الوقت كنا في السنتين الأوليين ندرس أربع حصص يوميا لذلك اضطررنا آنذاك لحذف مادة التربية الموسيقية ومادة التربية الرياضية وخفض عدد الحصص المقررة لكل مادة دراسية أذ أن المنهج في مدارس الحكومة كان يغطى بثلاثين أو 32 حصة أسبوعياً لكل فصل بينما لم يكن لدينا إلا 24 حصة في الأسبوع، حيث كانت مدارسنا تعمل ستة أيام في الأسبوع بمعدل 4 حصص يومياً وتعطل يوم الجمعة غير أنه في السنوات التالية أمكن زيادة ساعات عمل المدارس وأمكن بالتالي أن تعمل وفق الخطة الدراسية لوزارة التربية ولو بحصص أقل.

والجدير بالذكر أن نتائج طلبة مدارس المنظمة في الشهادات الرسمية (المتوسطة والثانوية) كانت عالية ومشرفة، وكان طلبة مدارس المنظمة إلى جانب تفوقهم ملتزمين بالنظم والقواعد التربوية والمدرسية.

وفي السنتين الأوليين للمشروع لم يكن طلابنا يمارسون أنشطة خارجية ولكن في السنوات التالية صارت المدارس تقيم المعارض الفنية وتعرض فيها نتائج مجهودات الطلاب وأنشطتهم التي كانت تتم خارج الدوام المدرسي.

كما قدمت مدارس المنظمة بعد ذلك عرضا رياضيا لطلابها كان ناجحاً جداً ولافتا لٌلأنظار.

التفتيش الفني

في البداية كان الموجهون الفلسطينيون في وزارة التربية الكويتية هم الذين يقومون بتوجيه المدرسين أي التفتيش الفني في المدارس وقد شارك في هذا العمل مجاناً كل من الموجهين محمود سعد الدين (للغة العربية) وجميل الصالح وحسين نجم (للرياضيات) وزهير الكرمي (للعلوم) ونايف خرما (للغة الانجليزية) ولكن بعد التوسع في المدارس بدأت المنظمة تحتاج إلى أكثر من أولئك الموجهين لحسن سير العمل وصارت تدفع لهم رواتب رمزية كما عين للمدارس العدد اللازم من الموجهين الاداريين ولتوضيح الأمور الفنية الأخرى المتعلقة بالمشروع أورد فيما يلي فقرات من تقرير أعده حسام سويد رئيس قسم التعليم والذي أصبح فيما بعد يتبع دائرة الثقافة والتعليم للمنظمة ومقرها في دمشق بعد أن أصبحت رسمياً الجهة المسؤولة عن تلك المدارس في منظمة التحرير الفلسطينية.

وتضمن التقرير عدة أمور نعرضها فيما يلي:

أولا: توفير الأعداد اللازمة من المدرسين والمدرسات:

تتم عملية توفير المدرسين والمدرسات عن طريق التعاقد، وتشكل لجان للتعاقد من الموجهين الفنيين العاملين في وزارة التربية ومنتدبين للتوجيه الفني بمدارس المنظمة. وقد يتعذر توفير بعض التخصصات عن طريق التعاقد، فيلجأ قسم التربية والتعليم إلى ندب بعض مدرسي ومدرسات وزارة التربية للعمل بمدارس المنظمة منتدبين بالحصة على أن لا تزيد حصص المدرس أو المدرسة عن عشر حصص في الأسبوع

ثانيا:     كثافة الفصول

يحرص قسم التربية والتعليم على أن لا يزيد عدد طلاب الفصل الواحد عن مثيله في مدارس الوزارة.

ثالثاُ:     الخطة الدراسية والدوام الرسمي في مدارس المنظمة

بدء دوام مدارس المنظمة، اعتباراً من الساعة الثانية ظهراً حتى الساعة الخامسة وخمسة وخمسين دقيقة مساء في المرحلة الابتدائية. ومن الساعة الثالثة ظهراً حتى الساعة السابعة وخمسة وثلاثين دقيقة مساء في المرحلة المتوسطة. ومن الساعة الثالثة ظهراً حتى الثامنة وثلاثين دقيقة مساء في المرحلة الثانوية. (أي خلال فترة مرهقة للمدرس والطالب معاً). ورغم ذلك، فإن الخطة الدراسية من حيث عدد الحصص وتوزيعها تغطي حاجة المنهج تماماً دون تخفيض مدة الحصة الواحدة.

رابعاً:  الشروط والأوراق المطلوبة لتسجيل الطلاب الفلسطينيين المنقولين من مدارس خارج الكويت

– أن تكون لدى الطالب ولدى ولي أمره اقامة في الكويت.

–  أن يكون ولي أمره من ذوي الدخل المحدود وغير قادر على تسجيل ابنه في المدارس الخاصة.

–  أن يكون عمر الطالب قانونيا وفقا لشروط وزارة التربية.

–  شهـادة انتقـال مـن المدرسـة التـي كـان يـدرس بها الطالب مصدقة من (وزارة التربية + وزارة الخارجية + سفارة دولة الكويت) في البلد التي صدرت منها الشهادة المدرسية.

–         شهادة ميلاد رسمية للطالب وصورة عنها.

–         (3) صور للطالب قياس (6X 4 ) سم.

–         جواز سفر الطالب وعليه الإقامة.

–         جواز سفر ولي الأمر وعليه الإقامة.

–         شهادة راتب حديثة لولي الأمر.

ملاحظة هامة:  لا يعتبر الطالب مقبولاً إلا بعد موافقة وزارة التربية على تسجيله وبعد أن يدفع ولي أمره القسط المطلوب منه.

خامساً: احصائيـة بأعـداد طـلاب وطالبـات مدارس منظمة التحرير الفلسطينية للعام الدراسي 75/76

المرحلة الابتدائية بنين بنات المجموع
السنة الأولى الابتدائية 86 88 174
السنة الثانية الابتدائية 851 887 1738
السنة الثالثة الابتدائية 460 430 890
السنة الرابعة الابتدائية 474 453 927
المجموع 1871 1858 3729
المرحلة المتوسطة بنين بنات المجموع
السنة الأولى المتوسطة 1080 686 2066
السنة الثانية المتوسطة 1808 1572 3280
السنة الثالثة المتوسطة 1528 1459 3017
السنة الرابعة المتوسطة 1112 940 2052
المجموع 5558 4957 10515
المرحلة الثانوية بنين بنات المجموع
السنة الأولى الثانوية 777 777
السنة الثانية الثانوية 288 288
السنة الثالثة الثانوية 224 224
السنة الرابعة الثانوية 195 195
المجموع 1484 1484
المجموع النهائي 8613 6815 15728

ملاحظات:

1)  امكانية استيعاب الطلاب في مدارس الوزارة على دفعات.

2)  محاذير تشكيل مؤسسة للاشراف على مشروع التعليم.

3)  يعاني صندوق التعليم من عجز مالي سنوي لا يقل عن         (200.000) مائتي الف دينار لأن العديد من أولياء الأمور لا يدفعون الأقساط المستحقة.

4)  الأعداد التي تقبل في الصف الأول الابتدائي تتناقص سنوياً بسبب تزايد الأعداد التي تستوعبها مدارس وزارة التربية.

التاريخ: 19/1/1976

ميزانية المشروع

وضع مكتب المنظمة منذ بداية المشروع نظاماً للأقساط راعى فيه أموراً عدة أهمها

1-  أن لا تكون الأقساط مرهقة لأولياء الأمور نظراً لأن معظمهم كانوا من فئات العمال اليوميين ذوي الرواتب المنخفضة.

2-  أن تكون الأقساط إذا ما استوفيت بالكامل كافية لتسيير مدارس المنظمة مع مساعدة محدودة لسد العجز يمكن أن يدفعها الصندوق القومي الفلسطيني.

3-  تسدد أقساط الطلاب الفقراء جدا من تبرعات رجال الأعمال الفلسطينيين في الكويت كما سبق أن ذكرنا على أن تكون أعداد هؤلاء الطلاب في أضيق الحدود ضماناً لاستمرار هذه العملية.

وأخذ في الاعتبار أنه من الممكن تغطية ميزانية المشروع من الأقساط والتبرعات والمساعدات المحدودة لأن بنايات المدارس وأثاثها وصيانتها وانارتها وكذلك الكتب مقدمة مجاناً من الحكومة الكويتية وذلك كله يشكل عادة نحو نصف ميزانية المدارس الخاصة فضلا عن أن التوجه كان بتقليص رواتب المدرسين إلى أقصى الحدود وعدم دفع رواتب العطلة الصيفية لهم ومع أن ذلك كان أمراً مجحفاً إلا أنه كان لابد من اتخاذه حتى ينجح المشروع.

جدول الأقساط

كانت الأقساط التي تستوفى من طلاب مدارس المنظمة كما يلي:

1-  أقساط المرحلة الابتدائية: كان الحد الأدنى لقسط الطالب فيها 6 دنانير سنويا لمن كان راتب والده من فئة عامل عادي والحد الأعلى 40 دينارا سنوياً لمن كان والده من كبار الموظفين (درجة رابعة وما فوق).

2-  أقساط المرحلة المتوسطة: كان الحد الأدنى للقسط السنوي فيها 9 دنانير والأعلى 60 ديناراً.

3-  أقساط المرحلة الثانوية: كان الحد الأدنى للقسط السنوي فيها 12 ديناراً والحد الأعلى 65 ديناراً.

وفيما يلي بيان بفئات الموظفين والعمال في الكويت والراتب الشهري لكل منها:

جدول رواتب العاملين في القطاع الحكومي في دولة الكويت عام 1967

الراتب الشهري شاملا العلاوة

الراتب الشهري بالدينار بالتقريب

الفئة والدرجة في كادر الموظفين لحكومة الكويت

60 33 موظف درجة ثامنة
85 48 موظف درجة سابعة
110 68 موظف درجة سادسة
150 86 موظف درجة خامسة
215 120 موظف درجة رابعة
235 146 موظف درجة ثالثة
255 188 موظف درجة ثانية
300 223

موظف درجة أولى

الراتب الشهري بالدينار

الفئة والدرجة في كادر العمال لحكومة الكويت
22

عامل من فئة عامل عادي

26 عامل من فئة معاون صانع
35 عامل من فئة صانع فني
45 عامل من فئة صانع فني دقيق
60 عامل من فئة صانع فني ممتاز
70 عامل من فئة رئيس ورشة
75 عامل من فئة ملاحظ عمل

وكان يراعى في دفع الأقساط ما يلي:

أ-   تدفع الأقساط السنوية على ثلاث دفعات (وقد عدل النظام فيما بعد وأصبحت تدفع على دفعتين).

ب- يخفض القسط للولد الثالث ومن يليه إلى النصف بينما يدفع القسط كاملاً عن الولد الأول والثاني.

جـ- لا يدفع ولي الأمر عن أبنائه أكثر من ضعف قسط طالب المرحلة الثانوية المقرر لفئته مهما بلغ عدد أبنائه.

د-   تقدير القسط يعتمد على شهادة الراتب التي يقدمها ولي الأمر على أن تكون مصدقة من الوزارة أو الجهة التي يعمل فيها.

رواتب المدرسين

كانت رواتب المدرسين في السنة الأولى والثانية للمشروع أي في العام الدراسي 67/68 و 68/69 بمعدل 40 ديناراً لحامل الشهادة الثانوية و55 ديناراً للجامعي. ودفعـت الرواتب في السنة الأولى عـن ستة أشهر فقط نظراً لبـدء الدراسة في 2/12/67. وفي السنة الثانية دفعت الرواتب عن 9 شهور بمعنى أنه لم تدفع للمدرسين رواتب عن العطلة الصيفية في السنتين الأوليين لعمل هذه المدارس.

وفي السنوات التالية أصبح سلم الرواتب كما يلي:

1-  الراتب السنوي المقطوع لحامل الشهادة الثانوية مع الخبرة هو 420 ديناراً.

2-  الراتب السنوي المقطوع لحامل شهادة دار المعلمين (3 سنوات بعد الاعدادية) هو 430 ديناراً.

3-  الراتب السنوي المقطوع لحامل شهادة دار المعلمين (نظام سنتين بعد الثانوية أو 5 سنوات بعد الاعدادية) هو 470 ديناراً.

4-  الراتب السنوي المقطوع لحامل الشهادة الجامعية هو 575 ديناراً.

وكانت تعطى علاوة إضافية لمرة واحدة للمدرسين المتزوجين.

كيف تمت موازنة المشروع

قبل بداية عمل مدارس المنظمة كان لدينا في الصندوق حوالي 50 الف دينار كويتي ترصدت كما ذكرت من التبرعات التي جمعت لحملة مستشفى الميدان التي كنا بدأناها أثناء نكسة عام 67 وكنا قد جمعنا في الأصل نحو 80 الف دينار صرفنا جزءا منها على حملات ارسال المتطوعين إلى الضفة الغربية للمشاركة في القتال في عام 67 وبعد موافقة اللجنة التنفيذية للمنظمة بدأنا بالصرف على مشروع التعليم من رصيد حملة التبرعات لمستشفى الميدان وتمكنا بحمد الله من اكمال السنة الأولى وكذلك السنة الدراسية الثانية دون عجز في الميزانية لأننا كنا حريصين على استيفاء أقساط الطلاب جميعهم ومن لم يكن قادرا منهم على الدفع كان يدفع عنه أحد رجال الأعمال الفلسطينيين كما سبق أن ذكرت.

ومع أن عدد الطلاب قفز من نحو خمسة آلاف طالب في السنة الأولى إلى 8300 طالب في السنة الثانية إلا أن الـ 50 الف دينار التي كانت متوفرة لدينا كانت أكثر من كافية لسد العجز وكان يمكن أن تستمر المدارس في العمل لو سرنا على نفس الطريق مع بعض التعديلات إلا أنه ومنذ السنة الدراسية الثالثة بدأ العجز يظهر واضحاً في الميزانية وكان السبب هو عدم تسديد كل الأقساط إذ بدأ مكتب المنظمة وللأسف يتساهل في استيفاء أقساط الطلبة فنشأ عجز في نهاية تلك السنة سدد من تبرع الحكومة الكويتية للمشروع آنذاك بمبلغ مائة الف دينار وهذه كانت كافية لسد عجز السنتين الثالثة والرابعة. وفي السنة الخامسة وما تلاها صار العجز يتزايد وأصبح في حدود 150 الف – 200 الف دينار سنوياً وكان يسدد أحيانا من الصندوق القومي وفي معظم الأحيان كانت تسدده وزارة التربية الكويتية. واستمر الوضع كذلك إلى أن أصبحت المنظمة غير قادرة على الاستمرار في مشروع المدارس لأسباب مالية وغيرها رغم أن لجنة للتعليم أسست فيما بعد في مكتب المنظمة حاولت حل هذه المشكلة، وللأسف لم تفلح! وأذكر من بين أعضاء تلك اللجنة جميل البديري وعبد الحق عبد الشافي، فتوقفت المدارس وللأسف عن العمل في نهاية السنة الدراسية 75/76.

لماذا توقف المشروع

من الواضح أن مشروع مدارس المنظمة والذي كان مفخرة لنا وكان يستوعب باستمرار نحو 40 في المائة من مجموع الطلبة الفلسطينيين في الكويت حسب الاحصائيات ا لمنشورة قد توقف لأسباب مالية إذ أن الخطة المالية التي سبق أن وضعناها لتسيير المشروع والتي نجحت في السنة الأولى والثانية للمشروع لم تعد يعمل بها وبكل أسف أقول أن مكتب المنظمة بات يتهاون في استيفاء الأقساط وكان يلجأ في كثير من الأحيان لاعفاء الكثير من الطلاب خصوصاً إذا كان أولياء أمورهم من تنظيم فتح أو التنظيمات المتحالفة معها كما أن المكتب كان يلجأ شكلياً لتسجيل أقساط بعض الطلبة على بعض المنظمات الشعبية الفلسطينية في الكويت بموافقتها كاتحاد المهندسين واتحاد الأطباء واتحاد العمال وغيرها وهذه لم تكن تسدد ما عليها. كما أن التبرعات لم تكن تصل من رجال الأعمال الفلسطينيين لتغطية بعض أقساط الطلاب الفقراء والذين لم يتمكنوا من دفعها. بعد ذلك ظهر العجز واضحا في صندوق التعليم. وقدمت اقتراحات عديدة لتلافي هذا العجز منها زيادة ضريبة التحرير التي كانت تجبى من الموظفين الفلسطينيين في الكويت بنسبة واحد في المائة (1%) تخصص للتعليم أو تعميم الضريبة على العاملين في القطاع الأهلي أسوة بالعاملين في القطاع الحكومي ولكن كل ذلك كان يحتاج إلى قرار حكومي..! (وتنظيم مالي واداري لم يكن متوفراً وللأسف) فكان الحل الوحيد لتلك المشكلة هو أن تستوعب مدارس حكومة الكويت طلاب مدارس المنظمة. وهكذا كان إذ وافقت وزارة التربية أخيراً على قبول أولئك الطلبة في مدارسها حتى تتخلص من المشاكل التربوية والمالية والأمنية التي نشأت بسبب تلك المدارس وكان في ذلك خسارة كبيرة إذ أن وزارة التربية لم تقبل في مدارسها فيما بعد الطلاب الفلسطينيين والذين كانت تستقبلهم مدارس المنظمة عادة.

اغلاق المدارس

وفي 26/5/76 عقد اجتماع في وزارة التربية حضره مدير قسم التعليم في المنظمة حسام سويد وحضره أيضاً بعض كبار المسؤولين في ادارة الامتحانات وشؤون الطلبة في وزارة التربية وتقرر في ذلك الاجتماع توزيع طلاب مدارس المنظمة وطالباتها على مدارس وزارة التربية في الأحياء والضواحي المقابلة فوضعت كل الترتيبات الفنية والادارية اللازمة وتم تنفيذ ذلك اعتباراً من بداية السنة الدراسية 76/77.

وقبل انتهاء السنة الدراسية 75/76 وهي آخر سنة للمشروع وجه حسام سويد مدير قسم التعليم كتاباً لنظار وناظرات مدارس المنظمة يشعرهم فيه بتوقف تلك المدارس عن العمل اعتباراً من السنة الدراسية المقبلة 76/77 كما شكرهم على جهودهم التي بذلوها أثناء عملهم وفيما يلي نص رسالة رئيس قسم التعليم:

نص رسالة الشكر الوداعية الموجهة من رئيس قسم التعليم للنظار والمدرسين

منظمة التحرير الفلسطينية

قسم التربية والتعليم

مكتب الكويت

التاريخ: 19/5/1976

الأخ / الأخت                            ناظر مدرسة                 المحترم

تحية فلسطين وبعد:

كان لتعاونكم الصادق خلال الفترة التي حملنا فيها معا أمانة مشروع تعليم أبناء فلسطين بمدارس منظمة التحرير الفلسطينية بالكويت أكبر الأثر في نجاح هذا المشروع ووصوله إلى المستوى اللائق … وإنه ليسعدني وقد شارف هذا المشروع على نهايته أن أقدم لكم ولجميع الأخوة والأخوات العاملين بالمدرسة خالص شكري وعظيم امتناني على ما بذلتم من جهد صادق في سبيل تربية أبنائنا وبناتنا التربية الوطنية الصالحة ولسوف أذكر بالكثير من الفخر والسعادة سنوات قدمنا فيها معا جهداً متواضعاً على طريق العودة وأسهمنا فيها بوضع لبنة في صرح بناء جيل عربي فلسطيني صالح.

مع خالص شكري وتقديري ،،،،،

حسام سويد

مدير قسم التربية والتعليم

ملحق صور شخصيات ورد ذكرها في الكتاب